البيوت المهدمة تستقبل رمضان بذكريات أليمة ...صور

موقع رام الله الاخباري :

رمضان الذي كان يأتي محملاً بالفوانيس والتمور والأجواء الدينية الجميلة، يأتي هذا العام ويحمل في جعبته الكثير من الألم لأسرٍ بات الاستقرار فيها من ذكريات الماضي، ولآخرين كانو أُسرةً والآن أصبحوا أفراداً يشتاقون لمن كانت تجمعهم مائدة رمضان، ويتسائلون كم بقي لهم من أقارب يذهبون لزيارتهم، ويؤدون معهم واجب صلة الأرحام.

معاناة وألم

\"زي هاليوم كنت بنظف مطبخي وبجهزه لرمضان، وبشتري اللازم من صحون وأغراض... حسبي الله ونعم الوكيل\"، بهذه الكلمات تحدثت السيدة أم نزار (38عاماً)، بينما ترتب أغراض منزلها الذي بات غرفة واحدة في أحد مراكز الإيواء بمنطقة تل الهوا بغزة.

غرفةٌ صفية هي مطبخها وغرفتها وصالة طعامها وكل شيء تمتلكه، بعدما هُدم منزلها الذي يحمل أجمل ذكريات حياتها في الحرب الأخيرة على غزة، وتستطرد: \"استقبال رمضان له نكهة غير؛ لكن الآن استعدادي لرمضان هو ذكريات صعبة وتشرد ووجع وضياع\".

الحاجة أم سليم (66 عاماً) تدخلت في الحوار وهي تبكي على ذكرياتٍ تبخرت بفعل آلة الحرب \"الإسرائيلية\"، فتقول: \"كنت أتخذ غرفتي مصلى ومجلساً لقراءة القرآن بصحبة أحفادي في رمضان\".

وبألمٍ ليس أقل من سابقيه يشير حسن (45 عاماً) الذي يعيش في العراء بعد هدم الاحتلال لمنزله الكائن شرق حي الشجاعية، إلى أنّه استطاع صناعة بيت من ألواحٍ خشبية \"مشاطيح\" بجوار منزله القديم.

ويوصف منزله كطريح ينتظر الصحوة، في تلميح لانتظاره بشوق أن تبدأ إعادة إعمار غزة ويُعاد بناء منزله الذي قصفته طائرات الاحتلال \"الإسرائيلية\" في عدوانها العام الماضي.

ويُضيف: \"قضينا الشتاء في مراكز الإيواء ولم نتحمل الاستمرار فيها، لذا فضلنا العيش في الكوخ الخشبي في هذا الصيف\".

وعن التأقلم في هذا البيت، تقول زوجة حسن: \"فكرة الطبيخ تسبب لدي خوفاً كبيراً من احتراق البيت المكون من خشب ونايلون\"، وتتابع قائلةً: \"كيف برمضان الذي كان بالنسبة لي شهر التفنن في صناعة جديد المأكولات!\".

تسهيلات البلدية

معاناة تعددت صورها وأشكالها والسبب تأخر الاعمار، والمماطلة في تنفيذ الحلول لهذه المآسي والتي سببها الصمت الدولي وغياب المؤسسة الإدارية ودور الحكومة في قطاع غزة ، وفق قول مدير عام بلدية غزة حاتم الشيخ خليل.

ويؤكد الشيخ خليل أنّ البلدية تسعى بشكل دائم لمد يد العون للأسر المنكوبة وتحاول تقديم أكبر قدر من التسهيلات لإعداد وتجهيز الأوراق الثبوتية والتصريحات اللازمة للبناء.

ويرجع ضعف تقديم العون للمواطنين لغياب التنسيق الرسمي مع البلدي من الجهات الحكومية المعنية، منوهاً إلى أنّ البلدية تحاول تقديم التسهيلات ضمن دائرة صلاحياتها، مكثفةً طواقم العمل لديها بما يحقق انجاز أكبر قدر من معاملات المواطنين.

ويضيف الشيخ خليل: \"نحاول إعفاء المنكوبين والمهدمة بيوتهم من تسديد الأموال المستحقة للبلدية خلال هذه الفترة، إلى جانب إعفاؤهم من الغرامات المالية التي تفرضها البلدية جراء مخالفات البناء مراعاةً لظروفهم الصعبة\".

تصوير: إبراهيم فرج

\"thumb \"thumb \"thumb \"thumb \"thumb \"thumb