دراسة " شروط تعجيزية في الدول العربية للزواج ...لبنان ..القروض أولا
الإثنين 21 سبتمبر 2015 04:44 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله | منوعات :
يعرف المهر أو الصداق بأنه \"ما يلتزم الرجل بدفعه للمرأة لملك عصمتها\" وهو حق للمرأة فرضه الدين.لكن المعضلة تكمن في أن الشرع الإسلامي لم يحدد قدراً محدداً للمهر، ما فتح الباب أمام الاجتهادات الشخصية. وبينما يصلح بأن يكون المهر خاتماً من حديد مثلاً، إلا أنه يصار إلى طلب المستحيل حالياً. تختلف المهور من مجمتع إلى آخر، فهناك من يشترط بأن يكون المهر مبلغاً مالياً، بينما تشترط مجتمعات أخرى تسجيل ممتلكات يملكها الزوج باسم العروس.
ولأن المبالغ المطلوبة تسير في خط تصاعدي، خصوصاً في دول الخليج العربي، فإن الجدل يثار بشكل دائم حولها، وحول ارتباطه بتأخر سن الزواج وارتفاع مستويات العنوسة. أمر دفع بالحكومات إلى التدخل، على غرار ما حدث في السعودية والإمارات. أي عربي يتزوج فهو يدخل قفصه الذهبي وهو مدين للبنوك بآلاف الدولارات؛ بسبب تكاليف الزفاف، ما دفع بهؤلاء إلى إطلاق حملة «خلوها تعنس» والتي خلقت تضامناً عربياً ذكورياً، مقابل حرب نسائية شعواء.
مهور خيالية في السعودية والحكومة تتدخل
بدأت جهات رسمية سعودية تحركات جادة؛ لحل أزمة تأخر الشباب في الزواج، خصوصاً أن نسبة العنوسة وصلت إلى معدلات قياسية بمليوني امرأة، وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 11.7 %. وستحدد مهور الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد؛ أي الفتيات البكر، بـ50 ألف ريال؛ أي 13 ألف دولار، فيما يكون مهر الفتاة التي سبق لها وتزوجت 30 ألف ريال؛ أي 9.7 ألف دولار.
أمر من المفترض أن يسهل عملية الزواج، خصوصاً أن المهور كانت تصل أحياناً إلى أكثر من 250 ألف ريال؛ أي 66 ألف دولار، ناهيك عن متطلبات حفل الزفاف الذي يتضمن أكثر من حفلة أحياناً، والتي تصل تكلفتها إلى 200 ألف ريال؛ أي 66 ألف دولار.وقد يكون من نصيب العريس تكاليف إضافية في بعض الأحيان، والتي تصل إلى أكثر من 30 ألف دولار، وذلك للإيفاء بالمتطلبات الاسرية والقبلية، وهنا طبعاً لم نذكر المبالغ التي يدفعها لشراء المجوهرات والذهب وتكاليف تأمين المنزل أو الشقة وتأثيثها.. ولا ننسى شهر العسل!
الإمارات.. فيلا لا شقة
كما السعودية، كذلك في الإمارات، فنسبة العنوسة وصلت إلى 75 %، وذلك بسبب المهور والشروط الخيالية. أمر دفع بالسلطات إلى التدخل وتحديد سقفه بـ50 ألف درهم كمقدم ومؤخر، لكن بعض العائلات لا تلتزم بهذا السقف، وتطالب بما تراه مناسباً.. والمناسب هنا يعطي أضعاف هذا المبلغ.وقد تصل المهور إلى 500 ألف درهم، ولا يشمل طبعاً نفقات حفلات الزفاف (150 ألف درهم) والمجوهرات (60 ألف درهم) أي بإجمالي نحو 200 ألف دولار، وجميع ما تطلبه العروس وأهلها، وأحياناً تفضل الفتاة أكثر من حفلة زفاف في أكثر من فندق فخم، كما أنها تفضل الفيلا على الشقة، ما يجعل تسديد كل هذه النفقات مهمة مستحيلة.
الكويت.. المهور وتوابعها
بات الشباب الكويتي يلجأ إلى الزواج بأجنبيات، حال غالبية دول الخليج؛ بسبب ارتفاع المهور وتكاليف الزواج. المهر يرتفع مع المتغيرات التي تطرأ على حال الشباب على ما يبدو، فحين قررت الهيئات المعنية بالكويت زيادة قروض ومساعدات الزواج، زادت معها المهور بشكل متوازٍ! تكاليف الزواج قد تبدأ بمهر يتراوح بين 4000 و10 آلاف دينار، تضاف إليه الهدايا \"الإلزامية\" من عطور عربية وأجنبية وألماس وذهب والملابس على اختلافها، والتي قد يتجاوز سعرها عشرة آلاف دينار أي نحو 35000 دولار.أضف إلى ذلك تكاليف حفل الزفاف والمنزل والتأسيس وشهر العسل، ما يجعل التكاليف الإجمالية تتجاوز بسهولة حاجز الـ40 ألف دينار أي نحو 140 ألف دولار.
مهور قطر مرتبطة بمزاج أهل العروس
تعاني قطر المشكلة نفسها، ونسبة العنوسة في ارتفاع في ظل التكاليف الخيالية. المهور هي وفق مزاج أهل العروس، فوفق إحصائيات رسمية فقد بلغ عدد عقود الزواج لمهور دون عشرة آلاف ريال 92 عقداً، و171 عقداً لمهور تراوحت بين 10 و50 ألف ريال، و237 عقداً لمهور تراوحت بين 51 ألفاً و100 ألف ريال، و37 عقداً لمهور تجاوزت المئة ألف ريال.هذه هي حال المهور في قطر، أما التكاليف الأخرى فهي تبدأ من 100 ألف ريال لصالة الأفراح، وفي حال قررت العروس أنها تريد كامل التجهيزات؛ من زينة وأفضل المأكولات وفرقة موسيقية، فسيقفز الرقم إلى أكثر من 300 ألف ريال، وقد يصل إلى المليون!
مصر.. تكاليف لا تنتهي
تختلف المهور في مصر باختلاف الحالة المادية لعائلة العروس، فيتراوح بين 15 و20 ألف جنيه، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 50 ألفاً أي نحو 6500 دولار، ثم يحين وقت حفلة الخطوبة التي قد تصل تكلفتها إلى 5000 جنيه، أما المجوهرات فيختلف سعرها وفق نوعيتها وكميتها، وقد تصل إلى 20000 جنيه، أما حفل الزفاف فيتراوح بين 15 و35 ألف جنيه.ولعل ما يعمل لصالح المصري هو قدرته على اصطحاب عروسه إلى شهر عسل داخل مصر، وبالتالي يقلل من تكاليف السفر.
القروض أولاً ثم الزواج في لبنان
ارتفعت نسبة العنوسة في لبنان بشكل مخيف خلال الأعوام الماضية؛ إذ بلغت 90 % من الجنسين؛ وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، ناهيك عن أسعار الشقق الخيالية. المهور تختلف باختلاف الأوضاع المادية للعائلات، وقد تبدأ من 10 آلاف دولار وتصل إلى 100 ألف دولار.الزفاف المتواضع جداً تصل تكلفته إلى 10 آلاف دولار، وفي حال كان الخيار حفل زفاف ضخماً، فالرقم سيقفز بشكل دراماتيكي إلى 70 ألف دولار وأكثر. وهذه الأرقام خاصة بالطبقة الوسطى، التي غالباً ما تلجأ للقروض لتسديد نفقات زفافها.
أغنياء المغرب يفضلون المهور الرمزية
الفقراء في المغرب يرضون بالقليل، أما الأغنياء فيحبون البذخ الذي لا حدود له. يبدأ المهر من 3000 درهم أو 5000، وقد يصل إلى 10 آلاف درهم، وهذا الأمر ينطبق على جميع الفئات؛ إذ إن أغلبية الأغنياء يكتفون بمهر رمزي، قد يكون أحياناً قطعتين من الذهب الخاص، يبلغ ثمنهما 2000 درهم، لكن في الوقت عينه سجلت حالات مهور خيالية، بدأت من 4 ملايين ووصلت إلى 100 مليون درهم.
وفي حال قررت العروس أنها تريد حفل زفاف في صالة أفراح، فإن السعر يبدأ من 150 ألف درهم، لكن يمكن التحايل على السعر بتقليص قائمة المدعوين؛ إذ إن السعر المحدد هو 200 درهم عن كل ضيف. أما الأثرياء فلا توجد أرقام محددة مرتبطة بحفلات زفافهم، لكنها في معظم الأحيان تكون أسطورية، ما يعني مبالغ فلكية.
مهور العراق وفق الشائع
المغالاة في المهور رفعت مستويات العنوسة في العراق أيضاً. مشكلة المهور أنها \"وفق الشائع\" فإن دُرج على طلب مبلغ ما، فإن الجميع سيطلبه مهما اختلفت طبقاتهم الاجتماعية. والمفارقة أن المهر يرتفع، لكنه لا ينخفض إطلاقاً. المهور قد تكون 25 مليوناً أو أكثر، أما المجوهرات التي تفضلها العراقية أن تكون من الذهب، فقد يصل سعرها إلى 3 ملايين دينار؛ أي 2600 دولار.صالة متواضعة 2000 دولار، وفي حال أرادت العروس تأمين الطعام للضيوف، فسيضاف إلى الفاتورة 2000 دولار، وطبعاً لا بد من وجود الزهور والموسيقى للرقص والمرح؛ أي 1000 دولار إضافية.