يديعوت تكتب ....صفقة أسرى ام فك الحصار عن قطاع غزة ...ما الذي تريده حماس ؟

3910461448

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

بقلم:اوريت فرلوف

خاطب الناطق بلسان القسام  أبو عبيدة مساء يوم الجمعة الموافق في الأول من أبريل نيسان الماضي الشارع الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال رسالة مباشرة هي تعد الأولى من نوعها بثتها قناة الاقصى  فيما ظهر في الخلفية صورا لأربعة جنود إسرائيليين وهم هدار غولدن وأرون شاؤول ومدنيين اسرائيليين مفقودين هما أفرهاممنغستو وأخر لم تعرف هويته.

                   

وقال أبو عبيدة مخاطبا الإسرائيليين أن نتنياهو يكذب عليكم ويجعل عائلات الجنود الأسرى تعيش في أوهام كثيرة حيث لا يوجد مفاوضات أو اتصالات تتعلق بإطلاق سراحهم وإسرائيل لن تحصل على أي معلومات تتعلق بمصير الجنود دون أن تدفع الثمن قبل وبعد المفاوضات فيما لم يشير إلى حالة الإسرائيليين الذين تحتفظ المنظمة بهم وهل هم على قيد الحياة أم لا وحتى أنه لم يفصل بين الجنود والمدنيين حيثأطلق عليهم جميعا صفة جنود.

 

وانطلقت بالتوازي مع بيان أبو عبيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية على شبكة الانترنت حملتان كبيرتان ومتوازيتان وقف وراءهما الذراع الإعلامي لمنظمة حماس تحولتا وبسرعة كبيرة إلى (فيروس) وحملت الأولى عنوان نشر كـ هشتاج "عد جنودك" وتتحدث عن الثمن الذي يمكن لحماس أن تدفعه وتتوجه في الواقع إلى نتنياهو لتلقي عليه وحده مسؤولية أسر الجنود .

 

وتحمل الحملة الثانية المكملة للأولى عنوان "بكفي حصار" وتتضمن صورا ورسومات كاريكاتورية توضح مدى الضرر الذي ألحقته سنوات الحصار العشرة بقطاع غزة .

 

ويختفي وراء الحملتين الإعلاميتين المرتبطتين الواحدة بالأخرى عنوان كبير هو (الجنود مقابل رفع الحصار(

أثار الاعلان الرسمي الذي صدر عن حماس وتدشين الحملتين الاعلاميتين جدالا فلسطينيا نشطا في مواقع التواصل الاجتماعي تناول القضية المركزية التي أثارها الإعلان والحملات الإعلامية .

 

ودار الجدال العام حول ثلاثة أسئلة هامة كان أولها وأكثرها أهمية يتعلق بمضمون وكيفية تحقيق أهداف حماس والوسائل الكفيلة بذلك فيما اهتم السؤال الثاني بالتوقيت ولماذا اختارت حماس هذا الوقت بالذات لإعلان مسؤوليتها الرسمية والعلنية عن احتجاز الاسرائيليين ليتركز السؤال الثالث حول ما الذي تغير في المقصود حماس وهل قررت تغيير شكل وطريقة عملها فيما يتعلق بإسرائيل؟

يشير الجدال الفلسطيني الدائر عبر مواقع التواصل إلى عدة أمور أولها يتمثل في إظهاراختيار حماس لنتنياهو لتحميله المسؤولية المباشرة عن إطلاق سراح أولئك الجنود الأسرى بما يشير الى ان حماس لا زالت ترى في حكومة اسرائيل العنوان الرئيسي الذي يمكنها العمل معه ومفاوضته وليس الشارع الاسرائيلي لذلك يجب ممارسة الضغط وعلى رئيس الوزراء .

 

فيما تشرح حماس لعائلات الجنود كذب نتنياهو وتقول لهم بأنه لا يعمل أي شيء لتقدم المفاوضات الخاصة بتحريرهم لا زالت حماس تمتنع عن استخدام وسائل كثيرة وطرق أخرى خاصة بمخاطبة الجمهور الإسرائيلي ما يشير إلى أن هذا الجمهور لا يشكل حتى الآن عنوان الحملات .

 

لهذا يتضح أن هدف الحملة الحمساوية هو نتنياهو والحكومة وليس الشارع الإسرائيليحيث تدير حماس من واقع فهمها لطبيعة الجمهور الاسرائيلي حربا نفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت تركز خلالها على مسؤولية نتنياهو الشخصية عن إطلاق سراح الجنود وتدعي أيضا أن نتنياهو ترك جنوده يواجهون مصيرهم .

 

تركز حملة "عد جنودك" على قضية مسؤولية نتنياهو الذي ظهر في أحد إعلانات الحملة وهو يسير في مقدمة الجنود ليكتشف حينما قامبعد جنوده أمر اختفاء أربعة منهم وهذا الإعلان يتماشى مع ما حصل في الماضي وطريقة عمل حماس التي تعطي العامل الشخصي العاطفي وزنا كبيرا في إتمام صفقات تبادل الأسرى .

 

ومن الجدير بنا دراسة قضية توقيت الحملتين لنتوصل الى نتيجة واضحة مفادها أن هذا هو الوقت الملائم لحماس كي تعيد قضية رفع الحصار إلى مقدمة الصورة وليس قضية الأسرى كثمن ترغب حماس في الحصول عليه مقابل تقديم أي دليليتعلق بوضع الجنود أهم احياء ام أموات خاصة وأن حالة الشارع في غزة يشير إلى تحوّل في قضية إدخال تسهيلات أو رفع الحصار كاملا إلى القضية رقم واحد على جدول أعمال حماس  على مدار الساعةإلى تقديم أي إنجاز للجمهور في غزة .

 

لكن لماذا الآن تطرح حماس تبريرا رسميا يربط بين إعلان أبو عبيدة وحلول الذكرى العاشرة لفرض الحصار على غزة لكن يتضح من خلال الجدال العام الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي أن هناك احتمالات أخرى تتمثل بمحاولة إسرائيل الاستعانة بمصر للحصول على تفاصيل تتعلق بالوضع الصحي للمفقودين الإسرائيليين وذلك عبر المحادثات الدائرة في القاهرة بين حماس ومصر .

 

وحسب ادعاءات المتحاورين على مواقع التواصل جاء إعلان الذراع العسكري لحماس ليقول لإسرائيل بأنها لن تنجح باستخدام مصر كأداة ضغط على حماس لإجبارها على الإدلاء بأيمعلومات وأن حماس لن تقدم مثل هذه المعلومات دون مقابل سواء استعانت إسرائيل بوسيط مصري أو غير ذلك.

 

نقطة ثالثة يجري طرحها تقول أن حماس أظهرت براغماتية عالية من خلال دمجها إعلان أبو عبيدة عبر وسائل الإعلام التقليدية وإطلاق الحملتين الاعلاميتين عبر وسائل الاعلام الجديد كما أنها أدارت حملاتها باتزان بعيداً عن التطرّف على الرغم من التوجه المباشرة لعائلات الجنود ورئيس الوزراء .

 

ورغم ادعاء نتنياهو أكثر من مرة أنه لا فرق بين حماس وداعش نرى حماس في هذه القضية بالذات لا تستخدم تكتيكات يستخدمها داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنها بكل بساطة تدرك تماما تبعات كسر القواعد المقبولة للعبة لذلك تحاول استغلال الوسائل المتوفرة لديها أكثر ما يمكنها واستخدام الجنود والمدنيين الذين تحتفظ بهم كورقة مساومة فما يمثل تحقيق كسبا سياسيا وهو أهم أهدافها الكبرى ويتمثل ذلك الانجاز بإدخال تسهيلات إنسانية وتخفيف الحصار.

 

وتحاول حماس عبر حملتها المباشرة ضد نتنياهو أن تكسر الثقة بينه وبين الشارع الاسرائيلي خاصة حين تشدد حماس على أن نتنياهو كاذب وأنه لا يجري أية مفاوضات من شأنها تؤدى لإطلاق سراح الجنود إلى جانب التشديد على تحميل نتنياهو المسؤوليةوحده.

 

وأخيرا اظهرت حملة حماس اعتدالها الكبير واختيارها الحفاظ على براغماتية عالية وكسر قواعد اللعبة .

 

يديعوت أحرنوت ...ترجمة رام الله الاحباري