باحثون صغار بغزة يوثقون "جرائم" الحرب الإسرائيلية

موقع رام الله الاخباري - الاناضول : لا تكترث الصغيرة ضحى غسان، بتعثر قدميها عدة مرات وهي تسير فوق ركام بيوت دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية؛ فكل ما تفكر به هو أن توثق بكاميراتها أحداث \"العدوان\" على مدينتها المحاصرة.

وبحذر شديد تسير ضحى ابنة الـ (11 عامًا)، بين أنقاض برج الظافر في مدينة غزة الذي أحالته الطائرات الإسرائيلية إلى حطام، وتدون في دفترها الصغير بعض الملاحظات التي سترفقها في تقارير تجهزها للعرض على جهات دولية، كما تقول.

ويعمل عدد من أطفال غزة الملتحقين بنادي الصحفي الصغير \"مؤسسة فلسطينية غير حكومية\"، على توثيق بعض أحداث الحرب الإسرائيلية على القطاع، لمحاسبة إسرائيل دوليا، حسب ضحى.

وتتابع صاحبة الشعر البني الطويل: \"سأبذل كل ما بوسعي من جهد لأقاضي المحتل على جرائمه ضد أطفال غزة\".

وتضيف: \"لقد استمعت لشهادات حزينة ومؤلمة من أطفال في مثل سني، سأسعى لعرضها على الجهات الحقوقية الدولية. أريد لأطفال غزة أن يأخذوا حقهم من إسرائيل\".

وتطالب \"بتشكيل محكمة دولية خاصة في الانتهاكات التي وقعت على أطفال غزة\".

وبينما انشغلت ضحى بتدوين بعض الملاحظات، تدخلت زميلتها سجى رضوان وقالت لمراسلة وكالة \"الأناضول\": \"وإن كنا صغار السن، فإننا لن نسمح لهذا المحتل بأن يرتكب الجرائم بحقنا، وسنعمل على فضحه وكشفه\".

\"نحن لا نوثق الجرائم فقط، بل نسعى لرسم البسمة على شفاه الأطفال من خلال برامجنا عبر الإذاعات المحلية الفلسطينية، وتقديم الهدايا للأطفال الجرحى والمدمرة بيوتهم والنازحين\"، تكمل سجى.

وتتراوح أعمار فريق توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية الصغير من 7 إلى 15 عام فقط.

من جانبه، تقول نور رضوان (17 عاما) وهي الناطقة الإعلامية باسم طاقم توثيق جرائم الحرب: \"تجولنا خلال الحرب الإسرائيلية في المستشفيات ومراكز الإيواء وعلى بيوت المتضررين، واستمعنا للأطفال ووثقنا شهادات لـ150 جريمة إسرائيلية\".

ولفتت نور إلى أنهم تمكنوا سابقا من عرض بعض القضايا التي وثقوها خلال الحروب الإسرائيلية السابقة على محكمة الجنايات الدولية في جنيف، وأمام بعض المراكز الحقوقية الدولية.

وتمكّن الأطفال الذين يعملون ضمن فريق، نادي الصحفي الصغير، من عمل مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة التي تعرض شهادات حية لأطفال عايشوا الاعتداءات الإسرائيلية ووقعوا ضحية لها.

ونادي الصحفي الصغير مؤسسة غير حكومية، تأسست عام 1997، تهتم بتنمية المواهب الإعلامية لدى الأطفال، والتفريغ النفسي لهم، خاصة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية.

ونظم النادي عدة جولات خارجية لدول عربية وأوروبية، منها بروكسل وفرنسا والبحرين وقطر، اصطحب خلالها عددا من أطفال ضحايا الحروب الإسرائيلية على غزة، لإيصال صوتهم للعالم، حسب رضوان.

وتقول نور إن فريق توثيق جرائم الحرب يريد أن يستثمر إمكانية سفره إلى دول أوروبية وعربية ليعرض ما يوثقه من اعتداءات إسرائيلية.

وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو / تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يوما أسفرت عن مقتل 2154 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين.