رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
حذر وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة من أن إعمار قطاع غزة قد يستغرق ما يزيد عن سبعة أعوام في حال استمرار الآلية الجارية لتوريد مواد البناء من إسرائيل إلى القطاع والنقص الحاصل في توريد مواد البناء.
وشدد الحساينة في مقابلة خاصة مع بوابة اقتصاد فلسطين على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي بشكل كلي عن قطاع غزة لضمان إنجاز حقيقي في ملف إعادة الإعمار وكذلك تغطية الاحتياجات المتزايدة للتوسع السكاني وتطوير البني التحتية.
وأكد الحساينة أن 30% فقط من التعهدات الدولية الخاصة بإعادة الإعمار وصلت بالفعل. وتحدث خلال المقابلة عن مستجدات المنحتين القطرية والكويتية لإعادة الإعمار وعن جهود الوزارة في زيادة كميات مواد البناء التي يتم توريدها إلى القطاع بما في ذلك ما وصلت إليه عمليات إزالة الركام وغيرها من القضايا ذات العلاقة.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
بعد عام ونصف كيف تقيم ما تحقق على صعيد إعمار قطاع غزة؟ للأسف بعد مرور عام ونصف على انطلاق إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير فإن الإعمار لم يتم بالشكل المنشود خاصة في ظل عدم فتح المعابر كليا وعدم إدخال مواد البناء بالقدر المطلوب ونقص التعهدات المالية اللازمة للإعمار.
وفيما يخص إدخال مواد البناء فإن السلطات الإسرائيلية لم تدخل منذ انتهاء العدوان على غزة إلا أقل من 200 ألف طن أسمنت، من أصل 2 مليون طن تحتاجها لإعادة الإعمار.
ونحن في حكومة الوفاق الوطني نمارس ضغوطا مستمرة لزيادة كميات مواد البناء التي يتم إدخالها إلى غزة وتمكنا من تحقيق تقدم في ذلك والتقدم على ما نصت عليه خطة الأمم المتحدة لإعمار غزة التي وضعها المنسق السابق روبرت سيري.
وقد حصلنا مؤخرا على موافقة من الجانب الإسرائيلي بضغوطاتنا المتواصلة مع كل الجهات المعنية لبناء أكثر من 40 برج سكني في قطاع غزة، كما أنه تم بالفعل بناء 1200 وحدة سكنية من القطاع الخاص (خارج إعمار ما تم تدميره في العدوان الأخير).
أما بالنسبة لوصول أموال ملف إعادة الإعمار فلدينا المنحة القطرية لبناء ألف وحدة سكنية واقتربنا من الانتهاء منها، وأيضا لدينا المنحة الكويتية لبناء 2110 وحدات سكنية وتم حصرها وتقييمها من الوزارة وإرسالها لوزارة الشؤون المدنية ومنها للجانب الإسرائيلي والموافقة عليها بالكامل ونحن ننتظر وصول الأموال للبدء بتنفيذها.
كما أن لدينا وعودا بدعم مالي من المملكة العربية السعودية لبناء ألف وحدة سكنية أخرى. أما بالنسبة لملف إزالة الركام فإن وزارة الأشغال العامة والإسكان نجحت في إزالة أكثر من 97% من الركام بالكامل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
ما هو مستوى وصول التعهدات الدولية للإعمار ؟
صحيح أن مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة (عقد في القاهرة في أكتوبر 2014) أعلن عن 5.4 مليون دولار يخصص نصفها للإعمار، لكن لم يصل من هذه التعهدات سوى 30% حتى هذه اللحظة لدينا كحكومة الوفاق، وهذا يعد العائق الأبرز أمام الإعمار، خاصة أن تحويل الأموال يحتاج لإجراءات حسب قوانين كل دولة.
وعليه الحكومة تبذل جهودا كبيرة للتواصل مع الدول المانحة للطلب منها الوفاء بالتزاماتها إزاء ملف إعمار غزة، ونرجو أن يتم ترجمة ذلك على الأرض قريبا.
- لماذا تم وقف إدخال مواد بناء لغير المتضررين من مواطني قطاع غزة منذ بداية ديسمبر الماضي؟
نفس المشكلة التي تحدثنا عنها سابقا بأنه حدث عمليات يبع للاسمنت في السوق السوداء، لكن نحن نعمل على حل هذه المشكلة بالتنسيق مع وزارة الشئون المدنية.
حاليا جهودنا لاستئناف توريد مواد بناء لصالح أغراض التشطيب نجحت بحل 70% من الإشكاليات التي كانت فيها سوء فهم ونحن بصدد حل باقي الإشكاليات في هذا الملف.
- ما هو ردكم على وجود سوق سوداء لمواد البناء الواردة للإعمار؟
لا أحد يقدر على وقف السوق السوداء في أي سلعة في العالم كله، خاصة أن ما يساعد على وجود هذه الظاهرة هو القدر الكبير من احتياجات المواطنين في قطاع غزة للأسمنت بسبب عدم توريده بالكميات اللازمة.
- إلى أين وصلت مشاريع المنحة الكويتية والمنحة القطرية لاعمار غزة ؟
المنحة القطرية بألف وحدة سكنية تم بناء أكثر من 85% منها بالكامل والباقي حاليا في المراحل الأخيرة من التشطيب. ونحن نرجو من قطر التبرع ببناء ألف وحدة جديدة لإيواء المزيد من أصحاب المدمرة منازلهم كليا.
أما بالنسبة للمنحة الكويتية فنؤكد أنها لم تلغ وهي في الطور الأخير من مرحلة الإجراءات التي نتواصل من خلالها مع المسئولين في الكويت أي أن الأمور الفنية تم الانتهاء منها كليا وقريبا سيتم البدء بالتنفيذ لبناء 2110 وحدة سكنية بموجب المنحة الكويتية.
- حجم معاناة قطاع غزة من نقص في الشقق السكنية في ضوء تعثر الاعمار ؟
حسب دراسة بين وزارة الأشغال ومؤسسات الأمم المتحدة عندما يزيد قطاع غزة 50 ألف نسمة كل عام وبناء على سنوات الحصار الماضية فإنه يعاني حاليا من عجز بأكثر من 130 ألف وحدة سكنية، وبالأخص بعد العدوان الإسرائيلي الأخير وما رافقه من دمار واسع.
وفق المستوى الحاصل لإعمار غزة كم تتوقعون يحتاج الإعمار لوقت من الزمن ؟
إن أي إعمار يحتاج إلى عاملين أساسيين وهما الأموال ومواد البناء وكما وعدنا ابناء شعبنا أنه عندما تأتي الأموال سيكون بناء قطاع غزة وإعماره بأقل من 3 سنوات ولكن للأسف حصار قطاع غزة أدى إلى دخول ما لا يزيد عن 40% من احتياجات قطاع غزة من مواد بناء وهذا سيؤخر حقيقة بشكل كبير موضوع الإعمار بحيث إذا لم تتوفر الأموال قد يستغرق الإعمار 6 أو 7 أعوام.
البوابة الاقتصادية