شغف كبير نحو التجارة الالكترونية في فلسطين

1_1374239442_7944

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

تشهد التجارة الالكترونية في فلسطين نموا ملحوظا بحسب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بفعل الانفتاح الالكتروني على الاسواق العالمية، والتطور التكنولوجي المتسارع.

وتعرف منظمة التجارة العالمية "التجارة الالكترونية" بأنها (مجموعة متكاملة من عمليات عقد الصفقات وتأسيس الروابط التجارية، وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات بوسائل الكترونية).

وفي الوقت الذي اثبتت فيه هذه التجارة نجاحها عالميا بفعل التقدم التكنلوجي وخدمات البنوك المتعلقة باصدار بطاقة "الفيزا"، وانفتاح الاسواق وترابطها وسهولة التعرف على المنتج، والتواصل المباشر مع الشركة المنتجة، وتدفق المعلومات، واجراء المقارنات المتعلقة بالجودة والأسعار، وتخفيض تكاليف الاتصالات، لا يمكن الحديث عن ثقافة للتجارة الالكترونية في فلسطين، رغم النمو الملحوظ، لا سيما بعد لجوء عدد كبير من المواطنين لاستخدام بطاقة الدفع المسبق للشراء من مواقع الكترونية عالمية، واحضارها الى فلسطين عبر البريد.

غير ان هذا النمو لا ينسجم مع قدرة البريد الفلسطيني، الذي شهد مؤخرا زيادة كبيرة في حجم البريد الوارد، الامر الذي نتج عنه تراكم الطرود في المخازن التابعة للبريد في القدس، وعدم التمكن من احضارها بشكل دوري.

ويقول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى، "إن البريد استعان مؤخرا بشاحنات كبيرة لتؤدي الغرض بعد تراكم كميات البريد الواردة في المخازن في القدس، اذ يتطلب جلب كميات كبيرة من الموظفين العمل لساعات متأخرة بعد انتهاء الدوام الرسمي، وذلك لانجاز عملية الفرز والتسليم في اسرع وقت"، مؤكدا ان الوزارة تسعى الى تطوير اداء البريد ليتناسب مع احتياجات المواطنين المتصاعدة لأغراض التجارة الالكترونية المتزايدة، وذلك عبر اتمتة اعمال البريد واعداد البنى التحتية اللازمة خلال العام الحالي.

بدوره، يؤكد القائم بأعمال مدير عام البريد الفلسطيني فتحي شباك، وجود زيادة كبيرة في حجم البريد الوارد منذ منتصف العام 2015، عازيا ذلك الى اتساع استخدام البطاقات الائتمانية التي توفرها البنوك العاملة في فلسطين لتسهيل عملية الشراء الكترونيا، وتوسيع نطاق شريحة مستخدميها.

ويوضح شباك ان البريد الفلسطيني لديه 80 مكتبا في الضفة الغربية، و27 مكتبا في قطاع غزة، مؤكدا التواصل والتعاون بين كافة المكاتب، حيث يتم ايصال الطرود وتسليمها من خلال شركة النقل والتوزريع التي يتعامل معها البريد الفلسطيني.

ويقول شباك ان البريد لم يكن جاهزا لاستيعاب هذه الزيادة السريعة في حجم البريد الوارد، والتي طرأت بفعل العوامل التي تم ذكرها، وان الطاقة الاستيعابية لم تكن معدة لاستيعاب هذه الكميات، اضافة الى قلة الامكانيات، مشيرا الى وجود مركبة نقل وتوزيع واحدة لحوالي نصف طن يوميا من الطرود، وهو امر مرهق.

وكشف ان البريد استقبل خلال شهر شباط الجاري حوالي 20 طنا من البريد الوارد، ما فاقم من الضغوط على البريد لايصال الطرود في وقتها المحدد، وادى إلى تراكم الكثير منها في مكتب البريد في رام الله، حيث تمر عملية الفرز والفحص بمراحل كثيرة.

وتابع: البريد اتخذ عدة اجراءات من شأنها تسريع عملية الفرز والفحص، حيث تمت زيادة عدد ساعات العمل، والاستعانة بشاحنة نقل اضافية، وشراء عدد من الدراجات النارية، لكن المشكلة تكمن ايضا في نقص عدد الموظفين في البريد، حيث يعمل الكثير منهم بالمياومة، ونقص وسائل التوزيع لتغطية الزيادة الكبيرة في حجم البريد الوارد.

ولفت شباك الى ان التجارة الالكترونية ينظر لها باهمية كبيرة، لا سيما الجانب المتعلق بعوائد عملية التوزيع او ما يعرف بالنفقات الختامية التي تعود لخزينة الدولة، "ففي الشهر الحالي وصلت عوائد البريد حوالي 90 ألف دولار"، اضافة الى الميزات التي تتيحها والمتعلقة بتعدد الخيارات والوصول الى المنتج الذي يريده وويفضله المواطن، والحرية التجارية المتاحة، مثمنا المبادرة التي قامت بها بلدية رام الله والمتعلقه بالتسمية والترقيم "الرمز البريدي"، التي قامت بها بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتسهيل عملية الوصول للمواطنين اصحاب الطرود بسهولة اكبر.

واشار الى ان اكثر البريد الوارد الى فلسطين يأتي من الصين وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وهونج كونج.وأوضح شباك ان البريد الفلسطيني يعمل ضمن النظام العالمي لخدمات البريد، ويحرص على معالجة "الارساليات البريدية" منذ وصولها حتى تسليمها، ويراعي اوقات الوصول والاستلام والترحيل والفحص وشروط التخزين والمتابعة، وكل ما يصل البريد تتم قراءته عبر "الباركود".

ورأى ان هذه العملية تتطلب وقتا وجهدا تتم بالشراكة ايضا مع الجمارك الفلسطينية، والرقابة الدوائية التابعة لوزارة الصحة، وقسم المطبوعات في وزارة الاعلام بهدف الرقابة وضمان عدم دخول او تهريب مواد يمنع دخولها الى فلسطين.

وتابع: على سبيل المثال، هناك ادوية تصل عبر البريد لا تتطابق مع المواصفات العالمية وممنوعة، بالتالي تتم مصادرتها.ولفت شباك ايضا الى نمو عكسي في (البريد الصادر) مشيرا الى أن حركة البريد للخارج آخذة بالنمو والتطور، لا سيما في المطرزات والتحف والمنحوتات من خشب الزيتون.

ولمواكبة هذا التطور اوضح شباك ان البريد ادخل خدمات اضافية، حيث جرى افتتاح عدد من المكاتب في المناطق البعيدة بهدف ضمان وصول الخدمة لمن يحتاجها.وقال: "البريد لم يكن جاهزا لهذا النمو المتسارع، الا انه مؤسسة تتطور مع التطور الحاصل تكنولوجيا، ويسعى لتطوير خدماته وتحسين نوعيتها بالتعاون مع اتحاد البريد العالمي، وجاري العمل لوضع خطط وآليات عمل لمجاراة التدفق والزيادة في حجم البريد لضمان عدم تعطيل المواطنين وتوفير الخدمة الفضلى.

 

 

وكالة وفا