مشاهير يكرّمون جنوداً إسرائيليين خاضوا حرب غزة

أُلصِق بعشاء ضمّ مشاهير يكرّمون جنوداً إسرائيليين خاضوا حرب غزة وصف \"الخيري\"، والنتيجة 33.5 مليون دولار لدعم \"جيش الدفاع\". تحدث في هوليوود العجائب. لا يُخفَى الولاء الغربي لإسرائيل وإن توحّشت قتلاً وانتهاكاً واستيطاناً. في كلّ مرة يهبّ \"نجومٌ\" معشوقون عند العرب لإعلان تأييد إسرائيل، غير آبهين بجمهورٍ يعيش معها صراعاً. مرًّ عابراً خبرٌ يقول إنّ 1200 مدعو، بينهم مشاهير شاركوا في عشاء لتكريم الجيش الإسرائيلي على انجازات الحرب الأخيرة. أسماء تُقابَل بفرط الاعجاب: أرنولد شوارزنيجر، سيلفستر ستالون، باميلا أندرسون، بربارة سترايسند... شربت نخب موت نحو 2000 فلسطيني. للمشاهير مواقفهم من القضايا والمصير والإنسان. سيبدو مُكرراً طرحٌ يتناول حرية الفنان في الوقوف مع طرف. ليست إسرائيل عدواً للغرب، ولا تشكّل ممارساتها تهديداً وجودياً له، أقله في الظاهر. تحرّكاتٌ غربية تناهض كراهية إسرائيل للفلسطينين وصبّ الحقد عليهم مدنيين وعساكر، أطفالاً ونساء وكهولاً. التضامن مع شعبٍ يُقتلَع موقفٌ إنساني، أكانت فلسطين أم بلدان القهر الأخرى. مقابل رفع الصوت ضد البطش، وبدء اعترافٍ محدودٍ بالدولة الفلسطينية، يُنظَّم \"عشاء خيري\" يكرّم جنود الحرب الإسرائيليين ويغدقهم مالاً. ليس التصرّف طارئاً، إذ طالما وَفَد مغنّون الى إسرائيل يحييون الحفلات، وآخرون يجولون في أرجائها استجماماً وسياحة. ومنهم لا يكتفي بها وحدها، فيجول في أوطان العرب وينال الترحيب والتصفيق، ثم يخصّ إسرائيل بحفلٍ يحرّض جمعيات المقاطعة على التصعيد والتهويل والتخوين. قلّما ينتج عن نشاطات تُفرح إسرائيل عتابٌ طويل الأمد. فورةٌ عفوية تُنسى مع الوقت. مكان الفنان في القلب مهما أغرّ به الأعداء. النقاش أخلاقي قديم، صودفت صلته بالسياسة والفن. ثمة مَن يرون سيلفستر ستالون رامبو عن حق. يرفعونه من مرتبة العاديين الى مَن هم فوق الزلات. كلما اندلعت حربٌ في غزة، ظهرت على الملأ فظاعة قتل البشر وتدمير الوطن. لا تهزّ الوحشية رامبو، ولا تدفعه الى موقف بطولي نقدي عنوانه \"لا للقتل\". يؤخَذ بعض العرب بجسد باميلا أندرسون، ولمجرّد ذكرها ينشرح الصدر، وحين سألها مراسل الـ\"جيروزاليم بوست\" شعوراً تجاه إسرائيل على هامش \"العشاء الخيري\"، أفاضت في المديح: \"إسرائيل ساحرة. هي واحدة من الأماكن المفضلة لدي. إنها تحتوي على مزيج جميل بين القديم والجديد والفن والموسيقى والحرية. شعب إسرائيل مثير للاهتمام ولطيف جداً. تستطيع أن ترى لديه حساسية كبيرة حيال مِحن العالم. إسرائيل مكانٌ ينبغي للجميع أن يجرّبه\". لعلّ أندرسون لم تطلع على المشهد الآخر. وصلها أنّ إسرائيل خاضت حرباً مع غزة، ولم يصلها أنها هدّمت البيوت فوق رؤوس صغارٍ يرتعدون. لربما درَت ولم تكترث كون الجدل سيبقى قائماً حيال مفهومي الجلاد والضحية. الإنسانية الى فناء. لا أحزان على مَن ماتوا في اعتبار أنهم فلسطينيون. التبرعات لإعادة إعمار غزة هزلية، بعضها ينطوي على مقابلٍ في السياسة والأمن والاقتصاد. ليس المراد خِصام مَن يوالون الطرف المعادي لا سيما إن هم من أهل الفن. ولا الانزلاق العشوائي الى منطق أعمى يفرض صبّ الجميع في خانة واحدة والتفنن في عبارات الاحتقار. شأن موقفٍ أخلاقي أن يهذّب الارتماء المضحك تحت أقدام فناني الغرب وفناناته لشعورٍ قاسٍ بالدونية. نحبّ الفنان لفنّه، والفن أرقى من الحماسة، شريطة عدم الإطاحة بالإنسان. هنا الإنسان للذل فحسب، والذبح.