وعدوني يركبولي رجل اصطناعية ﻷرجع أسابق كل أولاد صفي بالمدرسة.. أنا كنت أسرع واحد فيهم ودائما أفوز بالسباق»، هذه الكلمات قالها الطفل الفلسطيني محمد صيام بعد أن وعُد بتركيب طرف صناعي بديلاً من رجله التي فقدها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة مع 12 من عائلته. لكن أحلام محمد ومن تبقى من عائلته على قيد الحياة، باتت أبسط من ذلك بكثير، فمحمد استشهد بأحد المستشفيات التركية بمدينة اسطنبول، وباتت روحه تتمنى فقط أن يسجى جثمانه الصغير على أرض غزة وبجانب أفراد عائلته. وذكرت مصادر اعلامية أن جثمان الشهيد وصلت الى قطاع غزة، ودفن في مقابرها، بعد أن بقي جثمانة ما يقارب أسبوع في ثلاجات الموتى في المستشفى التركي الذي كان يتلقى فيه العلاج، بسبب استمرار اغلاق معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، ورفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال جثمانه عبر معبر «إيرز» الحدودي مع قطاع غزة. واغلقت السلطات المصرية معبر رفح بشكل كامل منذ أكثر من شهر، بعد مقتل وإصابة عشرات الجنود المصريين في هجمات لجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، وكان الإغلاق تسبب في تكدس آلاف العالقين في الأراضي المصرية ودول العالم، بالإضافة إلى حاجة عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة للسفر لأسباب طارئة أبرزها العلاج بالخارج والتعليم.
ومحمد 14 سنة، كان الناجي الوحيد من أفراد أسرته الذين استشهدوا جميعاً بمن فيهم والده ووالدته وجميع إخوانه في قصف نفذته الطائرات الحربية الإسرائيلية على منزل عائلته خلال العدوان الأخيرة على قطاع غزة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وقبل وصوله لتركيا لاستكمال العلاج، نقل محمد إلى أحد مستشفيات مدينةالقدس حيث جرى بتر إحدى ساقيه، ودفنها في مدينة القدس، بالإضافة إلى أنه كان يعاني من مشاكل كبيرة في جهازه التنفسي والرئتين. وعمل الأطباء خلال فترة وجوده في تركيا على البدء في عملية تركيب الأطراف الصناعية لمحمد، حيث لاقت صورة لمحمد وهو يحمل لوحة رقمية عليها صورة عداء بأطراف صناعية رواجاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي فيفلسطين والعالم العربي بشكل عام. وتمتد المأساة لتطال «أبو ميسرة» جد محمد والذي رافقه لمدة 4 شهور خلال فترة علاجه في تركيا، فهو يعيش وضعا نفسيا صعبا بعد فقد رفيقه الوحيد طوال الفترة الماضية، وعجزه عن فعل شيء من أجل إيصال جثمان حفيده إلى غزة. واستشهد خلال الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة قرابة 2174 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين، كما دمرت عشرات آلاف المنازل والشقق السكنية والمصانع والمرافق، وكان من بين الشهداء عدد كبير من العائلات، حيث قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن عشرات الأسر الفلسطينية شطبت من السجل المدني بعد استشهاد جميع أفرادها.