موقع رام الله الاخباري :
قال الرئيس السوري بشار الأسد "إننا أخطأنا منذ البداية، تحت التأثير التركي والتأثير الاعلامي، حين حصرنا أولوية دعمنا للقضية الفلسطينية بحركة حماس وخالد مشعل".
وخلال استقباله المشاركين في ملتقى "التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة" الذي انعقد في دمشق في 19 و20 الجاري، برئاسة الأمين العام للتجمع يحيى غدار، أضف الأسد: تعلمنا الكثير من هذه التجربة، وأن الشعب الفلسطيني وقضيته لا يختزلان بفصيل واحد، خصوصاً بعدما تمخّضت التطورات منذ بداية ما يسمّى بالربيع العربي عن جعل القضية الفلسطينية في أسفل اهتمامات الشعوب العربية".
وقال "إننا نحترم كل مقاوم في حماس في وجه العدو الاسرائيلي، وسنمد ايدينا دائما الى هؤلاء والى اي قيادة سياسية جديدة. اما القيادة الحالية فمقاليدها في أيدي الخارج. ولم نتصور يوما ان تكون مصلحة حزبية او طائفية أهم من مصلحة فلسطين بالنسبة الى فصيل فلسطيني".
وتابع: للأسف قيادة حماس تخلت عمن يدعم فلسطين لمصالح حزبية وطائفية. لكن أملنا كبير في انتفاضة الشعب الفلسطيني ومناضليه الأحرار وشبابه الشجعان".
وفي سياق الأزمة السورية، أكّد الأسد أن "لا رهان على الحل السياسي مع هذه المعارضة. أمام الارهاب لا حلّ إلا بالمواجهة والنصر. والرهان الحقيقي هو على الحسم العسكري مع القوى الارهابية وتعزيز منطق المصالحات السورية. أما صياغات النظام وآلياته وشكله ومستقبله فهي شؤون يقررها السوريون وحدهم". واعتبر أن "الانتصار على الارهاب سيمهّد الطريق أمام حل سياسي يُستفتى عليه الشعب السوري".
وقال الأسد "إننا نؤمن بالحل السياسي. ولكن هذا الحل يحتاج الى حوار مع من هو قادر على اتخاذ القرار. هذه المعارضة تدار من قطر وتركيا والسعودية ولا مشروع سياسياً لها، وأطرافها مختلفون على كل شيء. لذلك فإن الحوار مع هؤلاء لن يجدي، ولا رهان كبيرا على الحل معهم. نحن اليوم نتحاور مع (المبعوث الدولي ستيفان) دي مستورا الذي ينسق مع اسياد هؤلاء. التفاوض الفعلي يجري مع دي مستورا".
ووصف الرئيس السوري علاقات بلاده مع روسيا بـ "الممتازة"، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "الزعيم التاريخي والحليف الحقيقي. ولدينا ثقة كبيرة به وبأنه لن يتأخر عن اي عمل يخدم وحدة سوريا. وهو أدار الامور في العسكر والسياسة بشكل ماهر: دعم جيشنا، وعبر الهدنة وضع الجميع أمام امتحان مَن مع الارهاب ومَن ضده".
وقال "ومنذ البداية تفاهمنا مع الرئيس بوتين على كل الخيارات. الانسحاب الروسي كان منسقاً منذ فترة طويلة. والأدق تسميته تقليصاً للقوة العسكرية الروسية. هذا التقليص طال فائض القوة الاستراتيجي الذي استقدم عندما كانت هناك احتمالات عالية لمواجهة مع تركيا والاطلسي. ومع تراجع هذه الاحتمالات سُحب ما ليس ضروريا في معركتنا المستمرة ضد الارهاب". ولفت الى أن "تقليص القوة الروسية يساهم في مزيد من التفهم الاميركي للدور الروسي".
وعن طروحات الفدرلة، شدد على أن "أي حبة تراب سورية سندافع عنها وهي ملك للشعب السوري. لا بحث ولا امكانية ولا فرصة لتقسيم سوريا. هذا كلام واهم لا قيمة له. أما في ما يتعلق بتطلعات بعض القيادات الكردية، فإما أن هؤلاء واهمون أو انهم لا يعرفون حقيقة الوجود الكردي في سوريا تاريخياً".
وقال: "بعد هزيمة المؤامرة الخارجية التي استهدفت سوريا، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستثمار في المسألة الكردية ولن ينجحوا"، لافتاً الى أن المنطقة التي اعلنت فيها الفيدرالية لا يزيد عدد الاكراد السوريين من سكانها على 23 في المئة، "وهذا ما يجعل الفدرلة وهماً".
وعن احتمالات عودة سوريا الى الجامعة العربية، أكّد الأسد "أننا لسنا حزينين لاخراجنا منها. كنا حزينين دائماً عندما كنا نشارك في اجتماعاتها التي كانت تخرج بقرارات ضد مصالح شعوبنا".
وقال: "في اول مشاركة لي في هذه الجامعة اكتشفت انها اداة تُسيّر من الخارج هدفها احباط اي عمل يخدم المصالح العربية. عام 2000، وبدل تأييد الانتفاضة الفلسطينية، ذهبوا الى تأييد مبادرة الملك عبدالله للسلام. وفي كل قمة كانوا يبقون بند الحل السياسي مطروحاً على حساب الحقوق العربية. واليوم باتوا يعلنون بسفور انتماءهم الى خدمة المشروع الصهيوني والمجاهرة بالعلاقة معه".
وأكّد الأسد أن العلاقات مع مصر "ممتازة، ونلتقيهم باستمرار للتنسيق. وحتى في عهد (الرئيس المصري السابق محمد) مرسي كان التنسيق الأمني ممتازاً. نحن نتفهّم موقف إخواننا في مصر بسبب ظروفهم الاقتصادية، ونقدّر الضغوط التي يتعرّضون لها".
وقال: "منذ اللحظة الأولى لوصول الاخوان المسلمين الى الحكم كنا مدركين لحجم تآمرهم علينا. وإخراج مرسي من الحكم عن طريق الانتفاضة الشعبية الرائعة أراحنا وأراح مصر". ولفت الأسد الى أن "علاقاتنا جيدة مع الكثير من الدول العربية. هناك دول نتشارك معها في مواجهة الارهاب كمصر وتونس. وهناك دول نتحاور معها سراً، وبعضها خليجي يعاني الأمرّين من الاخوان المسلمين".