رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
قال شيمعون بيريس يوما ، إن " انتفاضة الجنائز أشد خطراً من انتفاضة الحجارة، وهي التي تمد في عمرها وتطيل في أمدها"، فكما يخاف الإسرائيليون المقاومة ورجالها، ويحفظون أسماءهم، ويذكرون أفعالهم،
فإنهم يخشون الشهداء وأثرهم، ويعلمون أنهم يقودون الجموع أحياءً وشهداءً، ويتقدمون الصفوف ولو كانوا جثامين أو تحت التراب، وأنهم يتقدمون على الأحياء قدراً، ويسبقونهم مكانة، وأن كلمتهم بعد الشهادة أقوى، وسيرتهم أنقى، وفعلهم أنضى، وأمرهم أمضى، وأن ما لم يحققوه والبندقية أو السكين في أيديهم، فإنهم يحققونه وهم صورةٌ تعلق، واسم يذكر، وشهيدٌ لا ينسى، لهذا فإنهم يخشون أن يسلموه إلى ذويه مخافة أن يذيع اسمه، ويشتهر عمله، وينتشر فعله، وترتفع في الأرض راياته، وتسمو بين الفلسطينيين غاياته.
الجنائز صاعقة تفجير ومصدر للتعبئة
وعزى مدير مركز القدس للدراسات علاء الريماوي من رام الله أن خشية دولة الاحتلال الاسرائيلي إمن تسليم الجثامين والجنائز لأنها تراها من أهم عمليات التعبئة للمقاومة الفلسطينية وللجمهور لما يصاحبها من دعوات انتقام وحديث ثوري وغيرها من المظاهر ".
وتابع الريماوي" إن القرار العام للحكومة الإسرائليية عدم تسليم الجثامين ،لكن حين اصبح الحجز المادة الأهم للمواجهة والتصعيد نصح الجيش تغيير القراروبدأ التسليم في الضفة ،لكن في القدس الأمر مختلف حيث يرى الأمن في الجنائز صاعق لتفجير الأوضاع من جديد مما دفع إلى ضرورة دفنهم في الضفة الغربية.وأكد مدير مركز القدس أن صمود أسر الشهداء ورفضهم سيجبر الاحتلال على تسليم باقي جثامين الشهداء ودفنهم في القدس".
في حين أكد الكاتب والمحلل السياسي علاء حماد عواد من البيرة " أن جنائز الشهداء لها العديد من التاثيرات فهي تلهب مشاعر الفلسطينيين ومن الممكن من وجهة نظر إسرائيلية أن تؤثر في جيل الشباب ليقوموا بنفس العمل بعد رؤية الهالة التي يتحصل عليها الشهيد".
ويضيف حماد أن انتفاضة الجنائز تؤثر على الجبهة الداخلية للاحتلال وتفند ادعاءات الاعلام الاسائيلي الذي يروج لجمهوره وشعبه عبر الاعلام الصهيوني الموجهوالخاضع للرقابة الحكومية أن ما يحدث هو انتفاضة أفراد وتريد أن تقول للمجتمع الاسرائيلي والعالمي أن جزءً قلبل فقط من الشعب الفلسطيني هو مشارك في الاحداث".
ويشدد أن سببا آخر يجعل الاحتلال يسوف في تسليم جثامين الشهداء والذي يختبئ خلف العقلية الاسرائيلية العقابية التي تريد التلذذ على عذابات الشعب الفلسطيني حتى بعد الموت".
بدوره تسائل الناشط محمد شكري من غزة عن سبب خشية إسرائيل جنائز الشهداء ؟ ولماذا قررت دفن الشهيد نشأت ملحم وغيره من شهداء القدس والضفة ليلا وبعدد قليل جدا من المشيعين وبعيدا عن وسائل الإعلام ؟
ويضيف " إن كانت قوية كما تدعي فلماذا تخشى الجماهير؟ وإن كانت آمنة كما تدعي فلماذا الخوف من جنازة؟ وإن كانت هذه أرضها فلماذا هرب شعبها وتوارى عن الأنظار خوفاً من بندقية قديمة يحملها مطارد مهدد بالموت؟.ويوضح أسئلة تفسر حقيقة هذا الكيان الهش، حقيقة من خانوا وفرطوا، وسعي الصادقين لإتمام النصر بمسابقة الزمن وقهر المكائد!.
مساعي حقوقية لاسترداد الجثامين
وأكد رائد الأطرش المتحدث باسم لجنة شهداء الخليل أن قضية احتجاز جثامين الشهداء يتابعها المحامون في المؤسسات الحقوقية ومع الجهات المختصة.وأوضح الاطرش أن " محاكم الاحتلال مسيّسة، وتحاول تبرير موقف سلطاتها من هذا الإجراء".
وأضاف الأطرش أن سبب رفض العائلات تسلّم جثامين أبنائهم، هو رفضهم لشروط الاحتلال، وأبرزها دفن الشهداء ليلاً وتحديد عدد الأشخاص المشاركين في التشييع ومنع اقامة احتفالات التأبين لهم.
وبيّن وجود خلافات على المستوى السياسي داخل الحكومة (الإسرائيلية) حول تسليم جثامين الشهداء بين قرار التسليم ورفضه.جدير بالذكر، إلى أن قوات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 11 شهداء بينهم طفلين وغالبيتهم من القدس المحتلة منذ اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر العام الماضي وحتى اليوم.
امامة