صراع القوى داخل أروقة مؤسسات دولة الإحتلال خرجت هذه المرة إلى الإعلام وبشكل فج، فما كان يدور خلف الكواليس من تنافس وصراعات بين إستخبارات الجيش وبين جهاز الشاباك طفى اليوم على السطح، ووصل الحد بتبادل التهم وتحميل مسئوليات الفشل كل منهما للآخر على وسائل الإعلام العبرية التي كانت حريصة دائما على الرقابة العسكرية والأمنية لكل ما يخرج على شاشاتها أو صحفها وإذاعاتها. الشاباك وفي تقرير صحفي لإحدى مذيعات القناة الصهيونية الثانية والذي تم التركيز فيه على شخصية قائد القسام محمد ضيف ومحاولات اغتياله، قال في ختام التقرير أنه قام بإبلاغ الجيش عن نية المقاومة الفلسطينية تنفيذ عملية كبيرة في شهر تموز تضرب بها مستوطنات غلاف غزة وتسيطر على بعضها وتأسر عدد كبير من الجنود. هذا التصريح الذي تم الإدلاء به وضع الجيش في قفص الإتهام بعدم تحركه على هذه المعلومات، فخرج أحد الناطقين باسمه في نفس الفيديو ونفى أن يكون الشاباك قد تحدث لهم عن أي معلومة بهذا الشكل، وتواجه الطرفين بموجة من تبادل الإتهامات بينهما حتى حدثت الفضيحة. الفضيحة هنا في تراجع الشاباك عن تصريحه، ليظهر بشكل واضح مدى ضعف نتنياهو الذي يتبع له هذا الجهاز بمقابل قوة استخبارات الجيش والضغط التي تم ممارسته ليسحب الشاباك تصريحاته بخصوص المعلومات عن عملية مرتقبة للمقاومة في شهر تموز. هذه الحالة من الضعف أثرت بشكل كبير على معنويات ضباط الشاباك، وشعورهم بالإهانة جراء هذا التردد والضعف الذي بدا واضحا هذه المرة عبر وسائل الإعلام، ليضعهم في خضم تساؤلات داخلية، عن أسباب خروج هذا التصريح للإعلام وكيف تم التراجع عنه بهذه السهولة التي أثرت على مصداقية الشاباك التي بدأت تتراجع مؤخرا وبشكل ملحوظ.