الرسام يصفها بالحرية والناشطون يطمسونها " لوحة تعبر عن شعار المثليين بالقرب من حاجز قلنديا "

موقع رام الله الاخباري :

 أثار رسم مجموعة من الألوان على جدار الفصل العنصري قرب حاجز قلنديا الاحتلالي أمس جدلاً عبر موقع التواصل الاجتماعي \"فيسبوك\". وهي ألوان تعبّر عن شعار المثليين في العالم. وعمد مجموعة من الشبان مساءً إلى استخدام الطلاء الأبيض ليحل محل الألوان التي رأى فيها ناشطون فيسبوكيون تقليداً لألوان \"قوس قزح\" وهو شعار الشواذ جنسياً حول العالم. يأتي هذا الصخب بعد وقت قصير من تشريع الولايات المتحدة لزواج الشواذ في الولايات الخمسين مجتمعة، وانتشار ألوان \"قوس قزح\" في صفحات المشاهير والفنانين العالميين، مباركةً لخطوة الحكومة الأمريكية ودعماً لهذا الزواج.

هجوم لاذع يرى كثير من النشطاء عبر الموقع الاجتماعي في هذه الخطوة محاولة لتقليد الشواذ باستخدام شعارهم الذي بات منتشراً في الآونة الأخيرة، كما اعتبروه خروجاً عن \"قيم المجتمع الفلسطيني\" الذي ما زال مجتمعاً \"تقليدياً محافظاً\". وتلقى الرسم الذي نُشر في العديد من صفحات الناشطين وابلاً من الاتهامات والشتائم، وأحدث الرسم انقساماً في الآراء حول نيّة الرسام من هذه الخطوة. ووصف الرسم بعبارات مثل \"زبالة\" و\"قذارة\" يجب تنظيف المكان منها، كما وصفه آخرون بعبارات مثل \"قلة دين\" و\"قلة حياء\" فضلاً عن تهكم كثيرين على \"قيم الحرية\" التي يقصدها ذلك الرسم.

وكتب الناشط فادي عاروري وهو أحد المبادرين بإزالة الرسم عن الجدار \"خالد جرار أخطأ بالتوقيت واخطأ بالإشارة لحريات المثليين بهاشتاغات عند نشره الصورة للجدار وألوان \"قوس قزح\" والتي تمثل العلم الرسمي للمثليين بالعالم .. كشخص بادر لإزالة الرسمة أنا ما زلت مقتنع ان مكانها ليس على الجدار الآن وليس بالتوقيت الحالي .. ربما لو كانت الإشارة من البداية للنوايا لما وصل النقاش لما هو عليه ولربما ما ذهبنا لإزالة الرسمة .. خالد جرار بالمحصلة شخص لا يطعن بوطنيته لأنه سبق وقدم أعمال تليق بالفلسطينيين .. وبما انه أقر بأن فكرته تم فهمها بطريقه خاطئة فهو كاف بالنسبة لي...\"

\"Alwan\"

  رد الرّسام المصور الفوتوغرافي خالد جرار هو صاحب فكرة رسم ألوان الطيف على الجدار قال عبر صفحته على فيسبوك \"ذهبت اليوم ورسمت ألوان قوس قزح حيث أن هذه الألوان شغلت العالم، فهي في نهاية المطاف تعبر عن الحرية، وهدفي أن أبعث بها رسالة لكل العالم الـذي مازال يحتفل بها، عن شعب مقهور يعيش تحت احتلال عسكري يتجسد في حاجز قلنديا وجدار الفصل العنصري وهما أكثر صورة واضحة عن ذلك، ولذلك فان هذا العمل يأتي في سياق سياسي بحت للفت نظر العالم المحتفل بالقضية والجدار والفصل العنصري والاحتلال، ونقطة!\" وانضم بعض الناشطين إلى المصور جرار، من خلال النشر عبر صفحاتهم حول هذا الموضوع: فقد كتب أحدهم ويدعى (Ana Arab) عبر فيسبوك \"وهل حينما ستشاهدون قوس قزح في السماء ستلعنونها أيضاً ؟؟؟ \"

الصحفي محمد دراغمة كتب \"رسم الفنان خالد جرار الوان قوس قزح على الجدار في قلنديا ليس لانه منشغل في قضية المثليين وانما لانه منشغل في قضية الجدار والاحتلال. أراد خالد من وراء هذا الرسم لفت نظر العالم، المنشغل هذه الأيام في قضية المثليين، إلى الجدار والاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين. تسلل خالد تسلل بذكاء إلى ساحة الفعل الاعلامي الدولي ليقول للعالم ذي المشاعر انتبه إلى الفصل والقهر والعزل والاحتلال في فلسطين كما تنتبه الى قضية حقوق المثليين وغيرها وهذا كل ما في الأمر..\"

ضجة لا تستحق ووقف آخرون موقف الاستهجان من الضجة التي أحدثها الرسم الأخير، فقد كتبت شيرين عوض تعليقاً قالت فيه \"كثير أعطيتوا هذا الموضوع أهمية يعني حتى لو أيد شخص ولا شخصين هل سيؤثر على الآخرين، طالما هناك وازع ديني والله الصورة والألوان تسعين في المائة -إن ما كان أكثر- من أهل الضفة أو غزة ولا ع بالهم ولا فاهمين لشو ولو شافوها هل ستفرق عندهم فعليا ؟؟؟ وفي مثليين بالدول العربية وحتى فلسطين لو كانت بنسبة قليلة عن أوروبا. الوازع الديني هو الأساس.\" ولا تزال كثير من القضايا الاجتماعية تحتل حيزاً كبيراً في النقاش عبر صفحات المواقع الاجتماعية، والتي يعتقد أنه لولا وجودها لما احتلت كثير من القضايا أي مساحة في النقاش الاجتماعي والسياسي عموماً.

المصدر : الحياة الجديدة

تقرير :  أمل دويكات