رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
وجوم وصمت رهيبان.. دُمية وحقيبة مدرسية فيها برنامج لم يتبدل منذ وقت، كتب باردة على سرير قريب من الباب ونافذتان مطلتان على أرض نوار ربيع أزهر حزناً هذا العام، على فراشة الحديقة التي اختطفتها ظلمة سجون الاحتلال.
يوم الثلاثاء التاسع من شباط الجاري عند الساعة الثامنة إلا عشر دقائق صباحا خرجت ديما الواوي من غرفتها ككل يوم ترتدي مريولها الأخضر باتجاه مدرستها التي تبعد عن منزلها 250 مترا تقريباً سالكة طريقا مختصرة عبر الأراضي الزراعية ومحيط منازل الجيران.
قطع إسماعيل والد ديما عمله بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من شخص يدعى "بيني" وعرّف عن نفسه بأنه ضابط بالمخابرات الإسرائيلية وطلب منه الحضور إلى مركز التحقيق في "عصيون" للتعرف على ابنته المحتجزة هناك، بدعوى إلقاء القبض عليها في منطقة "كرمي تسور"، القريبة من بلدتها حلحول شمال الخليل، وبحوزتها سكين، كما أبلغه بإلغاء تصريح العمل الخاص به.
والدة ديما التي كانت على وشك أن تبدأ نهارها المعتاد بفنجان القهوة الصباحي وتصفح آخر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمت بصورة ابنتها لحظة اعتقالها يتداولها نشطاء وصفحات إخبارية .
تقول أم رشيد والدة ديما، "كانت ليلة صعبة علي أن أفكر أن ابنتي تنام للمرة الأولى بعيداً عن أحضان والديها، يوم الأربعاء ذهبت إلى "عوفر" لحضور جلسة محاكمة لديما، دخلَت إلى قاعة المحكمة بحراسة الجنود الإسرائيليين والأغلال بيديها، وسلاسل الحديد تضرب بساقيها اللتين أعيتهما الدماء إثر ثقل الحديد، لم تكن تلبس جربان بأقدامها وحذائها مبتل، ولم تكن تلبس إلا "بلوزة" خفيفة، هذا المنظر كان كفيلا بجعلي أرجف من البرد رغم ملابسي الثقيلة جدا".
تضيف، "حاولت أن أقترب منها لكن الجندي الإسرائيلي وقف حائلا بيني وبينها."
صورتها وهي ملقاة على الأرض والمسدس قريب من رأسها، ووجها على الأرض، ويديها مكبلتان للخلف، لم تفارق مخيلتي، هي صورة مؤلمة لطفله عمرها 12 ربيعا، ومن غير المعقول أن تطعن أو تحمل سكينا ولا تشكل أي خطر على أي إنسان"، قالت الوالدة.
والد ديما، الذي أضاف اللهم إلى سنوات عمره الــ53 عاماً، عمراً إضافياً، يجلس ويحتضن ابنته سارة التي تبلغ من العمر سنتين، تلعب بوجهه وتضع رأسها على ساقه، تسأل عن ديما بكلمات ضعيفة وإن كانت ستلعب معها اليوم .
محكمة الاحتلال حكمت على ديما بـ4 أشهر ونصف سجن فعلي تقضيها في سجن "هشارون" بدءا من يوم اعتقالها يضاف إليها شهر ونصف مع وقف التنفيذ في حالة أقدمت على حمل أي أداة حادة أو الاشتباه بها خلال الخمس سنوات القادمة، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 8000 شيقل .
يقول والد ديمه، "الحكم الذي صدر بحق ديما هو قرار ظالم وجائر بحق أطفالنا، تم التحقيق مع ديما في مركز شرطة الاحتلال في "عتصيون" حيث كانت لوحدها، وهذا يتنافى مع القوانين الدولية التي تؤكد أنه لا يجوز التحقيق مع طفله من دون وجود الأهل والمحامي".
ويضيف "القاضي أبلغنا أن لا صلاحيات له بالحكم في قضية ديما، وكان الطلب من المحامي بوضعها في البيت الآمن مقابل ضمان مالي قدره 25000 شيقل، إضافة إلى ضمان مالي آخر من صاحب البيت الآمن قيمته 25000 شيقل، وضمان ثالث يتمثل بوضع اليد على قطعة أرض مملوكة للعائلة في حال خروج ديما من مكان احتجازها أو مخالفتها لأي من أحكام الاحتجاز".
ديما كانت ضحكاتها تملأ المنزل فرحاً وبسمة، فتارة تداعب أخواتها الخمس، وأخرى وببراءة الأطفال تزيل تعب النهار عن أكتاف إخوانها ووالدها، لكنها ستقضي 4 أشهر ونص خلف عتمة جداران سجون الاحتلال، تاركة فراغا كبيرا في منزل عائلتها.
مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار، أكد أن عدد الأسرى الأطفال داخل السجون الإسرائيلية يصل 450 طفلاً وقاصراً، و57 سيدة وفتاة، وأكثر من (600) أسير إداري، هذا من أصل أكثر من 7000 أسير يرزحون في سجون الاحتلال.
وأوضح أن نادي الأسير استطاع توثيق حالات اعتقال للأطفال بشكل وحشي، تم بعدها نقلهم لمستوطنات "كريات أربع" و"دان شمرون"، و"معاليه أدوميم"، وإجراء تحقيق ميداني معهم بمشاركة المستوطنين مما يرهب الأطفال ويجبرهم على الإدلاء باعترافات تحت الخوف أو إثر تعرضهم للضرب.وكانت دولة الاحتلال طبقت الأمر العسكري 132 الذي يجيز اعتقال الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاما رغم نشرها في سائل الإعلام أنها غيرت في هذه البنود.
وفا