في الخليل ....الثلج فقط للمستوطنين

12631360_996042997116023_4894819963523220241_n

موقع رام الله الاخباري : 

 أطل صباح يوم جديد على خليل الرحمن، تعالت صرخات الأطفال اللاعبين على الثلوج البيضاء، فيما التف من أراد مزيداً من الدفء بغطاء ليحميه من برودة الطقس التي "تصرصر الأسنان وتخترق العظم".

وسام الهشلمون، مصور شاب خرج برفقة زملائة ليحظى بصورة لا تشبه الصور التي اعتادها في الآونه الأخيره، أراد صورة لا جنائز ولا رائحة للموت فيها، حمل كامرته وذهب لأداء طقوس الثلج السنوية بصورة للحرم الإبراهيمي الشريف يجلل أسواره غطاء سماويا أبيض.

على بعد أمتار من بوابة الحرم فقط، أستوقفه المشهد، فعلى يساره مستوطنون يجيدون وضع اللثام من البرد، كما يجيدونة في أيام العربدة، يكورون الثلج ويرمون به في وجوه جنود الإحتلال الذين يبادلوهم الضحكات، وكرات الثلج أحيانا.

وبحركة سريعة لعينة إلى اليمين قليلاً، وعلى بعد خطوات فقط يقف جندي ليشهر السلاح بوجه الشبان الفلسطينيين العزل من كل شي إلا من ما يقى أجسادهم البرد.

تفتيش شبه عارٍ لشبان، وإلحاح في طلب أن يرفعوا ملابسهم لإستكمال طقوس الإذلال اليومية لكل من يعبر من تلك المنطقه، 20 مستوطنا يقابلهم شابان فلسطينان، لا يحق لهما بالتوقف، وإن تعثرت خطوات أحدهما فقد يكون شهيداً جديداً.

أطفال شارع الشهداء وتل ارميدة أطلوا من نوافذ منازلهم إلى الخارج محاولين أن يسرقوا ضحكة بيضاء، ليتأكدوا ألا مستوطنين في الشارع الخالي من مواطنيه العرب، وما أن اطمئنت نفوسهم حتى تسارعت خطواتهم إلى الطريق، حيث تنافسوا بصنع رجل من الثلج وزينوه بأغصان الزيتون.

يقول محمد وهو يلعب مع أقرانه في شارع الشهداء:" كنا ننتظر الثلوج منذ فترة، ونتحين فرصة توقف سقوط الأمطار لنخرج لبناء رجل الثلج، أو اللعب مع أولاد الجيران، هي فرحة لنا في كل عام، برغم أننا في بعض اللحظات نشعر بالخوف من سيارات المستوطنين، أو من الجنود أنفسهم، إلا أننا لن نتوانى عن اللعب طالما سنحت لنا الفرصة".

البلدة القديمة في الخليل، وككل سنة كان لها حصة الأسد من المعاناة، محلات تجارية غرقت بالكامل بفعل تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، إضافة إلى أسطح المنازل التي رشحت بسبب سوء تصريف المياه عليها وتراكمها لأيام طويلة على سطحها.

تجار البلدة القديمة الذين لم يفتحوا محلاتهم التجارية اليوم لصعوبة الوصول اليها، وقفوا على مدخل البلدة كغيرهم من المواطنين يراقبون كميات المياه التي تفيض بها الشوارع، في انتظار صباح الغد  ليستطيعوا تقييم حجم الخسائر التي تكبدوها نتيجة غرق بضائعهم.

يقول شاهر أبو اسنينة :" كل عام تتحول أزقة البلدة القديمة وشوارعها إلى أشبه بحال مدينة البندقية الإيطالية، فالقليل من الأمطار كفيلة بشل الحركة تماماُ فيها، كما أن الحركة فيها شبه مستحيلة، لكن هنا تنقصنا القوارب للوصول إلى منازلنا في الداخل".

ويضيف :" يجب إيجاد حل جذري، ففي كل عام وعند التحذير من منخفض جوي يبدأ التجار برفع بضاعتهم على "المشاتيح الخشبية" حتى لا يصلها الماء، ولكن لا فائدة، فالخسائر كبيرة والعوض دائماً على الله".