غيرها من التقنيات البديلة التي يبحث عنها المواطنون في قطاع غزة كحل مؤقت للإيواء، لجأ المواطن مشرف العر من سكان المنطقة الشرقية في جباليا إلى بناء منزله باستخدام مواد طبيعية من الكركار والرمل بدلا من الاسمنت مستعينا بمهندس فلسطيني اقنعه بها. العر فقد منزله في العام 2009 عندما توغلت الدبابات الإسرائيلية في تلك المنطقة وقامت بهدم البيت كليا ولأن الحصار منذ ذلك الحين لم ينته قرر العر بناء منزل من الطوب باستخدام وسائل طبيعية إلى حين أن يشمله الإعمار. وقال:\"منذ أربع سنوات اسكن في هذا المنزل الذي يحتوى على كافة مواصفات المنزل المبني من الاسمنت\"، مشددا انه ليس بديلا عن منزله المدمر ولكنه مكان مؤقت يقيه برد الشتاء وحر الصيف إلى حين بناء منزله. ويتابع:\"مرت علينا حربين وما زالت انتظر الإعمار\"، معربا عن أمه ان يكون اعمار منزله الذي يقطن فيه اثنا عشر فردا قريبا وليسا في الأفق البعيد.
المهندس عماد الخالدي صاحب فكرة البناء من المواد الطبيعية للتربة أوضح ان حاجة الناس للاعمار في قطاع غزة دفعتهم للتفكير بالبناء بما هو متوفر تحت أيديهم، مبينا أن المتوفر حاليا في القطاع هي التربة الغنية بالمواد الطبيعية حيث أمكن استخراج الكركار والرمل التي تستخدم في إطار الخصائص الهندسية لإنتاج الطوب. وقال الخالدي :\"مع اشتداد الحصار قمنا بالتوجه لايجاد بدائل بما هو متوفر تحت ايدينا في اطار حاجتنا للأعمار، مشددا ان هذه التقنيات البديلة في الاعمار اثبتت جودته. وبين الخالدي انه تم تطوير التقنية لإنتاج الطوب بدون استخدام أي ذرة اسمنت، داعيا للاستفادة من المنتجات الطبيعية المتوفرة من اجل إيواء الناس وليس من اجل الإعمار.
وبين الخالدي أن بناء هذه المنازل من طوب \"الكركار والرمل\" قوية وتعيش لمئات السنين استخدمت قديما في الهندسة المعمارية مبينا انه يقومون بتطوير أساليب البناء من خلال تدريب الأيدي العاملة على هذه الأساليب. وتبقى هذه التقنيات التي تقوم على البناء من خلال المواد الطبيعية او البيوت الخشبية التي لاقت رواجا في غزة وسائل بديلة لإيواء المشردين من بيوتهم المهدمة حلا مؤقت لا يغني عن إعادة ما دمرته قوات الاحتلال في حربها الأخيرة على قطاع غزة او الحروب السابقة.