رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
ركزت صحف إسرائيلية اليوم على سلسلة التعيينات الجديدة التي شهدتها قيادات عسكرية رفيعة المستوى في جيش الاحتلال، والتدريبات التي يجريها الجيش تحسبا لمواجهة محتملة مع غزة، كما سلطت الضوء على التوتر بين إسرائيل والبرازيل على خلفية اختيار الاحتلال قياديا في الاستيطان سفيرا لدى برازيليا.
فقد ذكرت صحيفة هآرتس أن وزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، صادقا على تعيين رئيس جهاز الدعم اللوجستي والتكنولوجيا في الجيش، كوبي براك، قائدا للقوات البرية خلفا لغاي تسور، وسيعين بدلا منه قائد كتيبة العمليات في الجيش أهارون خوليا.
وتشمل التعديلات تعيين قائد جديد لسلاح البحرية وهو إيلي شربيط، خلفا لرام روتبرغ الذي تولى قيادته طوال السنوات الخمس الماضية، وتعيين ميكي أدلشتاين ملحقا عسكريا تابعا للجيش في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة.
من جانبها، وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت شربيط بأنه "رجل سفن الصواريخ"، وقالت إنه ساهم في السنوات الأخيرة في الخطط العملياتية لتطوير سلاح البحرية، بما فيها حيازة غواصتين جديدتين، ومشروع حماية السفن المعروف باسم "باراك 8".
وتابعت أنه يفترض به بأن يواصل طريقه لإحداث الثورة المطلوبة في السلاح ليصبح ملائما لخوض ما بات يعرف بـ"الحرب بين المعارك"، وهدفها الأساسي إبعاد الحرب القادمة من خلال المس بالقدرات العسكرية "للأعداء"، مثل حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتعميق عمل سلاح البحرية في مواجهة أهداف بعيدة عن إسرائيل آلاف الكيلومترات.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة معاريف أن سلاح البحرية الإسرائيلي دأب في الآونة الأخيرة على إجراء تدريبات عسكرية في عرض البحر لمواجهة تهديدات أمنية تحاكي ما حصل في حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد 2014"، حين سجلت حماس ما اعتبرته أحد النجاحات الكبيرة لها في الحرب بتسلل بعض مقاتليها إلى شواطئ مدينة زيكيم الإسرائيلية.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات لمواجهة سيناريو يتمثل في أن يتمكن مقاتلون فلسطينيون من التسلل عبر البحر والوصول إلى الشاطئ الإسرائيلي، سواء عبر نفق بحري أو اجتياز الحدود عبر الغوص، مما دفع ضابطا كبيرا في سلاح البحرية إلى القول إن الجيش يؤهل نفسه من الناحية التقنية لمواجهة تنامي قدرات العدو في هذا الجانب من القتال.
وخلصت الصحيفة إلى القول: لدينا تقدير بأننا سنواجه في الحرب القادمة محاولات مشابهة لما قامت به حماس العام الماضي من تسلل عبر البحر، تماما كما نستعد لسيناريو الهجمات عبر الأنفاق في غزة، مما يتطلب تنسيقا كاملا بين مختلف القوات البحرية والجوية والبرية داخل الجيش الإسرائيلي، كجزء من استخلاص الدروس والعبر من حرب غزة الأخيرة.
توتر مع البرازيل
وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الأزمة بين إسرائيل والبرازيل آخذة بالسخونة رويدا رويدا، على خلفية رفض الأخيرة الموافقة على تعيين داني ديان سفيرا إسرائيليا لديها بناء على ماضيه الاستيطاني، في أعقاب تناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية حملة بادر إليها عضو البرلمان البرازيلي كارلوس مارون لتحشيد مزيد من الرفض داخل البرازيل ضد هذا التعيين الإسرائيلي.
وقال النائب البرازيلي مارون إن إرسال إسرائيل مَن وصفه بـ"قائد المستوطنين" ليمثلها دبلوماسيا في البرازيل يعتبر إهانة لبلادنا، وإن البرازيل لا يمكنها قبول مثل هذا الاستفزاز، لأنه يشبه ما لو أن ألمانيا عينت مدير سجن سابق في العهد النازي سفيرا لها لدينا، أو أن تعين تشيلي سفيرها عندنا ممن كان سجانا في عهد النظام الدكتاتوري السابق، أو أن ترشح جنوب أفريقيا سفيرها في البرازيل ممن كان عاملا في حقبة التمييز العنصري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن تعيين ديان رئيسا للمجلس الاستيطاني الإسرائيلي "يشع" يوم 5 أغسطس/آب الماضي، وصادقت الحكومة عليه يوم 6 سبتمبر/أيلول، لكن البرازيل أرسلت إشارات دبلوماسية عبرت فيها الرئيسة ديلما روسيف عن تحفظها على هذا التعيين بسبب الخلفية الاستيطانية للسفير المرشح، ولأنه يسكن في إحدى مستوطنات الضفة الغربية.
النائب البرازيلي مارون ذو الأصول العربية -الذي أدلى بتصريحاته تلك في أغسطس/آب الماضي، لكن الصحافة الإسرائيلية نشرتها للمرة الأولى اليوم- أشار إلى أنه لا يعارض قيام دولة إسرائيل ذات الحدود المعروفة والمسيطرة على قرابة 85% من أراضي فلسطين، لكن هؤلاء المستوطنين ممن وصفهم بـ"عملاء الصهيونية" لا يقبلهم العالم، فهم سارقو أراضي الآخرين، ولا يمكن لملايين البرازيليين من الأصول العربية أن يقبلوا أن تعين إسرائيل في بلادنا سفيرا لها من قادة هؤلاء المستوطنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدير دائرة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الإسرائيلية مودي أفرايم قام مؤخرا بزيارة البرازيل، وناقش الأمر مع نظرائه هناك، لكن مرور الوقت دون وجود سفير إسرائيلي في البرازيل سيعني التسبب بأزمة عاصفة بينهما، قد يكون لها تبعات على علاقاتهما الثنائية، وربما تدفع إسرائيل لاتخاذ خطوة مقابلة نحو البرازيل.
أما صحيفة معاريف، فذكرت أن هذه الحادثة تعتبر نادرة في العلاقات الدبلوماسية، في ضوء حملة قامت بها أكثر من أربعين حركة اشتراكية في البرازيل تطالب الحكومة برفض تعيين ديان، لأنه ارتكب مخالفات واضحة للقانون الدولي، وانتهك الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.ديان، المولود في الأرجنتين عام 1959 المجاورة للبرازيل، تم تعيينه سفيرا فيها من أجل تحسين علاقات إسرائيل معها، لأن أميركا الجنوبية تعتبر في نظر إسرائيل هدفا للسياسة الخارجية، لا سيما البرازيل.
الصحافة الاسرائيلية والجزيرة