فجرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أزمة ثقة عميقة وحربا وصفها ضباط كبار بـ\" حرب عالمية\" بين الجيش الإسرائيلي ممثلا برئيس الأركان وجهاز الشاباك ممثلا برئيسه \" يورام كوهن \". وكشف موقع \" هأرتس \" الالكتروني اليوم \" الأربعاء \" النقاب عن مخاطبة رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال\" بني غانتس\" لرئيس الوزراء \" نتنياهو \" عبر رسالة خطية اشتكى فيها رئيس الشاباك \" يورام كوهن \" وحذر من أزمة ثقة حادة تسود العلاقة بين الجيش والشاباك وطلب من \" نتنياهو \" ان يدعو \" يورم كوهن \" إلى الانضباط . ووصف ضباط وموظفون كبار على علم بنبأ رسالة رئيس الأركان العلاقات السائدة بين الجهتين\" الجيش والشاباك \" بأنها عبارة عن \" حرب عالمية \" . ويقف في خلفية الصراع والأزمة بين الجهتين اتهامات حساسة تتعلق بالادعاء بان الشاباك قدم للجيش إنذارا وتحذيرا من مغبة اندلاع الحرب مع حماس منذ الصيف الماضي إضافة للاتهامات المتعلقة بنقل المعلومات الاستخبارية اليومية خلال الحرب نفسها . وتفجرت الأزمة بكامل قوتها خلال جلسة الكابينت الأولى التي أعقبت وقف إطلاق النار الذي انهي الحرب على غزة حيث دار نقاشا حادا وصل حد الصراخ بين رئيس الاستخبارات العسكرية \" امان\" الجنرال \" افيف كوخافي \" ورئيس الشاباك \" يورام كوهن\" وعلى مسمع من بقية الوزراء حول السؤال هل فعلا قدم الشاباك إنذارا يتعلق بنية ومخطط حماس المبادرة للحرب في تموز الماضي حينها ادعى \" كوهن \" بان الشاباك نقل إنذارا وتحذيرا يتعلق بهذا الأمر الادعاء الذي رفضه \" كوخافي\" الذي قال بان أمرا كهذا لم يحدث مطلقا وأيده بعض الوزراء الذين قالوا لرئيس الشاباك انهم لا يتذكرون إنذارا من هذا القبيل . وعمقت التحقيقات الجارية داخل المؤسستين \" الجيش والشاباك \" إضافة للاستجوابات التي تجريها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حرب الادعاءات والاتهامات حيث وصل التوتر خلال الشهرين الماضيين درجة الانفجار الذي وقع فعلا هذا الأسبوع . و كان برنامج \" عوفداه \" الذي بثته قبل عدة ايام القناة الثانية العبرية السبب الرئيسي وراء رسالة رئيس الأركان الغاضبة التي خاطب فيها \" نتنياهو \" حيث عاد مسئولين كبار في الشاباك تحدثوا للبرنامج المذكور وكرروا الادعاءات وأكدوا بأنهم أرسلوا إنذارا قبل شهرين من اندلاع الحرب في غزة ونقلوا تقارير ومعلومات تتعلق بخطط ونوايا حماس المتعلقة بمبادرتها للحرب وشن حربا استباقية ضد إسرائيل . ونفى الناطق بلسان الجيش \" موتي الموغ \" الذي تحدث هو الأخر للبرنامج المذكور هذه الادعاءات وقال ان معلومات كهذه لم تنقل مطلقا للاستخبارات العسكرية . وتوصف رسالة رئيس الأركان بغير المسبوقة ما يؤشر لاى عمق الأزمة القائمة بين كبار قادة الجيش والشاباك هذه الأزمة التي وصلت إلى ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية وباتت تهدد منظومة التعاون بين الجهتين في ظل الوضع الأمني والمتوتر في الضفة الغربية ما يحمله من إمكانيات التطور نحو انتفاضة ثالثة. وادعى مسؤولون كبار في الجيش والشاباك بان التعاون اليومي ين الجهتين متواصل رغم التوتر الشديد ويعمل ضباط الجيش والشاباك في الضفة سويا لإحباط العمليات \" الإرهابية\". ومع ذلك يؤكد ضباط كبار في الجيش وجهوا اتهامات حادة للشاباك وجود أزمة ثقة حادة بين الطرفين حيث قال احد الضابط \" الجميع ينتظر ويمنى أن تنتهي هذه الأزمة لكن يبدو بأنها لن تمر ولا يوجد أي ضابط او جهة في الجيش على علم او دراية بوجود الانذار الذي تحدث عنه الشاباك وبكل بساطة يوجد هنا شخصا معين يكذب \" وأخيرا رفض الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك الرد على ما ورد في تقرير موقع \" هأرتس\".