رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري - قتيبة غانم : ناقشت لجنة مكونة من الدكتور احمد رفيق عوض استاذ الاعلام في جامعة القدس والدكتور احمد فارس عودة استاذ العلوم السياسية في الجامعة واللواء الدكتور محمد المصري مدير المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية رسالة ماجستير للطالب قتيبة وليد غانم بعنوان " الاصولية الدينية في الجيش الاسرائيلي : الاسباب والتداعيات على الديمقراطية في اسرائيل".
وتناولت الرسالة ظاهرة تزايد نسب المتدينين في الجيش الاسرائيلي وتبوئهم مناصب عليا وقيادة وحدات مختارة في الجيش ، وأثر ذلك على عقيدة الجيش الاسرائيلي ومرجعيات الجنود والضباط المتدينين في الجيش. وتناولت ايضا تداعيات هذه الظاهرة على مستقبل (بقايا) الديمقراطية في اسرائيل على الاستقرار الداخلي في اسرائيل وعلى مستقبل الصراع مع الفلسطينيين والعرب وتحدثت الدراسة عن احتمالات حدوث تمرد داخل صفوف الجيش الاسرائيلي في حال اقدام الحكومة الاسرائيلية على عقد تسوية مع الفلسطينيين تشمل انسحاب من مستوطنات او اي اجراء يعتبره المتدينين خط احمر.
وتوصي الدراسة صانعي القرار الفلسطيني إعادة النظر في موضوع حل الدولتين وجدوى المفاوضات والاتفاقيات الموقعة مع الاسرائيليين التي لا تلتزم اسرائيل بها أساسا وضرورة العمل على تقديم كافة اشكال الدعم للفلسطينيين في الداخل المحتل من قبل الحكومة الفلسطينية، وترسيخ العلاقات مع القيادة العربية الفلسطينية في الداخل. كذلك اوصت الدراسة القيادة الفلسطينية باستغلال قدرة التأثير على توجهات الناخب الاسرائيلي، والتي من خلالها تستطيع القيادة الفلسطينية تحقيق مكاسب سياسية.
نتائج الدراسة
لذلك علينا أن ندرك بأن اسرائيل وجيشها تغيّرت وتطرفت أكثر فأكثر ولازال التطرف صاعدا حتى اللحظة وهذا يعني:
· حدّة المواجهات بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين ستشتد ، نتيجة التغيّر في عقيدة الجيش المتديّن.
· أثبتت الدراسة الدور الكبير لمؤسسة الجيش الاسرائيلي وثقلها وهيمنتها على المستوى السياسي، وبالتالي فإن أي تسوية مع الاحتلال ترضي الطرفين تكاد تكون شبه مستحيلة، لأن ايّة مفاوضات ستعقد مستقبلا مع أي حكومة اسرائيلية هي بالأساس مفاوضات مع الجيش الاسرائيلي الذي ينغل بالمتدينين.
· والانسحاب مستقبلا من مستوطنات في الضفة الغربية يؤول الى الخيال، لأن اسرائيل تدرك بأن ذلك سيسبب انشقاق داخل الجيش الذي سينفذ المهمة، أو على الاقل يتمرد على قرارات الحكومة في اخلاء المستوطنة، وهذا سيشكل اهانة كبيرة للحكومة، وتشعل شرارة حرب أهلية أو على الاقل مظاهرات او مناوشات داخلية.
· سيطرة المتدينين على الجيش يقود اسرائيل الى خوض حروب مع أطراف عدة في المنطقة، مع منظمات أو دول، والاحتمال الاقرب سوريا.
· سيطرة المتدينين على الجيش يجعل المتدين يوقن بأن من يحميه متدين مثله، وهذا يجعله مطمئنا في تنفيذ أي اعتداء على آخرين على خلفيات اثنية، وهذا يزيد من حدّة النزاعات الداخلية بين أقطاب عدة (متدينين- علمانيين) و(متدينين- عرب) وحتى بين طوائف المتدينين انفسهم.
· قد يصعب الحديث عن انقلاب عسكري في اسرائيل بناءا على المعطيات الواردة في هذا البحث، الا أن التمرد داخل صفوف الجيش الاسرائيلي احتمال وارد بشكل قوي، أو حتى تمرد الجيش نفسه على الحكومة، خاصة في حال قيام الحكومة الإسرائيلية بإجراء يثير حفيظة المتدينين كإنسحاب من مستوطنات أو إجراء تسوية مع أطراف أخرى مما يعتبره المتدينون خطا احمر.
رام الله الاخباري