أشهر مدعي النبوة في العصر الحديث

120915_1315_3

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

منذ ظهور الرسالات السماوية حتى اليوم، لم تتوقف ظاهرة ادعاء النبوة، فبين الحين والآخر، يظهر أشخاص يدعون أنهم أنبياء يجب اتباعهم، ويصنعون الحجج والبراهين لجذب متبعيهم، وكثيرًا ما يلتف حولهم عدد كبير من الأشخاص.

وتاريخ الظاهرة ممتد فحتى قبل ظهور خاتم الأنبياء، النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- ظهرت في جزيرة العرب، عدة أسماء ادعى أصحابها نبوتهم، واستمر الأمر أثناء دعوة الرسول وبعد وفاته، وصولًا للعصر الحديث أصبحت هناك قائمة مطولة لمدعي النبوة. وفي هذا التقرير سنتعرف على أكثرهم شهرة.

1- سيد طلبة- مصر

كان يعمل موظفًا في هيئة الطاقة الذرية المصرية، وبدأ مشواره بعلاج المرضى بالقرآن الكريم، حيث كان يعقد جلسات علاج في أحد المساجد بمحافظة القليوبية يدعي فيها قدرته على شفاء الأمراض المستعصية.

وما إن حقق شهرته في هذا المجال، حتى بدأ يصرح عن نبوته، مستدلًا على صحة ادعائه بمعجزة الشفاء بالقرآن، وعندما جادله أحد الأفراد بأن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء، أجابه: نعم، ولكنني منزل لتثبيت الدين وإدراك المسلمين قبل أن يغرقوا في المعصية.

وقام سيد بتشكيل تنظيم لأتباعه الذين بلغ عددهم 21 شخصًا، كان يجتمع بهم في منزله لينشر بينهم دعوته بأنه نبي هذا الزمان، ولكن تم القبض عليهم في عام 2002، وتمت إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة التي أمرت بحبسهم جميعًا.

وكان لطلبة تأثير كبير على أتباعه، لدرجة أن سلطات الأمن فصلته عن باقي مريديه، داخل سجن طره، وفي نهاية الأمر حكمت المحكمة عليه بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، وحكمت على باقي المتهمين بعقوبات تراوحت بين الحبس سنة مع الشغل، وسنة مع إيقاف التنفيذ.

2- منال وحيد مناع- مصر

زعمت “الشيخة منال” كما تحب أن يلقبها أتباعها، أن بيتها مسجدًا للصحابة الأولياء، وأن عمها المدعو عمر حسانين، الذي ادعى النبوة واعتقل ومات في السجن يؤدي مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة، وبالتالي لا داعي لأن يحجوا وأن سيدنا جبريل وسيدنا الحسن والحسين، وأن السيدة زينب والسيدة نفيسة وفاطمة الزهراء يتجلون لها بصحبة عمها.

وظلت من سنة 1994 إلى 1999م تقيم بشقتها بالقاهرة يومي الخميس والجمعة، ما يسمى بالمشاهدات، وتروي لأتباعهم فيها تعاليم ومطالب عمها التي أبلغها لها، عندما تجلى لها في غرفتها في حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة وأهل البيت كما تزعم، وفي كل رواية تتعالى صيحات وتهليل المريدين. وظل الحال هكذا حتى نجحت أجهزة الأمن المصرية في القبض عليهم، ليتم القبض عليها وعلى 15 من أتباعها ويحكم عليهم بالسجن 5 سنوات.

3- زهرة التونسية- تونس

كانت السيدة زهرة التونسية أو “أم الأنبياء” كما تُسمي نفسها، مدرسة بالمعاهد الثانوية، وقد بدأت تعرض رسالتها على الناس، وتدعو إلى السلم في العالم، وإلى توحيد الديانات من جديد، عندما سمعت “هاتفًا غيبيًا” يأمرها بذلك، كما تزعم، وتقول إنها اضطربت في البدء، ولم تتقبل هذه الحالة، لكن الصوت عاد ليشرح لها أن مصدره إلهيًا، وهو يريد بها ولها الخير.

وصارت زهرة “تتلقى الأوامر من الهاتف وتبلغها”، وتكتب المواعظ وتوزعها على الناس، وتكتب نصوصًا إلى رؤساء الدول، لتطلب منهم الامتثال لرسالتها، والعمل على تحقيق السلم في العالم، وإنهاء الحروب، وتحقيق سعادة كل الناس.

وعندما شاع أمرها أوقفت للتحقيق في عام 2003، ولكن تبين للمحققين أنها تعاني من حالة نفسية غريبة، وأنها لا تسعى للحصول على فوائد من خلال نبوتها فأطلقوا سراحها.

4- هيثم الأحمد- سوريا

ظهر في مطلع القرن الواحد والعشرين بسوريا، وكان له الكثير من المؤيدين يُطلق عليهم “أتباع النبي هيثم”، ويأتمرون بأمره دون أي تفكير حتى أنه كان إذا طلب منهم قتل أي شخص لا يتوانون عن ذلك، كونهم يعتقدون بأنه نبي، وطلب ذات مرة من أتباعه الخروج ليلًا وتقليد نباح الكلب، واستجابوا له وفعلوا ذلك حتى ساعات الصباح الأولى.

وفي عام 2005 ألقي القبض عليه بتهمة التحريض على القتل، ووضع في سجن “أدلب”، ولكنه قام بالتعاون مع أتباعه بإثارة العديد من حوادث الشغب، مما دفع إدارة السجن أن تنقله إلى سجن “حارم” الذي يقع خارج المدينة.

ولكن ذلك لم يمنع أنصاره المسجونين أن يقوموا باحتجاز مدير السجن وعدد من أفراد الشرطة، بعد استيلائهم على بعض الأسلحة من الحرس، ولم تنجح السلطات في حل الأزمة إلا بعد الاستعانة بـ “هيثم”، الذي حضر إلى السجن وأمر أتباعه بترك مدير السجن والعودة إلى زنازينهم، فما كان منهم إلا أن امتثلوا لأمره.

5- ثريا منقوش- اليمن

بدأت قصتها مع النبوة عام‏ 1982م عندما كانت في زيارة لإحدى دول المغرب العربي، حيث تقول: “حصلت معي أحداث ربانية عظيمة وكبيرة، خلال ليلتين متتابعتين وهو ما يسمى بعث الله للنبي، ونتيجة لوعي وجداني رأيت أن الوقت قد حان من أجل أن أبلغ الناس‏”.

وخلال انعقاد اجتماعات للحزب الاشتراكي اليمني وزعت ثريا بيانًا يحتوي على تفاصيل نبوءتها وتطلب تصديقها والإيمان بها‏، و‏يبدأ بيان ثريا بالآية الكريمة: ‏”يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك”‏ وكتبت في إحدى فقراته: “حينما تختل الموازين على الأرض ويعبث الإنسان بأخيه الإنسان وتنتشر الشرور وتتداخل القيم المتناقضة ويمسي الفجور والظلم والجبروت قيما تحكم الناس وتتحكم بحياتهم، حينها تتدخل السماء ليصطفي الله رسولا من الناس‏”.

وتؤكد ثريا التي كانت تعتنق الفكر الماركسي أن دعوتها رسالة سماوية، وليس فيها أي عبقرية وليست على شاكلة أفكار ماركس أو هيجل، وأن ما في وجدانها أفضل مما لديهم وأفضل من كل عباقرة العالم، كما تصر منقوش على أن رسالتها كونية للبشرية بأسرها وتشريع ومنهج للعالم‏. ‏

يذكر أنه حتى اليوم لم يصدر أي رد فعل رسمي، من مؤسسات الدولة اليمنية تجاه ما تطرحه ثريا في مقالاتها وندواتها، وكان آخرها مقالًا نشرته في موقع “يمن برس” يوم 2 أكتوبر 2015، قالت فيه: “ها أنا أوصلها لكل البشرية أنا أولى المرسلات، ختم ابن عبد الله الرسل في الذكور، وفتحتها للمرحلة القادمة التي ستستمر حتى قيام الساعة التي ﻻ يعلمها أحد سواك، وشرفتني بهذه البداية، فأنا أولى المرسلات كما كان محمد خاتم النبيين”.

6- رشاد خليفة- أمريكا

في مطلع عام 1980 أعلن رشاد خليفة وهو كيمائي مصري كان يعيش بالولايات المتحدة، أن جبريل عليه السلام أنزل إليه بوحي من الله، وأمره بالإعلان عن رسالته بحلول عام 1988، وإن القرآن لم ينفِ وجود الرسل بعد محمد، وإنما ينفي نزول الأنبياء، كما أكد على أن معجزة القرآن لا تكمن في فصاحته كما يشاع، وإنما تكمن في الرقم 19، وأن الكتاب مكون من هذا الرقم ومضاعفاته.

وكانت لخليفة الكثير من الآراء المثيرة من الجدل أبرزها: أن طاعة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام واجبة فيما أتى به من القرآن فقط، وكان يعتبر الإخوان المسلمين والخميني والشيعة جميعهم في النار.

وظل يدعو إلى اتباعه من خلال مواعظه في مسجد “توسان” الذي أسسه في ولاية “أريزون” الأمريكية، إلى أن عثرت الشرطة الأمريكية عليه غارقًا في دمائه داخل مطبخ منزله في 31 يناير 1990، وبعد عامين على مقتله أُعلن عن إلقاء القبض على بعض أتباعه بتهمة ارتكابهم جريمة قتله.

 

ساسة بوست