الكشف عن تورط المستوطنين في روايات كاذبة بتحرش فلسطينين ليهوديات

0c1dd2d9c17719ba9d9aeba8814e01bc

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا لمراسلها حاييم ليفنسون، يكشف فيه حقيقة مزاعم المستوطنين بأن الفلسطينيين يتحرشون جنسيا باليهوديات على متن الحافلات التي تنقل المستوطنين والعمال الفلسطينيين من مركز البلاد الى الضفة.

ويكتب ليفنسون اعتمادا على مواد خام كان قد صورها عملاء للتنظيم اليهودي المتطرف "حتى هنا" ووصلت الى صحيفة "هآرتس" ان مؤسس جمعية "حتى هنا" التي تقوم بتفعيل عملاء لها داخل تنظيمات حقوق الانسان، قام بإرسال نشطاء متخفين من جمعيته الى الباصات التي يسافر فيها اليهود والفلسطينيين في الضفة، لكي يحثوا المسافرين الفلسطينيين على ابداء ملاحظات حول مظهر المسافرات اليهوديات، وقاموا بتصوير ذلك بكاميرات خفية، ومن ثم اجروا عملية مونتاج للمواد وعرضوها على انها "ظاهرة تحرش جنسي" من جانب الفلسطينيين، بهدف دفع عملية الفصل بين الفلسطينيين واليهود في الحافلات.

وقد بادر غلعاد آخ، رئيس الجمعية التي وصلت الى العناوين مؤخرا في اعقاب التحقيق حول ناشط حركة "تعايش" عزرا ناوي، الى حملة الفصل بين العمال الفلسطينيين والمستوطنين الذين يسافرون معا على متن حافلات مشتركة من منطقة المركز الى الضفة. ومقابل الحملة التي قادها قادة المستوطنات لهذا الغرض، طرح مرارا الادعاء بأن العمال الفلسطينيين يتحرشون باليهوديات. وفي حينه قالت الشرطة انه تم تقديم شكوى واحدة فقط في هذا الصدد.

ولكنه يتبين من المواد التي وصلت الى الصحيفة ان آخ ارسل ناشطين، رجل وامرأة، الى احدى الحافلات المشتركة، وزودهما بأجهزة تصوير وتسجيل. وتنكر الرجل كعامل فلسطيني. وكان الهدف "اجراء لقاءات مع الفلسطينيين المسافرين الى الضفة، وادخال المرأة، كمسافرة يهودية وحيدة الى الحافلة، وتوثيق المعاملة التي ستحظى بها خلال السفر، وتوثيق الاجواء العامة في الحافلات".

لكنه يتبين من المواد الخام التي وصلت الى الصحيفة، انه عندما مرت الرحلة بدون اي احداث خاصة، بادر عميل آخ الذي تنكر كعامل فلسطيني الى حث احد العمال الفلسطينيين على التحدث عن الناشطة المتنكرة، بشكل جنسي. وتم لاحقا عرض الشريط وكأنه تم التقاطه صدفة لعملية تحرش جنسي ضد مسافرة يهودية، وتم نشره بهدف الضغط على صناع القرار.

وكان مشروع آخ قصير الأجل، لأن وزير الأمن موشيه يعلون قرر في تشرين الاول 2014، الفصل بين المسافرين واجبار العمال الفلسطينيين على العودة الى الضفة عبر معبر "أيال" بعيدا عن الباصات التي يسافر فيها المستوطنون. وفي ايار 2015 امر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتجميد قرار يعلون.

يشار الى أن آخ هو مستوطن من سكان مستوطنة "عيلي" في الضفة، وقام في السنوات الأخيرة بتفعيل جمعية "واق لإسرائيل يهودية وديموقراطية". وهذه الجمعية هي التي قامت عمليا بتفعيل العملاء في تنظيمات حقوق الانسان، حتى تم تأسيس جمعية "حتى هنا" في تشرين الثاني 2015. وفي لقاء لبرنامج "عوبداه" بعد التحقيق حول عزرا ناوي، قال آخ "لقد حرصنا جدا على عدم خلق واقع غير قائم"، لكن هذا الادعاء لا يتفق مع مواد التصوير الخام التي توثق لنشاطات رجاله.

في ايلول 2014 اعد آخ خطة العمل لإخراج الفلسطينيين من باصات المستوطنين، وكتب في الخطة ان "الهدف هو وقف اغراق الباصات الإسرائيلية المسافرة من المركز الى الضفة بالفلسطينيين ووقف الظواهر الموافقة لذلك". واوضح ان "المهمة هي توثيق التحرش الجنسي والمعاناة التي يتعرض لها المسافرون اليهود في الباصات وعرض استهتار الفلسطينيين باليهود المسافرين في الباصات (عرض التهديد والضرر)".

وبعد تصوير الشريط في الحافلة واخضاعه للمونتاج تم تحويله الى القناة الثانية والجهاز الأمني بواسطة مجلس المستوطنات. وتم عرض الشريط كأنه يظهر عملية تحرش جنسي تعكس ما يحدث في الباصات بشكل دائم. ويظهر الفلسطيني وهو يقول "لصديقه" (العميل المتنكر) عن اليهودية (العميلة المتنكرة يوليا طرطونبا) بأنها زانية، وانه كان سيضاجعها، ولو كانا لوحدهما في الحافلة لأخذها الى مؤخرة الباص وضاجعها.

ويظهر من المواد الخام ان وجود طرطونبا لوحدها على متن الحافة مع العمال الفلسطينيين لم يجر اي عملية تحرش جنسي. وفي اعقاب ذلك بدأ العميل الآخر المتنكر كعامل، والذي يتحدث العربية، بالإشارة اليها وحث الفلسطينيين على الحديث عنها، على أمل ان يسمع منهم تعابير جنسية. وحسب المواد الخام فقد قال العميل المتنكر لاحد العمال: "ما رأيك بالفتيات هنا؟" فيرد العامل: "الحافلة فارغة اليوم، ولكن بشكل عام توجد الكثير من البنات الجميلات هنا، الحمد لله". ورغم محاولات حث العامل على ابداء ملاحظات جنسية الا ان العامل لم يتعاون مع العميل المتنكر، لكن الاخير واصل الضغط على العامل كي يتحدث، وطلب رأيه بطرطونبا، قائلا: "انظر الى هذه الجميلة". وعندها قال العامل: "يا الله، حرام على الوقت، انظر كيف تمشط شعرها الناعم، زانية، كنت سآخذها الى مؤخرة الباص واضاجعها. ليتنا كنا هنا لوحدنا. انتظر لحظة اريد تصويرها، تحرك، تحرك للحظة". ويقول له المتنكر: ماذا ستفعل بالصورة، فيرد العامل: سأنشرها على الفيسبوك ومن ثم سأعثر عليها. ويسأله المتنكر: كيف ستعثر عليها؟ فيجيب: الله يعلم، توجد الكثير من الامكانيات في الانترنت. قم من جانبي ودعها تجلس هنا".

في التقرير الذي تم بثه في القناة الثانية تظهر صور طرطونبا وهي واقفة في الباص ويسمع تسجيل هذه المحادثة وكأنهما يتحدثان عنها. لكن فحص المواد الخام، يبين انه تم تركيب الصوت على شريط الفيديو، لأنه في المواد الخام تظهر طرطونبا دون ان يسمع اي صوت في الخلفية باستثناء ضجيج محرك الحافلة. ولم يشر تقرير القناة الثانية في اي مرحلة الى اجراء عملية مونتاج للشريط.

ويتضح من المواد الخام، ايضا، ان الكاميرات واصلت التصوير عندما قام آخ بجمع رجاله بعد الرحلة، ونقلهم بسيارته. وفي الشريط الذي تم تسجيله في السيارة يسمع صوت العميل المتنكر وهو يقول لمشغله آخ: "هل تعرف ما قاله لي. اي اقوال. كانت معي شعرة من شعرها (شعر يوليا). اعطيته الشعرة وقلت له شوف، شوف شعرها، ففعل هكذا (ويسمع في الشريط صوت قوي يعبر عن الشم). وفيما بعد يقول المتنكر لطرطونبا: "كان يجب ان تواصلي الجلوس. لكني لم استطع قول ذلك لك. كان يجب علي ضمان نجاح ذلك. لقد قال عنك كلمات قذرة".

يشار الى ان قادة المستوطنين يستخدمون الادعاء بحدوث عمليات تحرش على متن الحافلات من اجل دفع عملية الفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين. وعلى سبيل المثال عقد النائب موطي يوغيف (البيت اليهودي) اجتماعا للجنة الفرعية للجنة الخارجية والامن لشؤون الضفة، لمناقشة موضوع "التحرش الجنسي". وادعى يغئال لاهب، رئيس مجلس كرني شومرون خلال الجلسة، ان "العمال يصعدون خصيصا الى الباصات لأنها توفر لهم متعة السفر مع الفتيات اليهوديات". وقال ساغي كايزلر، المدير العام للجنة مستوطني السامرة للقناة العاشرة، ان "عمليات التحرش الجنسي تحدث. وصلت الينا عشرات الافادات". لكن الشرطة في المقابل قالت انها تلقت شكوى واحدة كهذه. ويستدل من تحقيق اجراه برنامج "المصدر" ان مراسله سافر طوال يومين على هذه الباصات ولم يعثر على اي دليل على عمل شاذ.

في مقاطع اخرى من المواد الخام، يسمع صوت المتنكر وهو يحاول الحصول على مقولات اخرى "تجرم" الفلسطينيين، حسب ما فصله آخ في برنامج العمل. في احد المقاطع يتحدث مع عامل ويسأله: "انت تكره المستوطنين؟" فيجيب العامل بالإيجاب. وفي محادثات اخرى يحاول المتنكر انتزاع مقولات ضد الشرطة والجيش، دون ان ينجح بذلك.

وفي تعقيبه على هذا التقرير قال غلعاد آخ ان التقرير "يعتمد على اكاذيب لا هدف لها الا التغطية والدفاع عن العمل غير الاخلاقي لعزرا ناوي. من المستهجن قيام وسائل اعلام مثل "هآرتس" بذر الرماد في عيون قرائها، وتختار، من خلال مصلحة انتقامية واضحة لمحرريها ولكاتب التقرير، نشر تقرير يعتمد فقط على عرض كاذب. الادعاءات كاذبة وتهدف الى التخريب وتشويش اخراج مواد اخرى متوفرة لدى "حتى هنا". جمعية "حتى هنا" وغلعاد آخ يرسخون عملهم وادعاءاتهم على مواد حقيقية تم جمعها من قبل إسرائيليين وإسرائيليات نجحوا بالتسلل الى المقرات والى قلب نشاط التنظيمات المعادية لإسرائيل وتوثيق الواقع الرهيب فيها". من جهتها اختارت القناة الثانية عدم التعقيب.

وكالات