موقع رام الله الاخباري :
استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو، بحضور المبعوث الفرنسي الخاص، بيير فيموند، والقنصل الفرنسي العام، إيرفي ماغرو، وبحث معهم الاستعدادات الفرنسية الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسلام.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنه جرى الحديث خلال اللقاء، عن الاستعدادات الفرنسية الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، والجهود التي تبذلها فرنسا لعقده، وذلك لإخراج العملية السياسية من الجمود الذي يعتريها.
وأضاف، إن الوزير الفرنسي أطلع الرئيس عباس، على نتائج لقائه صباح اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وتابع أبو ردينة، إن الرئيس أعرب عن تقديره الكبير لالتزام فرنسا وجهودها من أجل عقد المؤتمر.
وأشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إلى أن الجهود العربية والفرنسية تسير وبسرعة في الاتجاه الصحيح لعقد المؤتمر الدولي للسلام، لوقف حالة التدهور وعدم الاستقرار على الساحة الفلسطينية والمنطقة.
الجدير ذكره، أن المبادرة التي طرحتها فرنسا لتحريك عملية السلام المتجمدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ سنوات، تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام يساعد في دفع العملية السياسية المتوقفة بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت.
وتقترح المبادرة خمسة بنود تتعلق بـ"مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام".
وهددت باريس إسرائيل من أنها ستعترف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران اذا لم توافق على هذه الطروحات، وتعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جديد، بغية التوصل لحل الدولتين.
وقوبلت هذه المبادرة برفض إسرائيلي شديد متذرعة بأنها تدعم الموقف الفلسطيني، وتصل إلى طريق مسدود ويزيد من تعنته في اي مفاوضات مستقبلية.
وانتقد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، المبادرة ووصفها بـأنها "مقلقة" و"مصيرها الفشل"، معتبرا أن تهديد فرنسا الاعتراف بفلسطين كدولة "يؤكد أن المؤتمر سيفشل، لأن الفلسطينيين سيعلمون أن مطلبهم سيتحقق بشكل مسبق، ولن يحتاجوا إلى فعل أي شيء".
وزعم نتنياهو أن المبادرة الفرنسية "لا تأخذ في الاعتبار تعقيدات الصراع، إذ لا يهم لدى الفرنسيين إذا كانت هذه الدولة الفلسطينية ستتحول إلى ديكتاتورية إسلامية أخرى، تضاف إلى أمثالها في المنطقة، لا يهم إذا لم تعمل بصدق لإنهاء الصراع والاعتراف بدولة لليهود، ولا يهم إذا لم تكن هناك ترتيبات أمنية تمنع استيلاء داعش أو حماس، أو الاثنين معاً، على الأراضي التي ستتركها إسرائيل".
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت في تقارير سابقة لها النقاب عن خلافات غير مسبوقة بين فرنسا و"إسرائيل" على خلفية هذه المبادرة الفرنسية.
وأشارت إلى اجتماعات عقدت في القدس المحتلة بمشاركة دبلوماسيين فرنسيين وإسرائيليين، تحولت لاحقا لصراع حول مبادرة وزير الخارجية الفرنسي في مجلس الأمن لوضع جدول زمني لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أنه ومنذ اللحظة الأولى للاجتماع برز خلاف حاد بين الجانبين الفرنسي والإسرائيلي حول القضية الفلسطينية، وصلت حد تبادل الاتهامات، وهذا دليل على الخلافات والتوتر.