15 طريقة يُغير بها الإنترنت عالمنا

shutterstock_184529786

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

في 12 مارس عام 1989 وضع عالم الحاسوب البريطاني الأصل «تيم برنرز لي» ورقة بحثية تبدو غامضة، والتي سوف تصنع ثورة فيما بعد، أسماها «إدارة المعلومات: اقتراح»، والتي وضعت الأساسَ لما يعرف بنظرية الشبكة كما نعرفها الآن.

لم تحرك الإدارة الأمريكية ساكنًا حيال ذلك المشروع؛ بل أدرجته ضمن المشروعات ذات الأولوية المحدودة. وبعدما نُشرت الورقة البحثية قلبت زمام الأمور، وتطور منها أوَّل الأشكال المعروفة للشبكة باسم «World Wide Web»، والتي نستخدم أحيانًا اختصار أحرفها الأولى لتعريف المواقع WWW، ثم خلف ذلك الاسم الأكثر شهرة، وهو الإنترنت كَمزيج ما بين كلمتي «International Network».

اليوم صار الإنترنت واحدًا من أساسيات الحياة لدى أكثر من ملياريْ مستخدم حول العالم. سوف نتأمل في المقال التالي 15 طريقة من أهم الطرق التي يغَير بها الإنترنت حياتنا.

1. أصبحنا متعددي المهام أكثر مما مضى

تعددية المهام كانت بالطبع متواجدة قبل ظهور الإنترنت، ولكن التواجد المتعدد بشكل كبير للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حتمًا ضاعف القدرة على تعدد المهام. يقول أحد علماء الأعصاب أن التكنولوجيا الحديثة تعيد ربط وتوصيل عقول البشر بشكل جديد، وفي بحث آخر نشرته جريدة «نيويورك تايمز» أظهرت النتائج أن تعدد المهام مرتبط بنِسب عالية باستخدام الإنترنت.

2. لا يوجد ما يسمى بالوقت المُهدر

أثناء ركوب القطار، وفي صف انتظار، وحتى أثناء الاستحمام. في دراسة أجرتها «غوغل» عام 2011، أثبتت أن نسبة 40 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية يستخدمون هواتفهم في دورات المياه. صرنا نستخدم الإنترنت على هواتفنا الذكية، أو حواسيبنا اللوحية. بلا شك ملأ الإنترنت كل تلك الأوقات التي كانت تستخدم مسبقًا إما في قراءة جريدة، أو محادثات فرعية، أو غير ذلك.

3. تجاوزنا طرق التواصل البدائية

أكبر مزود لخدمات التلغراف، والتراسل البريدي الورقي مثل «ويسترن يونيون» أوقفت أنشطة المراسلات التجارية عام 2006، واكتفت بتحويل الأموال، والإنترنت هو الملوم على هذا بالطبع؛ إذ قالت الشركة إن الإنترنت سبب رئيسي في وقف ذلك النشاط من مُجمل عملياتها.

احتفلت «الهند» أيضًا عام 2014 بآخر بريد تجاري ورقي، وتلغراف يُرسل، أو يُستقبل منها، وإليها. هل تستطيع تذكُر متى أرسلت، أو استقبلت تلغرافًا؟ نعم. هذا هو ما يعرف بالتغيير التاريخي.

4. لا أحد يحتاج إلى دليل هاتف

هل تتذكر تلك المجلدات الضخمة التي كنت تتسلمها عند الاشتراك بخدمة الهاتف الأرضي. نعم هي الآن ماضٍ تتندر به. يمكنك بكل بساطة الولوج لمحرك بحث، وإيجاد أي رقم، أو نشاط، أو خدمة تبتغيها، وبكل خياراتها المتاحة أيضًا.

5. وداعًا متجر الموسيقى

اعتدنا قديمًا أن نذهب لمتجر التسجيلات الموسيقية لشراء أحدث التسجيلات. بدءًا من متاجر الأسطوانات، حتى الأشرطة البلاستيكية، إلى الأقراص المدمجة، ثم فجأة صار المتجر افتراضيًا على الشبكة، وصار تحميل الموسيقى وشراؤها على بُعد ضغطة زر.

6. تنامي التواصل الاجتماعي

تذَكّر قديمًا كم من قريب أو صديق تقلَّصت العلاقة بينكما تدريجيًا لأنك مثلًا لم تكن تملك هاتفًا دوليًّا، أو انشغلت لدرجة أنك نسيت أن تكتب له خطابًا، أو ترسل له صورة فوتوغرافية. هل يبدو ذلك مضحكًا في وقتنا الحالي؟ هو كذلك لأنك الآن يمكنك فعل ذلك في وقت أقل مما استغرقته في قراءة تلك الفقرة.

7. بدء انقراض ساعات اليد

نعم ذلك من أكثر ما يمكنك ملاحظته الآن. لم تعد تنظر لمعصمك لتفقد الوقت. وصار من الأسهل أن تلقي نظرة على هاتفك أو حاسوبك لتحديد الوقت الدقيق دون الشك في صلاحية ودقة ساعتك. هي الآن تمثل قطعة زينة أكثر منها أداة لتحديد الوقت.

8. العثور على المعلومة صار لحظيًا

صار من السهل جدًا ألا تتعثر في إيجاد معلومة ما، او إيجاد إجابة سؤال عالق. صار من السهل ألَّا تبذل مجهودًا في تَذكُّر المعلومة، أو في مشقة العثور عليها وسط أطنان من الأوراق، والكتب. صار بإمكاننا اليوم أن نقوم بما قد يُطلق عليه «الغِش البريء» دون أن يلومنا أحد.

9. التلفاز.. يودعنا

تلك القفزة المذهلة في عالم المحتوى المرئي والمسموع، وبخاصة خدمات البث التلفزيوني المدفوع صنعت فارقًا هائلًا في حياتنا. اليوم تستطيع الإمساك ببث مباشر لحدث ما، أو برنامج مُفضل يذاع مباشرة دون الحاجة لوجود تلفاز. البث المباشر، وخواص مثل إعادة العرض، بجانب مواقع متخصصة لعرض الأعمال الترفيهية في أي وقت ومكان؛ كل ذلك يساهم بقوة في توديع التلفزة التقليدية.

10. الجرائد الورقية أيضًا

لم تعد تحتاج إلى مطالعة صفحة الرياضة لمعرفة موعد مباراة ما، ولم تعد تنظر لتوقعات الطقس. ناهيك عن الأحداث الكبرى التي تأتي أمام عينيك يوميًا حالما تَلِج إلى صفحات مُحركات البحث. هذا يفسر أيضًا تراجع معدلات بيع وشراء أوراق الطباعة منذ مُنتصف العقد الأول من الألفية الثالثة. ها نحن أمام جريدة أسهل في الحصول عليها، وأسرع، وأكثر تنوعًا. لن نتكلم بالطبع عن التكلفة، أو إنقاذ البيئة بتوفير الأوراق التي تُعد الأشجار الخشبية مصدرها الرئيسي.

11. المعاملات البنكية

توفير الخدمات البنكية اليوم صار تقريبًا واحدًا من أهم الأنشطة التي ازدادت بنسبة كبيرة، وبخاصة مع توفير الأمن الإلكتروني بمعايير عالية. من منَّا اليوم بحاجة إلى الذهاب إلى البنك، وانتظار دور في صف طويل لإجراء عملية بسيطة يمكنه اليوم القيام بها في عدة دقائق؟

12. المتاجر متعددة الأقسام

مع وجود المتاجر العملاقة أمثال «أمازون»، و«إي باي»، صارت خبرة التسوق أو التبضع مختلفة تمامًا. أي أنك لم تعد تحتاج إلى القيادة لأطراف المدينة حيث الأسواق الكبرى، أو مراكز التسوق. التسوق الآن، ولأي نوع تتخيله من السلع؛ موجود عبر السوق الإلكتروني، ومميزات أفضل بكثير بدءًا من تقييمات المنتج، وحتى أفضل سعر يمكنك الحصول عليه.

13. القواميس ودوائر المعارف؟ لا، شكرًا.

لو اعتدت الذهاب إلى المكتبات العامة قديمًا؛ فسوف تعرف ما أقصده تمامًا. رف كامل، أو اثنان ممتلئان بالمجلدات الضخمة المكسوة بالتراب. نعم، وعليك اجتياز كل هذا من أجل الحصول على معلومة، أو صفحة أو موضوع إما لغرض بحثي، أو لغرض معرفي. أجرِ مقارنة سريعة بين ما سوف تفعله أنت الآن، وبين ما سبق، ولسوف تدرك تلك النقطة جيدًا.

14. مفاهيم الخصوصية تتغير

في عالم مفتوح من المعلومات، والبيانات، والعمليات المختلفة من تسجيلات ملفات في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تسجيلات بريد إلكتروني، وعمليات بنكية صار من العسير أن تقول أن خصوصيتك في أعلى معدلات الأمان والسرية. ولأن الجرائم التقليدية لطالما كانت سرطان المجتمعات؛ صارت أيضًا الجريمة الإلكترونية على قائمة سرطانات هذا الكوكب. بدءًا من التلصص، وسرقة البيانات، وحتى الاستيلاء على حسابات البنوك ذات الملايين.

15. نحن أطباء أنفسنا

الأجيال السابقة اعتادت استخدام الهاتف لحجز زيارة لطبيب، أو للاستشارة السريعة. اليوم يكفي أن تضع أعراض مرضك على محرك بحث الإنترنت، لتجد قائمة من الاحتمالات يمكنك أن ترشح منها ما يتوافق مع أعراضك، وها أنت ذا صرت طبيب نفسك في أقل من عدة دقائق. أثبتت إحصائية شهيرة أجريت العام الماضي أن نسبة 72 بالمائة من المستخدمين يشخصون أمراضهم على الإنترنت.

 

ساسة بوست