بعد اتفاق تعيينه وزيرا للجيش..هل تدجن السلطة ليبرمان؟

04bc167d24dcd2c3f7210fa56cb9821d

رام الله الإخباري

موقع رام الله الإخباري:

يرى مختصون بالشأن الإسرائيلي وباحثون أمنيون أن اتفاق تعيين المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيرًا للجيش الإسرائيلي تحول خطير للغاية، لكن آخرين يتوقعون تلاشي تصريحاته "العنترية"، واختلاف أدائه في السلطة عن المعارضة.

ووافق زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، أمس الأربعاء، على عرض نتنياهو بشغل منصب وزير الجيش مكان موشي يعلون، وهو ما شكّل صدمة للمتابعين، والجيش الإسرائيلي في نفس الوقت.

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل؛ فإن صدمة الأمن والجيش كانت كبيرة بسبب مواقف ليبرمان الهجومية تجاه قادة الجيش، وفقدانه القدرة على استيعاب الآخرين.

 

تحول خطير

ويمثل اتفاق نتنياهو - ليبرمان تحولًا خطيرًا، وسابقة لم تحدث من قبل، وفق الباحث في الشئون الإسرائيلية صالح النعامي، "لأن ليبرمان متطرف وغير مسئول وفوضوي".

وخضع نتنياهو لشروط حزب ليبرمان للحفاظ على تماسك حكومته التي يتهددها السقوط، كونها حكومة أقلية، ولاسيما بعد فشل الجهود لضم حزب العمل للحكومة.

ويعرف ليبرمان بمواقفه المتطرفة، إذ يدعو لإسقاط "حكم حماس" في غزة، ويهاجم بشكل مستمر السلطة الفلسطينية، كما أنه صاحب فكرة توطين الفلسطينيين بسيناء المصرية.

ويقول النعامي إنه من الممكن أن يستخدم المتطرف الإسرائيلي منصبه الجديد لتعزيز شعبيته، ودفع الأمور للتصعيد مع قطاع غزة، وهو ما سيحدِث "تنافس على التطرف" بين أقطاب الحكومة الإسرائيلية.

ويلعب وزير الجيش في "إسرائيل" دورًا كبيرًا في تحديد السياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من خضوع الجيش للمستوى السياسي في الكيان الإسرائيلي، إلا أن عدم رضاه عن تعيين ليبرمان لقيادته قد يدفعه لإحراج السياسيين.

ويقول النعامي إنه بإمكان الجيش إحراج نتنياهو، ولاسيما في غمرة التوتر الكبير بين المستويين السياسي والعسكري، وهو ما سيزيد الأمور تطورًا بين الجانبين.

واشتد التوتر بين الجيش والساسة بعد انتقاد قائد الجيش "غادي ازينكوت" إعدام الشهيد عبدالفتاح الشريف بالخليل، وحديث نائب رئيس أركان الجيش ماج-غين جولان عن "ميول نازية في المجتمع الإسرائيلي".

 

مصلحته أولًا

ورغم أن ليبرمان معروف بتطرفه الشديد، إلا أن الباحث في الشئون الأمنية والاستراتيجية هشام مغاري يعتقد أنه من الشخصيات البراغماتية الباحثة عن مصلحتها بدرجة أولى، ومن ذلك إمكانية الوصول لتسويات في المنطقة وخصوصًا تركيا.

وكان ليبرمان طرح مبادرات تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك تفكيك المستوطنات مقابل طرد فلسطينيين الداخل، ومصادرة ممتلكاتهم.

ويرى مغاري في حديثه لوكالة "صفا"، أن وجود ليبرمان في السلطة يختلف عن وجوده في المعارضة، وبالتالي سيغير معظم تصريحاته عن اغتيال إسماعيل هنية وسحق غزة وغيرها.

ولن يتغير الوضع الميداني في قطاع غزة كثيرًا، وفق ما يقول الباحث، رغم وجود نسبة مخاطرة عالية مع وجود ليبرمان في هذا المنصب الحساس.

ويمكن أن يستمر الوزير الجديد للجيش بإطلاق تصريحاته "العنترية" ضد المقاومة، لكنه سيلجأ لتحقيق الأمن بـ"الردع" وليس بالحرب خوفًا من الفشل كما سابقيه، بحسب مغاري.

وفيما يتعلق بتأثير ليبرمان على قرارات الجيش، يشير إلى أن قادة الجيش لن يكونوا في صفه، وسيكون الوزير الجديد معزولًا، "لأنهم يدركون أن الحرب ستؤدي للكثير من المخاطر، وهم لا يؤمنون بشخصيته أصلًا".

ومن الممكن أن يتخذ ليبرمان وزارة الجيش سلمًا للصعود نحو هدفه الأسمى، رئاسة الوزراء، وهو ما سيجعل مغامراته محسوبة العواقب خوفًا من الفشل.

وكالة صفا