رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
من أغرب الشروط للجلوس لمائدة التفاوض بين أطراف متخاصمين أن يطلب أحدهم من الآخر حلق لحيته. وهذا بالضبط ما حدث لكبير مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش عندما طلب منه رئيس وفد نظام دمشق بشار الجعفري ذلك.
وأوردت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تعليقها على هذا الطلب الغريب، أن الجعفري نفسه يربي لحية قصيرة، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان كبير مفاوضي النظام أراد بذلك أن يضع خطاً أحمر لا ينبغي للمعارضة تجاوزه أم أنه قصد الإساءة فقط.
وكان الجعفري، الذي يرأس وفد بلاده إلى مفاوضات جنيف، قد هاجم أول أمس الأربعاء نظيره المعارض علوش قائلا إنه لا يشرفه الجلوس مع من وصفه بالإرهابي.وأضاف "لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يسحب (علوش) تصريحه من التداول ويعتذر ويحلق لحيته". ولم يكشف الجعفري عن فحوى ذلك التصريح.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن تصريحات الجعفري تعكس الفجوة بين النخبة العلمانية في الدائرة الداخلية المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد، والسنة الذين يعيشون خارج دمشق ويهيمنون على المعارضة.
وأفادت بأن بشار الجعفري، البالغ من العمر 59 عاما، ظل مندوبا لبلاده لدى الأمم المتحدة قرابة عشر سنوات وهو يجيد العربية والإنجليزية والفارسية والفرنسية بطلاقة.
وقالت في لهجة لا تخلو من سخرية، إن الجعفري ظل يسكن في منزل بضاحية مانهاتن في نيويورك كان مملوكا للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون وتبلغ قيمته أربعة ملايين جنيه إسترليني (5.8 ملايين دولار أميركي تقريبا)، في وقت ترزح بلاده تحت نير حرب ضروس.
أما محمد علوش فهو سني درس الفقه الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وهو ينحدر من مدينة دوما في ريف دمشق التي تعرضت للدمار جراء المعارك، في حين أن الجعفري من سكان العاصمة نفسها.ومع أن محمد علوش منخرط تماما في الشؤون السياسية لجيش الإسلام المعارض، فإنه لا يُعد من المقاتلين، بحسب ديلي تلغراف.
ديلي تلغراف