رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
بعدما ضاقت السبل بأطفال غزة في الحصول على فسحة من الأمل للعب واللهو بعيداً عن الحرب، تمكن رجال أعمال فلسطينيين من استثمار مساحات خضراء في القطاع وتحويلها إلى ملاعب كرة قدم يتم تأجيرها بالساعة.
من رجال الأعمال هؤلاء خليل الوزير، الذي افتتح برفقة 3 شركاء أول ملعب صغير لكرة القدم بغزة في يونيو/حزيران 2015، ليواكب بذلك موجة من الملاعب الصغيرة بدأت بالانتشار في أحياء مدن القطاع منذ نهاية العام 2014.
مشاريع ناجحة
يقول الوزير " إن إنشاء الملعب "كلّفنا ما بين 50 إلى 60 ألف دولار، لكن الإقبال عليه كبير”، مبيناً أن المستثمرين استطاعوا تطوير الملعب من الإيرادات الجيّدة التي جنوها خلال العام الأول لعمله، ما أهّلهم لزيادة إيجار الساعة الواحدة من 70 شيكل (حوالي 18 دولار) إلى 100 شيكل (حوالي 25 دولار)، ناهيك عن تخطيطهم لتنفيذ ملعب جديد في غزة، بالإضافة إلى أن عدد ساعات العمل تتجاوز 20 ساعة في فصل الصيف
موجة من الملاعب
مدير عام المنشآت في وزارة الشباب والرياضة بقطاع غزة عامر أبو رمضان أشار لـ "هافينغتون بوست عربي" إلى أنه بعد انتشار الملاعب الصغيرة، قررت الحكومة تشكيل لجنة من وزارته ووزارة الحكم المحلي وكذلك الدفاع المدني والبلديات، لتضع مواصفات الملاعب وتحدد عوامل السلامة لرواد الملعب من حيث نوع الأرضيات والسياج وكيفية الدخول والخروج.
كما أكد أن هذه الملاعب لا تتطابق مع المواصفات العالمية، ووصفها قائلاً "تشبه الساحات الشعبية، لكن نتيجة لانعدام المساحات الخضراء التي من المفترض أن تفرزها البلديات في كل حي، فأصبحت هذه الملاعب هي البديل".
وأضاف، "لا يدفع صاحب الملعب أي ضريبة مقابل إنشائه الملعب سوى بعض الأموال التي تدفع للحكومة كضرائب على المواد التي تدخل إلى القطاع كالعشب الصناعي مثل أي بضائع تدخل إلى غزة، أما الدخل فلا ضريبة عليه".
وأوضح أبو رمضان أن عدد هذه الملاعب المرخّصة في أنحاء قطاع غزة تجاوز الـ 25 ملعباً، كاشفاً أنه من المقرر أن يُنشئ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" 21 ملعباً في مختلف مدن القطاع خلال عام.
تجارة الملاعب
ثمة من يرى أن إنشاء الملاعب في قطاع غزة أصبح تجارة مربحة، إذ بات توجّه الكثير من رجال الأعمال نحو إنشاء هذه الملاعب واضحاً. ومن بين من يعتقدون ذلك مدير تحرير صحيفة "الرياضية" في غزة عاهد فروانة.
وقال إن الحالة "أصبحت أقرب إلى ما يمكن تسميته بـ (بيزنس) ملاعب، نظراً لأن الكثير من رجال الأعمال سواء كانوا مهتمين بالرياضة إم لا باتوا يحرصون على إنشائها، وهي تدر عليهم دخلاً جيداً، بل أن هناك من طوّر فكرة هذه الملاعب إلى أكاديمية رياضية كاملة تعمل على جذب الأطفال لممارسة كرة القدم مقابل مبالغ مالية وإقامة ما يشبه المعسكرات الكروية والتي تحرص الأسر الفلسطينية ذات الدخل المرتفع على انضمام أبنائها إليها وخاصة في فترة الإجازة الصيفية".
وبيّن فروانة أنه يمكن الاستفادة من الملاعب في اكتشاف المواهب الكروية وخاصة لدى الأطفال لو تم متابعتهم من قبل خبراء في كرة القدم لاختيار المميزين منهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في الألعاب المختلفة والاستفادة منهم في الأندية والمنتخبات الوطنية، مستدركاً "لكن حتى الآن هذه الأمر لا يتم بصورة مرضية، وباتت هذه الملاعب هدفها الأساسي هو جلب الأموال للمستثمرين".
يتفق المدرّب عماد بارود، الذي يمتلك أكاديمية لكرة القدم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مع فروانة على أن هذه الملاعب أصبحت مشاريع استثمارية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى كونها ترفيهية رياضية.
تبنّي الدولة
وختم بارود الحاصل على درجة الماجستير في تدريب كرم القدم بالقول "إنه وعلى الرغم من أن المقابل المادي لتأجير هذه الملاعب مناسب للأفراد، يجب على الدولة أن تتبنى هذه المشاريع، فتوفر سبل الترفيه للمواطن بدون مقابل مادي".يشار إلى أن قطاع غزة يقع تحت حصار خانق فرضته إسرائيل إثر نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في العام 2006.
هافينغتون بوست عربي