رام الله الإخباري
إدمان الوجبات السريعة أصبح من المشاكل الشائعة، خاصة لدى فئات الشباب، فهناك كثيرون يعتمدون على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة كطعام رئيسي لهم، نظرًا لمذاقها المحبب، أو بسبب ظروف الحياة التي حتمت عليهم تناول الطعام السريع، إلا أن الأمر له خطورته على الصحة العامة للإنسان، بل وربما يذهب إلى أكثر من ذلك، وهو الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.
كشفت دراسة حديثة أشرف عليها علماء في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركيّة، عن أن تناول الوجبات السريعة خاصة تلك الغنية بالدهون المشبعة بانتظام خلال فترة المراهقة لدى الفتيات يؤدي إلى رفع نسب الإصابة بسرطان الثدي، والذي يعد أحد أخطر أنواع الأورام القاتلة، ويعد تاسع أكثر مسببات الوفاة داخل مصر، وذلك بحسب ما نشرته إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وأشارت الدراسة إلى أن الإفراط في تناول الأغذية المشبعة بالدهون، مثل الأطعمة السريعة والحلويات والكيك خلال فترة المراهقة وعدم الاهتمام بتناول الدهون غير المشبعة الموجودة في المكسرات والحبوب، يزيد من كثافة أنسجة الثدي، وبالتالي يرفع خطر الإصابة بالسرطان خلال مراحل لاحقة من عمر الفتاة.
وأكد الباحثون على ضرورة تنبيه الفتيات في سن المراهقة من خطر الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وأهمية اتباع حمية غذائية صحية لتجنب الإصابة بمرض سرطان الثدي، والوقاية من الكثير من الأمراض المزمنة، مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
من جانبه، يقول استشاري التغذية، د. أحمد ناجي إن الأطعمة السريعة والوجبات الجاهزة لها خطورة كبيرة على صحة الإنسان، خاصة الأطفال، لأنها تكون مجهولة المصدر، كما أنها تتعرض لأشعة الشمس والأتربة وعوادم السيارات بشكل مباشر، ما قد يصيب الإنسان بارتفاع في درجة الحرارة وآلام في المعدة، وربما تؤدي إلى التسمم بطريقة سريعة لعدم حفظها بطريقة جيدة وفي درجة حرارة ملائمة، مشيرًا إلى أن خطورة الوجبات السريعة لا تتوقف عند حد الإصابة بالتسمم فقط، بل إنها تتسبب بما هو أخطر من ذلك، فتعرضها للأتربة وعوادم السيارات يرسب عليها بعض المواد السامة التي تصيب الإنسان بالسرطان وتليف الكبد والفشل الكلوي، لافتا إلى أن توفير المعادلة الصعبة بين الجودة والسعر المناسب يكاد يكون معدوما، خاصة لدى المحلات التي تعتمد على الوجبات المقلية مما يجعلهم يلجأون إلى استخدام الزيوت بشكل متكرر لعدة مرات، ما يؤدي إلى إزالة بعض المواد الهامة التي يحتاجها جسم الإنسان، مثل مادة الليستين ومضادات الأكسدة ومادة السيزولات، وكذلك مادة الكلوروفيل، حيث ينتج عن إزالة تلك المواد الصلبة من الزيت إصابة الفرد بالسرطان وصعوبة عملية الهضم، كما يكون لها تأثير سلبي على صحة القلب وعضلات الجهاز الهضمي، مشيرًا إلى أن بعض المطاعم الفارهة تعتمد على الدهون بنسبة كبيرة، ما يؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون والقلب والشرايين ومرض السكر وارتفاع ضغط الدم.
ويؤكد أخصائي التغذية، د. ماهر شريف، على ضرورة الابتعاد قدر المستطاع عن تناول الطعام خارج المنزل، مشيرًا إلى أن أغلب المطاعم تعتمد على اللحوم المستوردة والتي يجهل مصدرها، وما لذلك من أضرار على صحة الإنسان، لافتا إلى أن إكثار الفرد من تناول الوجبات السريعة يزيد فرص إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، فهذه الوجبات تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون تصيب الفرد بارتفاع في ضغط الدم وتصلب في الشرايين نتيجة ارتفاع الكوليسترول، كما أن الدراسات أكدت أن الوجبات السريعة تفتقد فيتامين C، ما يؤدي إلى إصابة الأطفال بنقص في المناعة ومشاكل في عملية الامتصاص.
وأضاف شريف: الإنسان يتناول الطعام حتى يمده بالقيمة الغذائية التي يحتاجها للقيام بوظائفه الحيوية، وهو ما لا توفره الوجبات السريعة، كونها تفتقد للقيمة الغذائية، بل على العكس، فإن أضرارها أكثر من منافعها، فهي تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض المزمنة، فالوجبات السريعة ما هي إلا سعرات حرارية فارغة تدمر الجسم ولا تقدم له أي قيمة غذائية، وذلك لأن طريقة إعدادها تجعلها تفقد كل قيمتها الغذائية، مشيرا إلى أن تناول الوجبات السريعة باستمرار يؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب، وانخفاض طاقة الجسم، وتصل إلى الإصابة ببعض الأمراض العضوية مثل تناقص القدرات العقلية، نتيجة نقص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
هذا ووضعت الجمعية الأميركيّة لأبحاث السرطان خطوات للابتعاد عن تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة السريعة، وهي تحضير أمثال لتلك الوجبات الجاهزة في المنزل مثل البيتزا والبرغر، وغيرهما من الأطعمة التي يفضلها الشخص، وذلك حتى لا يشعر بالحرمان ويعود إلى مثل هذه الأطعمة مرّة أخرى، كذلك يتم تخصيص أجندة لمعالجة إدمان الوجبات السريعة، تسجل بها كل يوم يمر دون تناول تلك الأطعمة، وكيفية مواجهة هذا الإدمان وما هي الصعوبات والعقبات التي تحول دون الإقلاع عن تناول الأطعمة السريعة؟ مع وضع برنامج غذائي صحي متكامل، وأشارت الجمعية إلى أن عملية الإقلاع ستأخذ وقتا وستتم بالتدريج حتى لا يشعر الفرد بالحرمان، ومن ثم تحدث انتكاسة ويعود مجددا لتناول البيتزا والبرغر وبكميات أكبر.
وكالات