الصحة : ندرس تشريح الشهداء لاثبات جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني

شهداء-فلسطين (1)

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

قال مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة عبد الرحيم سويسة إن الجهات القضائية طلبت من الوزارة العمل على تشريح جثامين الشهداء لتوفير أدلة تدين الاحتلال أمام المحاكم الدولية.

وأضاف سويسة :عندما نسعى لمحاكمة الاحتلال على جرائمه فإن هذا يتطلب تحضير أدلة تقنع القضاة الدوليين، لأن الطرف الآخر لا ينقصه الخبراء والقانونيون والإعلاميون".

وبين أن "بعض الشهداء بحاجة إلى توثيق إصابتهم وأن يدلي الطبيب الشرعي بشهادته لتوثيق الجريمة، وهذا لا يتم إلا بتشريح الجثمان".وأوضح أن إدانة الاحتلال تحتاج إلى أن نسد عليه كل المنافذ حتى لا يجد ثغرة للإفلات، فالشك دائما في صالح المتهم، ولا يقطع الشك إلا بتشريح الجثمان.

ونوه سويسة إلى أن هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا للفلسطينيين، ويضع المسؤولين بين المطرقة والسندان، بين الرغبة في إدانة الاحتلال على جرائمه، والضغط النفسي والعاطفي لذوي الشهداء.

واعتبر أن هذه القضية تمثل قضية رأي عام، والوزارة تدرس هذا الأمر حاليا لتقرر ماذا تريد أن تفعل بعد، مضيفا: "القانونيون قالوا لنا إن كسب هذه القضية يحتاج إلى التشريح".

التهرب من المسؤولية

وكمثال على تهرب الاحتلال من مسؤوليته عن قتل الفلسطينيين، قال سويسة: "في بعض الحالات ادعى الجنود أنهم أطلقوا الرصاص في الهواء، لكننا وجدنا أنهم أطلقوا الرصاص على الهواء الموجود داخل الرئتين!".

وأضاف: "نريد مثلا أن نثبت أن الوفاة ناتجة عن تفجّر الرئة، ونوثق ذلك بالصور كي تكون معتمدة لدى القضاء".ورحب بقرار الحكومة وضع دوريات حراسة حول المستشفيات، بعد تكرار حوادث اختطاف جرحى على يد قوات المستعربين.

وقال سويسة إن الاحتلال اجتاز كل الخطوط الحمراء في تعديه على المستشفيات والطواقم الطبية، وهو لا يمتثل للقوانين والشرائع الدولية.وطالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني لأنه ليس لديه عناصر القوة الكافية للجم هذا الاحتلال، ولأن قوة الردع الفلسطينية محدودة.

وأضاف: "نحن شعب أعزل ومحاصر، فالطفل غير آمن في روضته، والطالب غير آمن في جامعته، والمريض غير آمن في المستشفى، والصحفي غير آمن في ميدان العمل".

ولفت إلى أن الاحتلال استهدف الكوادر الطبية في المستشفيات وسيارات الإسعاف والمسعفين، كما اختطف الجرحى من المستشفيات وسيارات الإسعاف، كما حصل في مستشفى العربي التخصصي بنابلس والمستشفى الأهلي بالخليل ومستشفى المقاصد بالقدس.

كما اعتدى على سيارة إسعاف، وهي في طريقها إلى مستشفى سلفيت وكان بها ممرض وطبيب وفني تخدير، وتفجرت إطاراتها مما حال دون وصول الكوادر الطبية للمستشفى.

وذكر أن المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 تنص على: "لا يجوز باي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للمرضى والجرحى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".

كما أن المادة 21 من نفس الاتفاقية تنص على: "يجب احترام وحماية عمليات نقل الجرحى والمرضى والمدنيين والعجزة والنساء النفاس".وقال إن الأطباء الفلسطينيين كشفوا زيف الخداع الذي يمارسه الاحتلال بحديثه عن استخدام رصاص مطاطي، وبينوا للعالم أنه رصاص معدني مغلف بالمطاط، وهو رصاص قاتل، وتسبب باقتلاع عين طبيب بالخليل، وأصاب مواطنا آخر في رام الله بجراح خطيرة في المخ.

وأشار سويسة إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في الوقت الذي يطلق فيه الصليب الأحمر الدولي برنامجا توعويا بعنوان "الرعاية الصحية في خطر" لتوعية العالم حول هذا الخطر، وهذا الأمر ماثل للعيان أمام العالم.وقال: "نحن ضحايا إرهاب الدولة الإسرائيلي، وكل ما نطلبه هو أن تُراعى القوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين الأعداء".

جاهزية عالية

على صعيد آخر، أكد سويسة على الجاهزية العالية لدى المستشفيات الحكومية للتعامل مع الأحداث الجارية، وأن وضع هذه المستشفيات يبعث على الرضى.

وقال: "استقبلنا الغالبية العظمى من الجرحى في مستشفياتنا، خاصة مستشفيات رام الله والخليل ورفيديا، وفي بعض الأحيان استقبل أحد المستشفيات 79 جريحا خلال ساعتين".

وأوضح أن مستشفيات وزارة الصحة استقبلت أكثر من 8500 جريح منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر، كما قدمت الطواقم الطبية العلاج الميداني لأكثر من 1000 جريح، فيما تم تحويل عدد من الحالات القليلة للمستشفيات الأهلية والخاصة.

وقال إن المستشفيات الحكومية تعاملت مع أكثر من 100 إصابة قاتلة وأنقذتها، ومنها إصابات الشريان أو الوريد الرئيسي للجسم أو إصابات أعضاء حيوية مختلفة.

وأشار إلى أنه لم يتم تحويل أي جريح إلى خارج فلسطين، وبعض الجرحى جرى تحويلهم لمستشفيات فلسطينية مثل المقاصد والنجاح.واعتبر سويسة أن تحويل بعض الحالات للمستشفيات الخاصة والأهلية لا يعيب المستشفيات الحكومية، وقال: "علاقتنا مع المستشفيات الخاصة والأهلية هي علاقة شراكة وتكامل".

وأضاف: "بعض الخدمات لا نحاول توفيرها لأنها متوفرة في القطاع الخاص وليس هناك داع للازدواجية وإهدار المال وتفتيت الجهد، ففي نابلس لا يوجد لدى المستشفيات الحكومية جهاز MRI لأنه يوجد جهازان في المراكز الخاصة، ونابلس يكفيها جهازان فقط، ومرضانا نحولهم لهذه المراكز حيث تشتري منهم الحدمة ".

وحول كفاءة الطواقم الطبية العاملة بمستشفيات وزارة الصحة، أكد سويسة أن الكوادر الطبية الفلسطينية أصبح لديها خبرة عالية في عمل الطوارئ نتيجة الاعتداءات المستمرة من الاحتلال.

وقال: "بعد انتفاضتين كبيرتين خاضهما شعبنا، أبدع أطباء وممرضو فلسطين في إسعاف الجرحى".ولفت إلى أن إدارة الطوارئ في الوزارة كانت في وقت سابق قد طلبت من أحد المراكز الطبية المشهورة عالميا تقديم المشورة في وضع خطة طوارئ للمستشفيات، فكان ردهم أنهم على استعداد لتقديم أي مشورة، ولكنهم يعتقدون أنهم بحاجة لاستشارة أطباء فلسطين بهذا الصدد نظرا لخبرتهم.

وأكد أن الوزارة لديها القدرة على التعامل مع حالات الطوارئ ولا تواجه أي مشكلة على الصعيد الإداري أو الكادر.أما بالنسبة للتوريدات الطبية التي تحتاجها المستشفيات وأقسام الطوارئ، ذكر سويسة أن الوزارة استشعرت الحاجة لها منذ البداية، وشكل الوزير خلية أزمة برئاسته لمتابعة الموضوع على مدار الساعة.

وأضاف: "طلبنا كميات إضافية من الأدوية والمستهلكات الطبية وأمنّاها في بداية الأحداث، ونحن الآن بصدد طلب كميات جديدة تحسبا لأي طارئ".أعرب سويسة عن اعتقاده بأن مستشفيات وزارة الصحة لغاية الآن عند حسن ثقة شعبها بها، وتقدم خدماتها بشكل مميز، وأن طواقمه العاملة وكوادرها الطبية والتمريضية والخدمات الطبية المساندة يبدعون في عملهم.

 

نقلا عن صفا