رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
ما أن يقترب فصل الربيع، حتى تُزَينُ حبات اللوز الأخضر والفراولة البسطات المترامية على جوانب الطرق في المدن الفلسطينية وبينها مدينة نابلس التي بدأت حبات اللوز تغزو أسواقها منذ ما يقارب الأسبوع.
لكن القليل من المواطنين باستطاعتهم شراء اللوز الأخضر نتيجة ارتفاع أسعاره التي وصفها بعض المتسوقين بـ "الفلكية" حيث يصل سعر الكيلو الواحد منه 120 شيقلا.
في شارع سفيان وسط نابلس، كان السبعيني رياض الزامل "أبو العبد"، يركن عربته التي يعتاش منها منذ 60 عاماً ينصب فوقها هرمين من اللوز الأخضر والفراولة مناديا بأعلى صوته على المتسوقين لشراء توت نابلس ولوزها.
وقال أبو العبد لـ "وفا"، "إن موسم العام يبشر خيرا وحجم حبات اللوز مقبولة، إلا أن أسعاره مرتفعة كالعادة في بداية أي موسم"، موضحا أن سعر الكيلو يشترونها من المزارعين بالجملة بـ80 شيقلا ويبيعونها للمتسوقين بـ120 شيقلا، مشيرا إلى وجود لوز بأسعار منخفضة لدى بعض التجار كونه "حبة ضعيفة".
وهذا ما وجدناه لدى التاجر جمال المدني صاحب محل لبيع الخضروات والفواكه على دوار الشهداء وسط نابلس الذي يبيع اللوز الأخضر بـ60 شيقلا فقط، حيث أوضح أن على التاجر أن يشعر بأحوال الناس وألا يستغلهم.
في حين، يوضح محمد يعيش (42 عاما) أو "ملك اللوز" كما يطلق عليه المواطنون في نابلس التي تتزين عربته في شارع العدل في المدينة بما لذ من حبات الفراولة والإسكدنيا واللوز الأخضر وجوز الهند، أن موسم قطف اللوز الأخضر يبدأ مبكرا في نصف شباط/ فبراير من كل عام وعادة ما تكون أسعاره مرتفعة إلا أن زبائنه معروفون رغم ارتفاع أسعاره.
ويشير يعيش إلى أنه يعمل على بسطته منذ كان عمره عشر سنوات ويستغل المواسم المختلفة، ويقبل عليه الناس باستمرار لشراء اللوز الأخضر خاصة النساء كونهن يرغبن بالحوامض والأملاح أكثر من الرجال حسب قوله.
وتابع، أن اللوز الأخضر يستمر موسمه لما يقارب شهرين، وأول موسم قطافه يبدأ بمدينة طولكرم التي ينضج اللوز الأخضر فيها مبكرا وينتهي الموسم في مدينة الخليل التي ينضج فيها اللوز بشكل متأخر، مبينا أن أسعار اللوز الأخضر لن تبقى مرتفعة كثيرا، حيث سيصل سعر كيلو اللوز مع نهاية الموسم إلى 5 شواقل فقط.ويتوفر في فلسطين 27 صنفا من اللوز الأخضر إلا أن المشهور منها خمسة أنواع وفق يعيش وهي "حنفا، وقرن الغزال، وجلاطة، وحسن الأسعد، وفركي".
أثناء حديثنا مع يعيش حضر عدة متسوقين دفعتهم رغبتهم وشهيتهم لشراء اللوز إلا أن سماع أسعاره المرتفعة دفعتهم لمغادرة البسطة على أمل العودة لاحقا بعض أسبوعين أو أكثر حيث تكون الأسعار قد انخفضت بشكل يناسبهم.
نهاية منصور من مدينة الطيرة في الأراضي المحتلة عام 48، وصفت أسعار اللوز الأخضر المرتفعة بالذهب أثناء شرائها لأوقية لوز بـ30 شيقلا تسد شهيتها.في حين قال المواطن سامر الخالدي إن سعر كيلو اللوز الأخضر يوازي سعر كيلوين من اللحمة إلا أن رغبة أبنائه أجبرته على شراء أوقية لهم لإرضائهم.
اللافت للنظر أن مجمع سوق الخضار الغربي في المدينة كان خاليا من اللوز الأخضر نهائيا، وعند سؤالنا لعرفات الطوباسي صاحب إحدى البسطات هناك أوضح أن اللوز يجب أن يباع في الصيدليات في هذه الفترة من الموسم نتيجة أسعاره المرتفعة.
وأضاف أن التجار في سوق الخضار يحضرون اللوز الأخضر عادة بعد 15 آذار من كل عام كون أسعاره تبدأ بالانخفاض وتصبح بمتناول الجميع حيث يصل سعر الكيلو إلى15 شيقلا فقط.
بدوره، قال رئيس قسم البستنة الشجرية في مديرية زراعة نابلس المهندس محمد عاشور لـ "وفا"، إن المحافظة تنتج سنويا ألف طن من اللوز بشقيه الأخضر والجاف مزروعة على مساحة ثمانية آلاف دونم.
وعزا ارتفاع أسعار اللوز الأخضر إلى العرض والطلب ولعدم توفر كميات كبيرة من اللوز الأخضر، موضحا أن اللوز الأخضر ينضج بعد أسبوعين في محافظة نابلس وأن اللوز الموجود في أسواق المدينة من محافظة طولكرم التي ينضج فيها اللوز مبكرا.
ووصف الأسعار بأنها غير طبيعية، موضحا أنه في الأسبوعين القادمين سيطرأ انخفاض على أسعار اللوز نتيجة زيادة العرض في الأسواق، مؤكدا أن أسعار اللوز الطبيعية بين 10-12 شيقلا للكيلو الواحد.ويشكل اللوز المحصول الثاني بعد الزيتون في محافظة نابلس وفق عاشور.
الوكالة الرسمية " وفا"