لا تشكل ظاهرة اجتذاب تنظيم \"الدولة الإسلامية\" المقاتلين الأجانب على الأميركيين أو الغربيين فحسب، إذ أن التكتيكات التي يتبعها التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ساعدته على اجتذاب متطوعين من جميع أنحاء العالم، ولكن هناك وسائل جديدة لمواجهة ذلك، تعتمد تكتيكات طبقت مع العصابات. ولاحظت السلطات الكندية أن مطلق النار في أوتاوا قبل أيام مايكل زيهاف بيبو، كان يرغب بالذهاب للقتال في سوريا، وقصد العاصمة الكندية محاولاً استصدار جواز سفر للقيام بذلك، وسبق ذلك قيام السلطات الأميركية بتوقيف ثلاثة فتيات كن بطريقهن إلى سوريا. ويرى محلل الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب بول كريكشتانك، أن \"داعش\" يحاول الوصول إلى الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التواصل معهم ومن ثم نقل التجربة إلى الحياة الواقعية. ويرى مسؤولون مسلمون في أميركا أن خطط مكافحة الإرهاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تتم وفقا للأساليب المعتادة، إذ أن عددا كبيرا من المستهدفين بالتجنيد على يد \"داعش\" هم من القصّر والحوادث الذين قد يصعب سجنهم، ما يعني أن هناك حاجة لتطوير طرق بديلة للتصدي لهذه الظاهرة. وتشرح الناشطة المسلمة البارزة في أميركا سلام المرياطي، جوانب تلك المواجهة قائلة إن الأمر يتعلق بالتصدي الشامل لتلك الظواهر في المساجد وأماكن التجمع والمسارعة إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية عن النشاطات المشبوهة، مضيفة: \"جربنا أساليب المراقبة، ولكنها لم تنفع، فلماذا لا نجرب هذه الطريقة؟\". وخرج المسلمون في أميركا بالدعوة إلى هذا الأسلوب مستلهمين تجربة التصدي للعصابات الإجرامية، والتي اعتمدت على طرق مماثلة. والواقع أن الانجذاب إلى ساحات القتال في سوريا لم يقتصر على المتطوعين في صفوف \"داعش\"، بل وحتى الرافضين لها، فقد ظهرت تسجيلات فيديو لأشخاص من عصابات إجرامية أميركية يقاتلون في صفوف قوات نظام الرئيس بشار الأسد.