الشجاعية تتذكر مجزرتها والذكريات التي لا تزال تطارد ساكنيها الذين نجو منها
الإثنين 20 يوليو 2015 06:07 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري :
وضعت الحرب أوزارها وتركت خلفها قصص وذكريات تحكي الكثير من المعاناة، فكل بيت فقد له عزيز ولم يبقي له سوا ذكريات مؤلمة تنتهي بتنهيدة حزن.وتتوالى أشد الذكريات حزناً التى تسرد بعضها البعض في 20/7 يوم المجزرة والمذبحة والإبادة الجماعية، اليوم الذي لا يعرف له رحمة، لأنه لم يترك بيت إلا و فقد له طفل أو جرح أو دمر بيته.
القصف العشوائي
في هذا اليوم تم القصف بشكل عنيف من طائرات ومدافع الاحتلال، ولم تميز بين طفل وأمه وكبير سن، لم تكن المجزرة فقط قتل مدنين دون استثناء، بل وقصفت البيوت بشكل عنيف خالية ومليئة بالسكان دون انذار مسبق.
وتتواري الذكريات في هذا اليوم وحملت في طياتها الكثير من الأسى فكل من تحدث عنها دمعت عيناه لبشاعة ما وقع ولكثرة الدماء و الأشلاء ومن شدة اجرامية الاحتلال لم تسمح بانتشال جثمان الشهداء من الشوارع ومن تحت الأنقاض وأنه ذهب ضحيتها أكثر من 72 شهيد و350 جريح.
ذكريات عائلة حبيب
روت لنا \"ياسمين حبيب\" وبصوت حزين منخفض ما جري معها في يوم المجزرة قائلةَ: \"استهدف زوجي وعمى على تكتك واستشهد عمي و أصيب زوجي بجراح خطيرة ونام في مستشفي الشفاء في العناية المركزية 18 يوم\".
وتتابع قولها: \"استشهد صباح يوم المجزرة سلافي فريد و فادى حبيب وهدم بيتي\"، مضيفةً أنّ أمها أيضاً استشهدت من بعد المجزرة، واخفضت صوتها معبرة بكلمتين \"لقد عانيت كثيرا في الحرب\"، وأنهت حديثها بدمعة حملت ما بداخلها من معاناة.
ذكريات مجزرة الحلو
وتروي الحاجة \"سارة الحلو\" (77 عاماً) ما حدث وعيناها تدمع وصوتها يرتجف بالكاد تخرج الحروف، حيث أنّها الوحيدة التي نجت من بين 11 شخص في مجزرة عائلة الحلو، قائلةً: \"إن أولادى وزوجاتهم وأولادهم كلهم راحوا، ما ضل حدا منهم، 11 شخص راحوا وانطبقت عليهم الدار\".
وكررت الحلو العبارة بكل حزن، حيث امتلئ جفنها بالدموع وسقطت تحكي حكاية ما يدور داخلها، وتدخلت بالحوار أحد النساء وبدأت تعدد أسماء الشهداء وأعمارهم وأنهوا حديثهم \"ربي لا يعيد هديك الأيام\".
كبار السن ضحية المجزرة
نمر محمد الشمالي (39 عاماً) تحدث عن أصعب أيامه منذ ولدته أمه، ولحظة قصف منزل والديه بمن فيه وعدم مقدرتهم على الخروج من البيت بسبب القصف العنيف والضرب غير العشوائي، وبدون انذار قصف منزلهم وذهب ضحيتها الحاج محمد صالح الشمالي (60 عاماً) والحاجة حمدية الشمالي (55 عاماً) وأخويه عصام وعرفات الشمالي، وأثناء حديثه أخفض رأسه عندما تذكر أنّهم لم يجدوا جثة لوالديه، وذبلت عيناه حزناً وقال: \"هذا اليوم لن أنساه أبداً و كأنه صار امبارح\".
هذه بعص قصص المعاناة التي حدثت في يوم مجرزة حي الشجاعية التي تصادف اليوم الموافق 20/7، ولعظم هذه الجريمة \"الإسرائيلية\" ظهرت ملامح الحزن الشديد على وجوه شاهدي هذه المجزرة، ورددوا جميعاً: \"لقد عادت لنا ذكريات مؤلمة، لأنّه من الصعب فقدان الأب والأخ والزوج في طرفة عين\".