شابان من غزة تقاسما الوجع والبسمة والأصابة ...القصة الكاملة

10590393_1039160419469341_7467165407788100697_n

رام الله الإخباري

غزة – خاص رام الله الاخباري – رويدا عامر

يعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق في العالم تعرضا للحروب والاوجاع ،ولكن لم يقبل أهله أن تنتسب اليهم لقب الشعب الحزين والبائس ، بل أثبت للعالم أجمع أن رغم الألم يوجد الأمل والحب والسعادة ، فالضربة الموجعة تقوي جذورا ويبتهج قلبه تمسكا بالحياة .

شابان في العشرين من عمرهم أشعلوا موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " بصورهم التي تجمعهم مع بعض دائما ، ملفتين النظر الى الحذاء الواحد الذي  يلبسه هؤلاء الشابين المصابين ببثر أقدامهم واحد اليمنى والآخر اليسرى ، ليكونا مع بعض شخصا واحد مكملين حياتهم رغم ألمها .

قصص اصابة الصديقين عدلي ومنصور :

موقع رام الله الاخباري أجرى مقابلة مع هذان الشابين ليوصل قصتهم لجميع محبيهم ، عدلي عبيد "25 عاما " أنهى دراسته الثانوية العامة،  و لم يكمل دراسته لظروف اقتصادية منعته عن ذلك، ولكن كان  نصيبه بعد انهاء هذه المرحلة الثانوية أن يفقد قدمه في الحرب الاسرائيلية على غزة عام 2011 ، حيث شرح عدلي قصة اصابته قائلا " عندما شنت الحرب على غزة نالت منطقة الشجاعية نصيبها من القصف ، فكنت مارا بمجموعة أطفال يلعبون حينها سقط صاروخ عليهم ، وكان أحدهم يصرخ أنقذوني فتوجهت نحوه وحملته "

ويكمل حديثه قائلا "  ولكن نصيبي بأن سقط الصاروخ الثاني باتجاهي ونقلت الى المشفى بعد استشهاد الطفل ، واصابة قدمي بشكل مباشر ،  عشت  بعناء طويل في المستشفى واحتمالات موتي وحياتي ،  الا أن انتهت قصة اصابتي عندما استيقظت  وبحثت عن قدمي التي لم أجدها ، رد شيخ بجانبي قائلا " رجلك سبقتك الى الجنة " والحمد لله على كل شيء ""

لم تختلف قصة اصابة عدلي عن صديقه منصور القرب "23 عاما" الذي أنهى دراسته الاعدادية ، وقد  تزوج منذ عدة أشهر ، أصيب منصور بعد صديقه عدلي ب 5 شهور حيث كانت علاقتهما مع بعض قبل الاصابة عادية ولكن اشتراكهم بالوجع جعلهم أصدقاء العمر .

منصور استرجع مشهد اصابته مع "رام الاخباري " قائلا " أثناء رجوعي الى المنزل اشتبهت بي طائرات الاحتلال فأصابتني بصاروخ  في جميع أنحاء جسدي ،  ومن ثم نقلت الى المستشفى بعد أن اعتقدت عائلتي أنني استشهدت ، ولكن بحمد الله كانت اصابة في القدم وفي عدة مناطق في جسدي منها  بثر بعض اصابع اليد اليسرى وخلل في حركة يدي اليمنى بسبب اصابتي بعصب في الرأس والتي أدت الى  بعض التشنجات ،  واساني الممرض عندما سألته عن قدمي فقال لي " قدمك سبقتك الى الجنة " والحمد لله على كل شيء "

مواساة عدلي لصديقه منصور

علاقة عادية تحولت الى صداقة واخوة عدلي تحدث "لرام الله الاخباري " عن كيفية توطيد علاقتهم ببعض قائلا " زرت منصور في المستشفى وتحدثت معه لكي أصبره على اصابته ،  وقلت له أنا وأنت مصابين بنفس الاصابة  ، ووعدنا بعض أن نبقى سويا دائما في جميع الظروف والحالات ، ومن يوم الاصابة الى حتى الآن لا نفترق ابدا "

أبرز المواقف التي يفعلوها سويا :

كثيرة هي المواقف التي تلفت النظر نحو الصديقين حيث قال عدلي " نذهب الى ميناء غزة  معا ، وعندما نذهب الى غزة نمشي بجانب بعض من منطقة الشجاعية الى غزة ، وأثناء تنقلنا يوقفنا الناس لكي يصورونا ، وعندما أريد أن أشتري حذاء نذهب معا ونختاره وكل واحد منا يأخذ واحدة ويلبسها "

مضيفا " انا احب كرة السلة وأمارسها بشكل كبير ومتواصل ، ولم أبتعد عنها بسبب اصابتي بل ما زلت أمارسها واستطيع الفوز بها ، بالإضافة الى تمسكي بالحياة أكثر وأحب أن أتعرف على الناس ، وتكوين علاقات اجتماعية انا وصديقي منصور "

أما عن الموقف الذي يذهل الجميع والذي أخبرنا به منصور قائلا " نحن نتنقل من شمال قطاع غزة الى جنوبها بواسطة الدراجة النارية ، فنحن نساعد بعض في قيادتها هو يستعمل القدم اليمنى وأنا أستعمل القدم اليسرى ، وهكذا نتنقل بسهولة جدا  على الرغم من تفاجئ كثير من الناس بهذا الفعل " ردود فعل المواطنين متباينة بين الشعور بالسعادة لرؤية شابين قادرين على مواجهة وجعهم وبين الحزن عليهم لفقدهم أحد اطرافهم  ، ولكن بإرادة قوية وصبر جميل استطاع عدلي ومنصور اثبات وجودهم بالحياة وترك بصمة رائعة في أي مكان يتواجدون به . 

رام الله الاخباري