رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
من المقرر أن تنشر مجلة نيويوركير الأميركيّة الشهيرة، الأحد المقبل، تقريرًا موسعًا خاصًا عن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يتضمن جوانبًا ظلّت غامضة، تتعلّق بما يدور وراء الكواليس في مسرح السياسة الشرق-أوسطي.
وأبرز ما ستنشره المجلّة، هو رسالة تلقاها كيري، قبل أن يصبح وزيرًا للخارجيّة، من الرئيس السوري، بشّار الأسد، في العام 2010، يعرض فيها الصلح مع إسرائيل، في إطار صفقة منفردة.
وقال كيري في المقابلة 'إنها المرّة الأولى التي أتحدث عن هذا الموضوع علنًا، الأسد كان على استعداد أن يعقد صفقة مع إسرائيل، والإثبات على ذلك، أنني ما زلت أحتفظ برسالة تلقيتها من الأسد، صاغها هو ووقّع عليها، تنص على عدّة نقاط، أمل الأسد أن تقوده لسلام مع إسرائيل'.
وأكمل كيري بالقول 'من بين تلك النقاط: الاعتراف بإسرائيل، فتح سفارة إسرائيلية في دمشق، عقد سلام بين البلدين، صفقة تتعلق بالجولان والعديد من الأمور الأخرى'.
بالمقابل، ستحصل سوريا على مساعدات أميركيّة اقتصاديّة وتكنولوجية وصحيّة، والضغط على الحكومة العراقية من أجل عبور خط أنابيب البترول من العراق عبر أراضيه، وفقًا لما قاله كيري.
والغريب أن طلب الأسد من كيري ذلك، جاء رغم احتفاظه بعلاقات قويّة مع رئيس وزراء العراق حينذاك، نوري المالكي، وإيران، التي تملك اليد الطولى في العراق، ما يغنيه عن طلب الضغط الأميركي على حكومة العراق.وحين اتصل كيري بنتنياهو لنقل رسالة الأسد، قال له نتنياهو 'لا أستطيع فعل ذلك، لا أستطيع زيارة واشنطن، لا أستطيع فعل ذلك'.
وقال كيري إنه خرج بانطباع جيّد من لقائه الأسد عدّة مرّات في دمشق، حيث ظنّ حينها أن الأسد يملك خططًا اقتصاديّة لتنمية البلاد، لكن، مع اندلاع الاحتجاجات السوريّة في العام 2011، وازدياد بطش الأسد بمعارضيه، شهرًا بعد شهر، نتيجة، كما يقول كيري، لضغط والدة الأسد، أنيسة معلوف، وشقيقه المتنفّذ في الجيش، وقائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، ماهر الأسد؛ حيث قال كيري 'إن اللغة والآداب البريطانيّة المنمّقة للرئيس الشاب (الأسد)، اختفت دافعة واحدة'.
وفي زيارة أخرى للعاصمة السوريّة، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلّم، لكيري إنه إن فشلت الولايات المتحدة في دعم الاقتصاد السوري، فإن كيري عندما يزور سوريا خلال العشر سنوات المقبلة سيلتقي 'الملا أسد' بدلًا من بشّار الأسد، حين قال كيري إن نظام الأسد كان خائفًا من هبّة شعبيّة نتيجة للأوضاع الاقتصادية المترديّة في البلاد ومستوى البطالة المرتفع جدًا، وحذّر الأسد من أن بديل نظامه سيكون 'نظامًا أصوليًا'.
وكالات