رام الله الإخباري
الحركة مهمة للحفاظ على الصحة، ولكن بعض الرياضيين يبالغون في ذلك، فالمبالغة في ممارسة الرياضة قد توقف القلب فجأة. فما علامات المبالغة في الرياضة وما أخطارها؟
لا يزال العلم محتارا فيما يخص معرفة أسباب هذا "الإدمان"، غير أن تجاهل الإصابات والآلام هي علامة تقليدية للإصابة بإدمان الرياضة والمبالغة في ممارستها. كما أن من علامات ذلك أيضا تجاهل علامات الإرهاق، ومواصلة التمرين إلى أن تخور قوى الجسد.
الحديث عن الإدمان على الرياضة قد يبدو إيجابيا للوهلة الأولى، لكن "الناس لا يدركون أن الإدمان من الناحية الطبية هو نوع من الأمراض النفسية التي تتطلب العلاج المناسب لها"، وفق ما يقول الطبيب الألماني هايكو تسيمانتس.
وأثناء ممارسة الرياضة يزداد إفراز هرمونات الأندروفين في الدماغ، وهذه تحسّن المزاج وتثبط الألم. هذا الشعور بالسعادة قد يؤدي إلى الإدمان، وهو إدمان له تأثير "يشبه تأثير مخدِّر الأفيون ومسكنات الألم القوية التي نستخدمها في علاج الآلام، وهو ما يجعل المرء في حالة من السعادة وانعدام الألم"، وفق توضيح الطبيب ليو فراون بيرغر.
ويمكن اكتشاف أن الشخص يبالغ في ممارسة الرياضة بعمل فحص لدى طبيب القلب الذي يفحص ما يعرف بالجهاز العصبي غير الإرادي. وهو يتكون من جزأين متضادين هما: الجهاز العصبي الودي المسؤول عن تنظيم هرمون الأدرينالين والضغط ويحفز الإنسان على تحمل الإجهاد على سبيل المثال، والجزء الثاني هو الجهاز العصبي غير الودي المسؤول عن استرخاء الأعصاب، كما يشرح بيرغَر.
وفي حالة الإجهاد الجسدي، يسرّع الجهاز العصبي الودي نبض القلب، ويوسع المجاري التنفسية. وبعد زوال الإجهاد يحصل الاسترخاء عبر الجهاز العصبي غير الودي. ويعادل الجهازان العصبيان عمل بعضهما بعضا.
أما بالنسبة لمدمني الرياضة والمبالغين في ممارستها، فتكون أجسامهم غير قادرة على الراحة والاسترخاء بعد الانتهاء من التمارين، ويكون معدل نبضات القلب مرتفعا في حالة الاسترخاء.
فنبض قلب الرياضي الاعتيادي يجب ألا يزيد على ستين نبضة في الدقيقة. أما "معدل نبض القلب الذي يصل إلى 88 نبضة في الدقيقة تقريبا، فقد يدل على أن الرياضي لم يشرب كثيرا، أو لم ينم جيدا. والتدريب الشاق في اليوم السابق مسؤول أيضا عن ذلك"، كما يقول الأطباء.
ونبض القلب المرتفع أثناء الاسترخاء هو حالة غريبة تشير إلى أن الرياضي يحتاج إلى راحة أكثر، وإلا فستكون العواقب وخيمة على جسده، ويحذر الطبيب بيرغَر من أن القلب "على المدى الطويل قد يتضرر، وهذا يشمل زيادة خطر اضطراب نبض القلب بشكل قد يؤدي إلى توقفه فجأة".
دويتشه فيلله