رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
يستطيع المسن عبد اللطيف البطش (76 عاما) من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، هذه الأيام السجود أثناء الصلاة بعد حرمان استمر 25 عاماً مرجعا الفضل في ذلك أولا إلى الله سبحانه وتعالى وثانيا للعلاج بلسعات النحل.
يتردد هذا المسن منذ تسعة أشهر إلى مؤسسة مختصة للعلاج بالنحل بعد أن فشل الأطباء في ايجاد علاج لركبتيه.وقال البطش، وهو يلف جسده بعباءة سوداء من شدة البرد للوكالة الرسمية وفا ، "ذهبت إلى أطباء كثيرين لعلاج ركبتي من الخشونة الشديدة، فكانوا فقط يعطوني المضادات الحيوية والمسكنات دون جدوى، فقررت العلاج بلسعات النحل رغم علمي المسبق بالألم المصاحب لها".
وأضاف: "أتوجه ثلاث مرات أسبوعيا للعلاج بلسعات النحل وحاليا في الجلسة الواحدة ألسع 13 مرة في كلتا الركبتين، وبعد 9 أشهر بدأت أتحسن واستطيع السجود في الصلاة بعد حرمان دام 25 عاماً."
من جانبه، ذكر المهندس الزراعي راتب سمور أنه أول فلسطيني يقوم بعلاج الكثير من الأمراض لا سيما المستعصية بلسعات النحل.
وعن بدايات عمله قال سمور لـ "وفا": "بدأت الفكرة بعد تخرجي من كلية الزراعة عام 1979 حيث كان تخصصي وقاية نبات والتي تشمل تربية النحل ومن ضمنها العلاج بالنحل في أمراض مثل المفاصل والروماتيزم".
وأضاف: ومنذ أن بدأت بتربية النحل عام 1980 وحتى الآن، قمت بعلاج والدي من آلام المفاصل والروماتيزم والحمد لله تم شفاؤه وبعدها أصبحت أعالج بعض الأقارب والجيران والأصدقاء وزملاء العمل.
وأردف سمور:" في العام 2003 بدأت أعالج أمراضا أخرى كـ"الروماتويد" والسمع والشلل الدماغي وخلافه، وذلك بعد صدور أول بروتوكول عالمي في أميركا للعلاج بالنحل عام 2001."
بدوره يتردد الطفل عبد الله (14 عاما) الذي يقطن حي الشجاعية شرق مدينة غزة على العلاج بلسعات النحل متحملا الآلام المصاحبة بعدما بدأ بالتحسن الطفيف كما يقول.
ويعاني عبد الله من مشاكل في السمع والنطق، لكن عمه الذي يصطحبه منذ خمسة أعوام يقول:"هناك تحسن بدأ يظهر وعبد الله الآن أفضل من قبل."
واستطاع ذلك الطفل الذي كان يضع سماعتين طبيتين خلف أذنيه الحديث إلينا بصعوبة مع مساعدة من قبل عمه الذي أشار إلى "أنه كان قبل خمس سنوات لا يستطيع نطق أية كلمة أو سماع أي صوت"، ويلسع عبد الله 27 لسعة نحل أسبوعيا خلف أذنيه.
وعن أهم الأمراض التي يعالجها اللسع بالنحل، يقول سمور:" الحقيقة أن العلاج بالنحل لم يعد مقتصراً على سم النحل بل أصبح علاجا مستقلا عن باقي العلاجات الاخرى ويسمى علمياً Apitherapy ويشمل عدة منتجات نحلية أخرى كحبوب اللقاح والعسل وشمع النحل وغذاء الملكات وصمغ النحل أو ما يسمى بروبوليس."
وحسب هذا المهندس الزراعي "يعالج لسع النحل الكثير من الأمراض وخصوصا التي يعجز عن علاجها الطب التقليدي مثل: الشلل الدماغي، واضطراب زيادة الكهرباء في الدماغ، والصداع النصفي (الشقيقة)، إضافة إلى مشاكل السمع كضمور العصب السمعي، ومشاكل البصر كضغط العين (الجلوكوما).
وقال: كما يعالج أيضا تساقط الشعر والثعلبة وغضروف الرقبة والظهر وخشونة الركبتين والعصب السابع (لفتة الوجه) والتصلب اللويحي "MS" والربو، ودوالي الساقين، والعديد من مشاكل الإنجاب لدى الجنسبن والتهاب الكبد الوبائي ومرض التوحد لدى الاطفال، وكذلك أمراض كثيرة ليس من السهل حصرها".
وتابع: "معظمها من الأمراض المستعصية والتي يعجز الطب عن علاجها، فالشلل الدماغي علميا وطبيا على مستوى العالم لا يوجد له علاج والحمد لله هناك حالات شفيت بإذن الله وأصبحت طبيعية أو شبه طبيعية".
وأشار سمور إلى معالجته لمرض التوحد الذي لا تعرف له أسباب حتى الآن على مستوى العالم، مضيفا: نحمد الله أن نكون أول من عالج هذا المرض على مستوى العالم بالنحل في العام 2010 وقد تم ذكر ذلك اثناء حضورنا للمؤتمر الدولي الأول للعلاج بالنحل في مدينة فاس المغربية عام 2012.
الفئات العمرية التي يعالجها سمور من عمر عامين حتى 80 عاما فأكثر، وبدأ منذ بداية العام الماضي باستقبال الحالات دون العامين ولكن يعالجها بمنتجات النحل وخصوصا حالات الشلل الدماغي والتوحد.
وقال:" الحمد لله هناك نتائج مبشرة ولا تصدق طبيا في هذا المجال."
عصام أبو ناجي (60 عاما) يعالج بلسعات النحل منذ عام ونصف بعد أن عجز الأطباء عن ايجاد العلاج المناسب لركبتيه، يقول:"المضادات الحيوية والمسكانات كادت تتلف معدتي من كثرة ما تناولتها".
وأوضح أنه بعد أن عولج بلسعات النحل تحسن كثيرا وبدأ يمشي مسافات طويله دون عكازة التي كان يتكئ عليها.ويختار سمور النحلة الشغالة بعمر 20 يوما تقريباً؛ لأن لها جهاز لسع يتكون من غدتي السم وابرة الزيبانة ويتم اختيارها بهذا العمر لاكتمال تعبئة غدد السم لديها في هذا العمر.
وأوضح أنه يتم إجراء اختبار للمريض قبل بدء العلاج خوفاً من وجود حساسية من سم النحل لديه، ومنعا من أن يشكل ذلك خطورة على حياته. وفي كثير من الاحيان لا يجري اختبارا لبعض الحالات لوجود بعض الموانع لديها.
ويختلف عدد اللسعات من مريض لآخر حسب العمر ونوع المرض والحالة الصحية والبنيوية للمريض، وتبدأ بنحلة واحدة وقد تصل إلى حوالي 30 لسعة بالجلسة الواحدة.
وهناك أمراض لا يعالجها سمور مطلقا بلسع النحل لكن بمنتجاتها الأخرى مثل: العسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات وشمع النحل وصمغ النحل (البروبوليس)، مشيرا إلى أن من هذه الأمراض تقرحات والتهابات الفم واللثة وقرحة المعدة والعديد من مشاكل الجهازين الهضمي والتنفسي.
وكالة وفا