الهبوط الناجح لمسبار فيلاي على سطح مذنب - أو نيزك- إنجاز كبير نعم، ولكنه يطرح سؤالا حول جدية دول العالم المتقدم في ما يخص الفضاء.... فنحن حين نستعيد أجواء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي نلاحظ أن السباق كان محموما، والحديث كان عن غزو الفضاء والاستيطان فيه..... بينما اليوم نشعر أن الدول المتقدمة منشغلة أكثر بمساعي مراقبة الكون عن مساعي استيطانه، رغم الرحلات المزمعة الى المريخ وغيره.... حين يكون الصراع بين دول كبرى، يدفع حجم هذا الصراع كل الأطراف الكبيرة إلى الدفع بالبشرية إلى أقصى آفاق ممكنة لإنجازاتها
أما اليوم، فالدول الكبرى في حالة من التسوية العسكرية بين بعضها، وهي قد تختلف على أي الأطراف يمكن دعمه من الضعفاء، ولكنها في ما بينها متفقة على ترك الضعفاء يتطاحنون وعدم المغامرة بحرب بين الكبار من جديد لهذا فالتقدم أصبح متمحورا حول زيادة الرفاهية عبر التفنن في التفاصيل التكنولوجية اكثر مما هو متمحور حول المستقبل... يتعامل الكبار مع الزمن وكأنه قد انتهــــى،،، خططهم للمستقبل باهتة حتى لتشعر انها مجرد تنبؤات رقمية اقتصادية منشغلة بتقليم مستمر لما وصل اليه هذا العالم البطران الذي يتصور ان الزمن قد توقف اما بين الضعفاء فإدراك الزمن مختلف.... ويواسون انفسهم بتمني سيناريوهات خيالية تليق بسحر الشرق الذي هو أهل لهم وهم أهل له... وبين قوم سالمين حدّ التبلد وقوم مطحونين حدّ التوهم، تنتظر أراضي المريخ والمشتري أياديَ خشنة صلبة واعدة تقوم بحرثها وزرعها...