العلماء يحاولون اختراق الأرض منذ 60 عامًا.. هل ينجحون هذه المرة؟

120615_1011_4

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري- أحد أبرز التحديات التي تواجه علماء الجيولوجيا هي محاولتهم لاختراق وشاح الأرض. كثير من العلماء على مدى أكثر من 60 عامًا حاولوا أن يقوموا بهذا الأمر لكن بلا فائدة. في 1 ديسمبر الماضي انطلقت سفينة الحفر “جويدس ريزوليوشن” من العاصمة السيرلانكية كولومبو باتجاه موقع محدد في جنوب غرب المحيط الهندي تعرف باسم “ضفة أطلانطس”. وسوف تقوم السفينة ببدء عمليات الحفر في المنطقة بسمك 1,5 كيلومتر.

إذا سار الأمر على ما يرام فإن بعثات أخرى ستأتي لاستكمال الحفر حتى الوصول إلى وشاح الأرض العلوي.

تنقسم الأرض جيولوجيًا إلى 3 طبقات، هي بالترتيب من الخارج إلى الداخل؛ القشرة والوشاح واللب. القشرة الأرضية، وهي الجزء الصلب الذي نعيش عليه ولا نرى إلا جزءًا ضئيلًا منه لأنها مغطاة في كثير من أجزائها برواسب. يتراوح سمك قشرة الأرض ما بين 30 – 60  كيلومترًا تحت الكتل القارية، بينما يمتد لحوالي 6 كيلومترات أسفل المحيطات. قشرة الأرض تتكون من طبقتين، الأولى هي الطبقة الخارجية الرقيقة والتي تتكون من الصخور الرسوبية مثل الحجر الجيري والطين والحجر الرملي. الطبقة الثانية وهي التي تكون معظم طبقة القشرة، تتكون من صخور نارية مثل الجرانيت والبازلت.

الطبقة الداخلية للأرض هي اللب أو نواة الأرض. ويشكل اللب الكتلة المركزية للكرة الأرضية، ويبدأ من عمق 2900 كيلومتر وحتى مركز الأرض. لب الأرض يتكون هو الآخر من طبقتين. الطبقة الأولى هي اللب الخارجي والذي يبلغ سمكه 2270 كيلومتر، وهو غني بالفلزات الثقيلة مثل الحديد والنيكل، وتتواجد الصخور فيه في حالة مصهورة. الطبقة الثانية هي اللب المركزي، ويعتقد أنه مكون من كرة مركزية قطرها 1216 كيلومترًا، وتتكون أيضًا من كرة من النيكل والحديد، لكن الصخور بها توجد في صورة صلبة.

قال عالم الجيوفيزياء في معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات، بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، هنري ديك؛ في تصريحات صحفية أن الوصول لهذه الحدود العميقة للأرض هو أحد المساعي الكبرى التي يسعى لها العلم خلال القرن الحادي والعشرين. بعض العلماء يشبه إمكانية الوصول إلى طبقة موهو وأخذ عينات للصخور منها، بإطلاق المكوك الفضائي أبوللو إلى القمر والعودة بعينات جيولوجية منه. لكن المشكلة هنا أن الوصول لهذا العمق أكثر صعوبة بكثير من وصولنا إلى سطح القمر!

ديك هو أيضًا قائد الحملة التي خرجت من العاصمة السريلانكية، والتي تحمل اسم “مشروع سلومو”، والذي يأمل في الوصول بالحفر إلى عمق كيلومتر ونصف في القشرة الأرضية عند ضفة أطلانطس. وفي حالة النجاح في الأمر فإنه سيعود لاحقًا برفقة سفينة يابانية أكثر تطورًا يمكنها الوصول لعمق 5 كيلومترات أو أكثر لتصل إلى طبقة موهو.

ديك كان قد نجح سابقًا في الوصول إلى عمق 1,5 كيلومتر وذلك عندما قاد بعثة إلى ضفة أطلانطس عام 1997 في محاولة للوصول إلى طبقة موهو، لكن الحفر تعطل بسبب الرياح الشديدة التي تسببت في فصل أنبوب الحفر داخل الحفرة. ويذكر أن أقصى عمق للحفر تمكن الإنسان من الوصول له كان عمق كيلومتريْن فقط وهي ثلث المسافة تقريبًا للوصول إلى طبقة موهو.

ويبني العلماء الكثير من الآمال على هذا المشروع في الإجابة على أسئلة عميقة تتعلق بكوكبنا، مثل كيف تتصاعد الصخور المنصهرة من باطن الأرض ثم تبرد لتشكل قشرة جديدة للمحيط.

وكالات