رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
أصبح الصيف على الأبواب، وبدأ الأطفال والكبار يحصون الأيام لبداية الإجازة الصيفية كي تبدأ الأنشطة والألعاب والإجازات. لكن منطقتنا العربية يتميز صيفها بدرجات الحرارة المرتفعة التي تؤثر بالسلب على الأطفال خصوصًا.
نتعرف في هذا التقرير إلى أفضل وسائل التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، وأبرز الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الأطفال خلال فصل الصيف، وكيفية الوقاية منها والتعامل معها إذا ما أصيب بها أحدهم.
الحرارة المرتفعة
السباحة والأنشطة الترفيهية المتعلقة بالمياه هي واحدة من أفضل وسائل ممارسة النشاط البدني والحصول على الفوائد الصحية الجسمانية للأطفال، خصوصًا وأنها وسيلة صحية لتفريغ طاقات الأطفال في أمور مفيدة على المدى القريب والبعيد. بالطبع تمتلئ الشواطئ وحمامات السباحة بالكثير من الزائرين في محاولة للتعويض عن الحرارة المرتفعة، لكن هناك بعض الأمور الهامة التي يجب أخذها في الاعتبار كي تبقي أطفالك آمنين وبكامل صحتهم.
التعرض الطويل لأشعة الشمس يمكن أن يسبب العديد من المشاكل، ويجب مراعاة أن بشرة الأطفال أكثر رقة من بشرة البالغين وبالتالي لا تعاملها كما لو كانت بشرتك أنت القادرة على التحمل وقتًا أطول. تغطية الجسم قدر الإمكان بقميص أبيض تساعد كثيرًا على الحماية من أشعة الشمس، ولا تنس بالطبع الدهان الواقي من أشعة الشمس.
وسواء كنتِ على الشاطئ أو في منزلك، لا تتركي أطفالك يطالبوك بشرب الماء، لأن هذا معناه الوصول لمرحلة العطش التي تعكس جفاف الجسم، لكن اجعلي أطفالك دائمًا يعتادوا على شرب كميات كبيرة من الماء بانتظام قبل أن يصلوا إلى مرحلة العطش. وتذكري دائمًا هذه القاعدة «لا تأكل إلا عندما تشعر بالجوع، لكن اشرب قبل أن تشعر بالعطش». واجعلي شرب الأطفال للماء كثيرًا حتى ولو كان نشاطهم في يوم ما قليلًا، لا تربطي شرب الماء بالأنشطة التي يمارسونها.
من المهم ألا تجعلي أطفالك يتناولوا السوائل المحتوية على كميات كبيرة من السكريات إلا في أضيق الحدود، فهذه السوائل في الحقيقة تسبب فقدان المزيد من سوائل الجسم. أيضًا تجنب أن يشرب أطفالك المياه شديدة البرودة، لأن هذه المياه تسبب تقلصات في المعدة.
حاولي أن تجعلي مكان تواجد الأطفال داخل البيت جيد التهوية قدر الإمكان، كما حاول ألا يكون المكان شديد الحرارة حتى لا يؤذيهم، فالأطفال دائمًا يحتاجون لأن تكون أجسادهم باردة قدر الإمكان. يمكنك بالطبع استخدام مكيفات الهواء لكن لا تجعل حرارة الغرفة باردة، وإنما درجة حرارة بين 22 – 25 مئوية تكون مناسبة جدًا. أيضًا يمكنك استخدام المروحة للتهوية لكنها لن تكون أمرًا مناسبًا إذا ما ارتفعت الحرارة عن 32 درجة مئوية، لأن الهواء وقتها سيكون ساخنًا.
عند الخروج من المنزل تأكدي دائمًا أن أطفالك يرتدون ملابس واسعة فضفاضة قدر المستطاع، وحاولي أن تجعليها ذات ألوان فاتحة، خصوصًا اللون الأبيض للمساعدة على عكس أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس وعدم إحساسهم سريعًا بالحرارة. وإياك أن تفكري في ترك طفلك داخل السيارة بمفرده خصوصًا إذا لم يكن تكييف الهواء فيها يعمل بشكل جيد، وحتى مع هذا الشرط يبقى هذا الخيار غير مفضل على الإطلاق.
ليس الماء وحده كافيًا حتى تجعل طفلك في حالة انتعاش عقلي وجسدي، فالأطفال بطبيعتهم كثيرو الحركة وهو ما يعني أنهم سيتعرقون، وبالتالي هم بحاجة لتعويض الأملاح التي تخرج مع هذا العرق. لا يوجد أفضل من الفواكه لتعويضهم عن هذا الأمر، سواء في صورة ثمرة كاملة أو كوكتيل من الفواكه أو عصائر طازجة، ولا داعي بالطبع لإخبارك أن العصائر الصناعية ليست مستحبة بكثرة إلا للضرورة أو عدم وجود بديل متاح.
أمراض الصيف
هناك عدد كبير من الأمراض التي يمكن الإصابة بها خلال فترة الصيف بشكل خاص.
1- الجدري المائي
يسببه فيروس يسمى «فاريسيلا زوستر». ينتشر هذا المرض في ذروة فصل الصيف، ويظهر على شكل طفح جلديّ أحمر مثير للحكة من البقع والدمامل في جميع أنحاء الجسم. ينتشر عبر الهواء عندما يعطس شخص مصاب بالمرض أو يسعل بالقرب من الآخرين، كما ينتقل أيضًا عبر السائل الموجود في الدمامل. هنا سيكون علينا الانتباه من وجوب عزل الطفل المصاب بالجدري المائي عن الآخرين وأن تكون له أدواته الخاصة التي تطهر وتغسل جيدًا خصوصًا الملابس والمنشفة وما شابه.
ويتزامن ظهور هذا الطفح مع أعراض أخرى مثل الحمى والصداع والتهاب الحلق، حتى أنك تعتقد في البداية أنه نزلة برد أو إنفلونزا. ويلاحظ أن بعد يومين من ظهور الدمامل تبدأ في الانفجار وخروج السائل منها، وبعد أن تتقشر هذه الدمامل يمكن للطفل ممارسة حياته الطبيعية والاختلاط مع الآخرين دون خوف. ويستغرق الطفل في المعتاد حوالي عشرة أيام حتى يستعيد صحته ويتعافى.
يجدر هنا الإشارة إلى أنه إذا كان طفلك قد أصيب بالمرض من قبل فإنه لن يصاب به مرة أخرى، وغالبية الأطفال يجب أن يصابوا بهذا المرض مرة واحدة في حياتهم تقريبًا، ونادرًا ما نرى طفلًا لم يصب به. النظافة الشخصية والابتعاد عن الأماكن كثيرة الازدحام من أهم خطوات الوقاية من المرض.
2- الحصبة الألمانية
ويسببها فيروس يسمى «باراميكسو»، الذي يصيب بطانة الجزء الخلفي من الحلق، وينتقل المرض بنفس طرق انتقال مرض الجدري المائي. ويبدأ هذا المرض بأعراض شبيهة بنزلة البرد من ارتفاع درجة الحرارة والسعال وسيلان الأنف والتهاب الحلق واحمرار العينين، ثم يحدث عرض آخر يسمى طفح الحصبة، وهي بقع صغيرة غير مرتفعة عن سطح الجلد يصاحبها حمى شديدة وبقع بيضاء داخل الفم. الطفح يظهر عادةً بين 3 – 5 أيام من بدء الأعراض الأولية.
3- الصفراء
والمقصود بها هنا الالتهاب الكبدي الوبائي (أ). وهو مرض ينتقل من خلال المياه الناجمة عن إمدادات المياه الملوثة والطعام غير المطبوخ في المناطق غير النظيفة. ويصيب فيروس الالتهاب الكبدي من النوع (أ) الكبد مسببًا زيادة إفراز الصفراء، وهو ما يسبب أعراض اصفرار الجلد والغشاء المخاطي والجزء الأبيض من العينين، كما يتميز بلون البراز الفاتح ولون البول الغامق وحكة في الجلد.
هذا المرض ينتشر كثيرًا في فصل الصيف نتيجة تناول الطعام في بعض الأماكن والمطاعم غير النظيفة. بالتالي عليك الحرص على عدم تناول أطفالك الطعام خارج المنزل، وإذا اضطررت لذلك فعليك اختيار المكان المناسب النظيف والتأكد من غسل أطفالك أيديهم جيدًا.
4- التيفود
ويعرف بين العامة باسم الحمى التيفودية. وهو مرض ينتقل عبر المياه والطعام الملوث عبر ما يعرف بطريق البراز والفم، بمعنى أن البكتيريا المسببة للمرض تنزل في براز الشخص المصاب، وفي حالة انتقالها بوسيلة ما إلى الطعام أو الشراب فإنها ستصيب الأطفال بالمرض. البكتيريا المسببة تسمى «سالمونيلا تايفي» وتنتشر في المناطق ذات النظافة القليلة.
الأعراض الشائعة لهذا المرض تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، والتعب والوهن، وآلام في البطن، والصداع، وفقدان الشهية، وأحيانًا طفح جلدي. ويذكر أن المريض بعد شفائه من المرض فإنه يظل حاملًا للبكتيريا فترة معينة، وبالتالي لابد أن يهتم بنظافته الشخصية.
5- النكاف
وهو مرض فيروسي مُعدٍ للغاية، ينتشر غالبًا خلال ذروة فصل الصيف. وينتقل هذا المرض عبر الهواء نتيجة العطس أو السعال، لذلك فعندما يصاب الطفل بالمرض يجب عزله عن بقية أفراد الأسرة إلا أولئك الذين سبق لهم الإصابة به؛ لأنه لا يمكن للشخص الإصابة به مرتين نتيجة المناعة التي تتكون بقوة داخل جسم الإنسان بعد أول إصابة.
الأعراض الشائعة للمرض تشمل تورم الغدد اللعابية في قاعدة العنق أسفل الأذنين، وحمى وصداعًا وآلامًا في العضلات، بالإضافة إلى لتعب وفقدان الشهية. المرض يذهب بمفرده دون أي علاجات جذرية، فقط يمكن تناول مواد خافضة للحرارة لتقليل سخونة الجسم.
6- نزلة البرد
دائمًا ما يقول العامة أن نزلة برد الصيف تكون أصعب من الشتاء. هذا الأمر صحيح إلى حد كبير نتيجة قلة التدفئة والتعرض للمكيفات والمياه الباردة. عليك أن تعتاد ألا يشرب أطفالك الكثير من المياه الباردة أو الأطعمة كثيرة الزيوت، خصوصًا الأطعمة السريعة.
اجعلي أطفالك يعتادوا على شرب الماء قبل الخروج من المنزل، وحاول ألا تجعلهم موجودين في مناطق محكمة الغلق.
رسم توضيحي3 ارتفاع حرارة الطفل تحتاج لزيارة الطبيب إذا دامت أكثر من 24 ساعة
7- الطفح الجلدي
هو واحدة من المشاكل الشائعة جدًا عند الأطفال خلال فصل الصيف. فلو تحدثنا عن الأطفال الرضع، فيمكننا اعتبار أن الأمهات اللاتي ينسين تغيير حفاضات أطفالهم فترات طويلة هن الأمهات الأسوأ في العالم. وبالنسبة للأطفال بشكل عام فإن العرق والطقس الحار يجعل تكون التهابات وطفح جلدي أمرًا معتادًا.
اجعلي طفلك دائم النظافة، وألبسيه ملابس واسعة قطنية دائمًا، واجعليه يعتد على أخذ حمام يومي بالماء معتدل الحرارة يوميًا بعد عودته من اللعب في الخارج. قد يكون الطفح الجلدي ناجمًا عن التهابات جلدية، وهذا الأمر يكفيه أي دهان ملطف للجلد. لكن من الممكن أن يكون الطفح الجلدي ناجمًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية، ويتبين لنا الأمر بسهولة عند وجود دمامل أو بقع بنية أو حبيبات صديدية، هنا من الأفضل بالطبع استشارة الطبيب أو الصيدلي.
8- نوبات الربو
يمكن أن يكون الصيف وقتًا خطيرًا للأطفال الذين يعانون من الربو، خصوصًا في المدن الصناعية والمدن المزدحمة ذات معدلات التلوث العالية. في بدايات الصيف تنتشر أيضًا حبوب اللقاح في الهواء والتي تزيد من تهيج الصدر وتزيد من صعوبة التنفس لهؤلاء الأطفال.
انتبهي دائمًا للأيام ذات الحرارة العالية وأبقي طفلك داخل المنزل، كما يفضل أيضًا بقاؤه بشدة داخل البيت في أيام انتشار حبوب اللقاح. في الصيف يجب التأكد دائمًا من وجود بخاخة الصدر في المتناول.
9- التهاب الأذن
ويطلق عليها اسم أذن السباحين لأنها ترتبط بالعوم والسباحة في حمامات السباحة والشواطئ. في الولايات المتحدة على سبيل المثال، يسبب هذا المرض حوالي 2.4 مليون زيارة للطبيب سنويًا، بالإضافة لتكلفة على القطاع الصحي تصل إلى قرابة 500 مليون دولار. الأطفال معرضون لهذه العدوى نتيجة تراكم المياه في الأذن فترة طويلة.
تأكدي دائمًا عند خروج الطفل من حمام السباحة أنك قمت بتجفيف أذنيه جيدًا من الماء الموجود بها بواسطة المنشفة القطنية، مع ميل الرأس تجاه الأذن التي يتم تجفيفها بالفعل. ولا تحاولي أبدًا استخدام الأعواد القطنية لتجفيف الأذن لأنك ستتسببين بالفعل في إصابته بالتهاب الأذن.
ساسة بوست