رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
توالت التصريحات الإسرائيلية خلال ال 24 ساعة الأخيرة بشكل متناقض حول قطاع غزة بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص فيما بدا وكأنه محاولة لإرسال رسائل لحماس وسكان القطاع لأن حرباً ستقع فامنعوها.
وكان لافتا التناقض في التصريحات الإسرائيلية، ففي حين صرح رئيس الدائرة السياسية الأمنية بوزارة الجيش "عاموس جلعاد" بالأمس عن صيف هادئ خال من الحروب مع قطاع غزة، وأن حركة حماس مرتدعة عن القيام بأي مواجهة جديدة ، تناقلت وسائل الإعلام العبرية تصريحاً موسعاً لضابط وصف بالكبير توعد وهدد قطاع غزة فيما بدت وكأنها محاولة للتخويف أكثر منها رسالة حرب.
وأسهب الضابط الكبير الذي لم يكشف عن اسمه، في الحديث عن قدرات حماس العسكرية، ويبدو انه تعمد حتى المبالغة عندما قال ان حماس تعكف على بناء رأس متفجر وزنه ما بين 150-200 كغم في حين لم يأتي على حجم ذلك الصاروخ القادر على حمل هكذا كمية ضخمة من المتفجرات.
وطرق الضابط الى أسلوب إدارة الجيش لأي حرب قادمة وأنها ستحاول قتل اكبر عدد من مقاتلي حماس في أي مواجهة لوحدات الجيش معهم في مشهد بدا وكأن الجيش كان يستثني مقاتلي حماس من الاستهداف خلال مواجهة العام 2014 وهو أمر مجاف للواقع ولا يرقى لأدنى درجات المنطق.
رعب في صفوف المستوطنين
ولكن المفاجئ في الأمر هو أن الرسالة وصلت مستوطني الغلاف قبل أن تصل سكان القطاع وحركة حماس الذين أعربوا عن قلقهم الكبير من هكذا تصريحات تدق طبول الحرب متهمين الجيش بإخافتهم فقط وعدم القيام بشيء لمنع الحرب القادمة.
وما زاد الطين بلة هو تزامن هذه التصريحات مع دوي صفارات الإنذار بالنقب الغربي مساء الخميس، الأمر الذي بدا وكأنه اكتمال لحلقة الرعب التي أرادها الجيش لغزة فانقلبت على مستوطنيه قبل أن يعاود الجيش التأكيد على انه لم تطلق صواريخ من القطاع وأن الحديث يدور عن طلقات خفيفة أطلقت داخل القطاع واستقبلت خطأ لدى مجسات صفارات الإنذار.
وأضطر الجيش الليلة وبعد أقل من 3 ساعات على تصريحات الضابط الحربية إلى إرسال تطمينات لمستوطني الغلاف قال فيها إن حرباً لا تلوح في الأفق مع غزة وأن عليهم ممارسة حياتهم الاعتيادية.
وجاء على لسان ضابط كبير آخر ونقلته القناة العبرية العاشرة فيما بدا وكأنه محاولة للتقليل من وقع تصريحات الضابط الأول، أنه وخلافاً للتقديرات العسكرية التي نشرت سابقاً فلا توتر في الجنوب.
وقال مخاطباً المستوطنين " حماس مرتدعة ولا ترغب بالتصعيد ، وعلى سكان الجنوب التصرف بشكل روتيني وتقديرات الجيش تشير إلى عدم وجود تصعيد في الأفق ، وقواتنا منتشرة حول غزة ومستعدة لأي طارئ".
وسارع رئيس مجلس مستوطنات أشكول "غادي يركوني" إلى التهدئة من روع مستوطني الغلاف قائلاً إن الوضع تحت السيطرة وإن الجيش يقوم بكل ما بوسعه لحماية كيبوتسات الغلاف.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتزامن فيها التصريحات الحربية تجاه قطاع غزة، فقد انشغل الإعلام العبري قبل حوالي الشهرين زمناً حول التحذير من خطورة أنفاق القطاع وذلك في أعقاب تقري للقناة العبرية العاشرة ومقابلتها لمستوطنين سمعوا أصوات قالوا إنها تعود لحفارات أرضية تحت منازلهم ما دفع الجيش لإرسال مقادحه للحفر قرب الحدود وإرسال رسائل تطمينيه للمستوطنين.
ويستشف من تسلسل الأحداث والتصريحات حول قطاع غزة رغبة الجيش في تحريك ملف غزة والضغط على المستوى السياسي لإيجاد حل لمعضلة غزة حتى لا تتكرر حرب العام 2014 التي استمرت 50 يوماً دون قدرة الجيش على حسم المعركة.
ترجمة وكالة صفا