موقع رام الله الاخباري :
اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الدول العربية، وفي مقدمها السعودية، بالتآمر على "المقاومة" وحركاتها في العالم العربي.وقال في كلمة له الأحد: "كنتم تتآمرون على الرؤساء والجيوش والحركات المقاومة وفي مقدمكم النظام السعودي منذ أيام مصر عبد الناصر إلى حركات المقاومة الفلسطينية"، بحسب تعبيره.
وأردف: "ما علاقة هذه الدول التي تصنفنا بالإرهاب؛ بالمقاومة، فهل تستطيع هذه الدول العربية أن تقدم السلاح؟ إذا كنا نحن بنظرهم إرهابيين، فلماذا لا يقدمون الأسلحلة للمقاومة الفلسطينية"، كما قال.
وتابع نصر الله: "لا نريد من هذه الأنظمة والدول العربية شيئا سوى أن يتركوا المقاومة، وهم الذين تآمروا مع إسرائيل ضدها".وأضاف: "خيارنا المقاومة وسيبقى هو المقاومة"، متحدثا عن دور "سوريا وإيران في الوقوف إلى جانب لبنان ودعم المقاومة واحتضانها".
موقف نصر الله جاء خلال كلمة له في الاحتفال التكريمي في بلدة أنصار جنوب لبنان بمناسبة أسبوع "القائد علي فياض (علاء البوسنة)"، الذي قتل خلال المعارك بين مقاتلين من حزب الله وكتائب الثوار في محافظة حلب في سوريا.
وقال إن "من يتوقع بأن من يمنع إسرائيل من الاعتداء على لبنان أو يحمي لبنان من العدوانية الإسرائيلية هو جامعة الدول العربية أو الإجماع العربي؛ هو يراهن على سراب وعلى وهم"، معتبرا أن العرب لم يكونوا يساعدون، "بل كانوا يحرضون على المقاومة، والإسرائيلي تحدث عن طلب حكومات عربية منه الإستكمال بالحرب على المقاومة، وهذا الأمر تكرر أيضا في العدوان على غزة"، بحسب قوله.
واستغرب نصر الله اتهام حزبه بالطائفية، وقال: "عندما ذهبنا البوسنة هل كان هناك شيعة في البوسنة ندافع عنهم؟ علاء وإخوانه غادروا قراهم وذهبوا ليقاتلوا دفاعا عن أعراض إخواننا المسلمين من أهل السنة في البوسنة والهرسك".
وتحدث عن مشاركة حزبه في المعارك في العراق، وقال: "ما لحق بأهل السنة في العراق بفعل داعش كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة هناك"، مضيفا: "مجموعة كبيرة من قياديينا وكوادرنا أتينا بهم من الجبهات وأرسلناهم إلى العراق بالسر، وبأنهم يقاتلون تحت قيادة الحشد الشعبي، نحن نقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب. هل هكذا نكون إرهابيين؟".
واعتبر أنه "لو كنا نقاتل تحت قيادة أمريكية لما وصفونا بالإرهاب" مضيفا: "اجتمعتم في السعودية وأطلقتم بقيادة أمريكا تحالفا دوليا لمقاتلة داعش. فهل تستطيعون أن تقولوا ماذا قدمتم منذ أكثر من سنة إلى الآن في قتال داعش بالعراق؟ الغريب أنهم أطلقوا تحالفا إسلاميا يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية"، كما قال.
وحول التوتر مع السعودية ودول الخليج، قال نصر الله: "أتفهم غضب السعودية، لأنه من الطبيعي أن يغضب الفاشل، وقد خابت آمالهم في سوريا حيث أصبحت في مكان آخر، وقد سقطت رهاناتهم بتدخل الناتو، لكن الحسبة كانت في الأشهر الأولى، ونحن تحدثنا مع المعارضة في ذلك الوقت عن رغبة النظام والقيادة بالحوار، لكنهم كانوا يرفضون ويتوقعون نهاية الأمور خلال أشهر قليلة، ومن كان يدير اللعبة في ذلك الحين كان السعودي، وفي ذلك الوقت كان أحد الأمراء من عمان يدير المعركة ويقدم الأموال والسلاح"، بحسب قوله.
وأردف: "كانوا يعتقدون أن الأمريكان يعملون لديهم ولا يدركون أن الأمريكي يشغل كل العالم في مشروعه، والأمر نفسه كان موجودا في اليمن حيث توقعوا الانتهاء من المعركة خلال أيام".
كما تحدث عن اليمن، وقال إن السعوديين "توقعوا بأن تستطيع مملكة الحزم أن تحسم الحرب خلال أسبوعين، هم تدخلوا وكانت المفاوضات في اليمن تتجه إلى النجاح"، لكنه اعتبر أن "الأثمان التي تدفعها السعودية كبيرة، إنهم فشلوا ولا يمكن إلا أن ينتصر الشعب اليمني، فالشعب الذي يصمد ويقاوم لا يمكن أن يهزم"، كما قال.
وثمن نصر الله الموقف العراقي وموقف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب الرافض لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وكذلك "الموقف الشعبي التونسي". وقال: "هذه الصرخة التي شهدنها ضد تصنيف حزب الله لا تقدر بثمن في ظل سطوة المال والتكفير الديني والسياسي"، بحسب تعبيره.
واعبر أن ردود الفعل المؤيدة لحزبه "هي رد على إسرائيل، بأنهم لا يمكن أن يكونوا أصدقاءنا وحلفاءنا. لا تحلموا بذلك، إسرائيل عدو وستبقى كذلك، لن يستطيع أي نظام أن يطبّع مع إسرائيل؛ لا آل سعود ولا أي تحريض مذهبي وهو آخر أسلحتهم التي لن تؤدي الى نتيجة"، وفق قوله.