الأربعاء 11 نوفمبر 2015 12:28 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري | وفا :
في تاريخ الشعوب هناك قادة ورؤساء طبعوا في ذاكرة شعوبهم صورا لا تمحى عبر الزمن، فجميع العالم يتذكر صور الثائر الارجنتيني تشي جيفارا ومواقفه خلال الثورة الكوبية التي خاضها مقاتلو فيديل كاسترو ضد الديكتاتور لفولجنسيو باتيستا. أما في حياة الشعب الفلسطيني فهناك صور عديدة تركتها مواقف الراحل ياسر عرفات \"أبو عمار\" في ذاكرة شعبه للحظات لا تنسى على مر الزمان.
وفي هذا تحل اليوم تحل ذكرى رحيل الثائر الفلسطيني ياسر عرفات.من تلك المواقف التي لن تمحى من تاريخ الشعب الفلسطيني هو وقوف الراحل أبو عمار أمام الجمعية العمومية في الامم المتحدة عام 1974 وخاطب العالم أجمع، وقال \"أتيت اليكم بغصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي الاخرى فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي\".
وفي عام 1988 وقف أبو عمار في قاعة قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية وأعلن قيام دولة فلسطين، وظهر في احدى الصور ممسكا بيد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.ويظهر أبو عمار في احدى الصور وهو متمدد داخل كهف بجانبه بندقيته، والتي تشير التسجيلات التاريخية ان هذه الصورة تعود للراحل أبو عمار داخل احدى الكهوف الاردنية خلال فترة الكفاح المسلح لحركة التحرير الفلسطينية في الستينيات.
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية ازدادت الهجمة على الرئيس الراحل أبو عمار من قبل المؤسسة العسكرية والسياسية الاسرائيليتين، مما ادى الى تعزيز الصورة الاسطورية له في نفوس وعقول أبناء الشعب الفلسطيني من خلال خطاباته وخروجه على الاعلام ومواقفه الثابتة.فقد اظهرت صور التقطت له أثناء الحصار على المقاطعة عام 2002 وهو يضيء مصباحا صغيرا ويمسك قلمه ويدون مذكراته. فقد أظهرت أحدى مقابلاته مع فضائية الجديد في العام 2003 وهو يرد على المذيعة بغضب عندما سألته \"هل نسقتم للانتفاضه خلال محادثات اوسلو السرية؟ ... فأجابها هل تعتقدين بأن الشعب الفلسطيني لا يوجد لديه قيادة، عندها صرخ في وجهها استيقظي فأنت تكلمين قائد الشعب الفلسطيني أستيقظي وأنظري الى الشعب كيف أنتفض بعد سماع خبر أبعادي\".
وفي مقابلة اخرى بدى أبو عمار منزعجاً وهو يحمل صورة لتمثال السيدة مريم في كنسية المهد بعد أن تم اقتحامها من قبل قوات الاحتلال مستاءً من الصمت الدولي ازاء هذه الجرائم بحق ما اسموها بالارض المقدسة، الا انهم لم يصمتوا للحظة عندما مست حركة طالبان تمثال بوذا في الباكستان.
وفي احدى زياراته لمصابي الانتفاضه أظهرت مقاطع الفيديو والصور أبو عمار وهو يتحدث الى احدى المصابين قبل أن ينحني ويقبل قدميه اللتان بترتا نتيجة أصابته من قبل قوات الاحتلال.لكن مهما بلغ الحصار الممارس على الراحل أبو عمار اشده لم يمنعه من التواصل مع من يحب من أبناء شعبه حتى وان كانوا قاده لفصائل فلسطينية أخرى فقد ظهرت صور عدة وهو يصافح الشهيد أبو علي مصطفى وصور أخرى له وهو يقبل الشهيد الشيخ أحمد ياسين عند لقائمها في غزة عام 1997.
ويذكر الحارس الشخصي لأبو عمار محمد أبو ديه مواقف عدة خلال مقابلة صحفية معه \"ففي أحدى المرات واثناء حصاره داخل المقاطعة أحتاج لكسرة من الخبز ليتناول دوائه، فصعد الى المطبخ عند الساعة الرابعة فجرا وتبعناه وقتها وبحثنا معه عن كسرة من الخبز حتى وجد واحدة يابسة فقام ببلها بالماء وتناولها\".
\"كان يقبل الجريح من أجريه المقطوعه وينزل على اجريه ويحكيلو هذا شرف على جبيبني هذا هو أبو عمار \" يقول الديه.في هذه الأيام، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصور الرئيس الراحل. وكثيرون من الفلسطينيين وغيرهم نشروا صورا تربطهم بالزعيم.قال انور حمام وهو من الذين عايشوا الرئيس الراحل في تونس وبعد العودة الى ارض الوطن\" حين تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بصور ياسر عرفات، فهذا يؤشر لحجم الحنين للقائد الذي شغل الدنيا والبلاد والعباد.واضاف \"ياسر عرفات يعني هوية نضالية ورمزية وطنية وخط سياسي واجتماعي ومشروع وطني تحريري. الحنين لياسر عرفات هو جزء من الوفاء والانتماء، وتأكيد أننا لا زلنا في مدرسة عرفات ولم نفقد البوصلة\".