يستدرج ضباط الاستخبارات الصهيونية العشرات من سكان القطاع للتعاون معه وتزويدها بمعلومات عن الفصائل، مقابل إغراءات مالية. يعود السجين محمود الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد في أحد السجون في غزة لإدانته بالتعاون مع العدو الصهيوني بذاكرته لليوم الذي تم فيه تجنيده من خلال استغلال ضابط الاستخبارات الصهيوني لحاجته للمال لإتمام زواجه. محمود (24 عاما) هو واحد من عشرات الغزيين الذين استدرجتهم الاستخبارات الصهيونية للتعاون معها مقابل مئات الشواقل أحيانا (200 الى 300 شيكل) لتزويدها بمعلومات عن فصائل \"المقاومة\" وأبرزها \"كتائب القسام\" الجناح العسكري لحركة حماس. ويسترجع محمود وهو قابع في احد زاويا سجن غزة للتأهيل والإصلاح ذلك اليوم قائلا \"كنت امشي بالقرب من الحدود مع الكيان الصهيوني في شمال القطاع بالقرب من بيتي فضبطت من قوة خاصة صهيونية للتحقيق\". ويتابع \"سألني الضابط عن سبب وجودي بالقرب من الحدود فأخبرته أني مستاء لان زواجي بعد شهر ولا املك المال، فقال لي اعمل معنا ونحن سنعطيك المال\". ويضيف الشاب وهو ينظر للأرض \"ابتزني الضابط بالمال...أعطاني ألف شيكل وشريحة اورانج إسرائيلية (هاتف نقال) وقالي لي لا تقلق، نسألك بعض الأسئلة وتجاوبنا عليها وكل مرة سنعطيك نفس المبلغ وسنساعدك في تكاليف زواجك\". وبتنهيدة عميقة يضيف \"وافقت\". ويتابع \"اتصل بي الضابط بعد شهر من زواجي، حسب الاتفاق، وقال لي بدأ وقت الشغل الآن، وطلب مني أن أراقب اثنين من جيراني يعملان في كتائب القسام\". ويقول مبررا خطوته \"كنت أحاول أن اكذب عليه لكنه كان يعلم كل شيء ويكشفني دائما\"، وواصل محمود التعاون مع الضابط قرابة عام كما يقول، وذلك قبل أن تعتقله الأجهزة الأمنية في العام 2008. ويروي الشاب الذي لم يكن يتوقع كشف أمره، لكن تم إلقاء القبض علي في كمين من قبل الحكومة بغزة.