يحذر الخبراء بشكل متزايد من مخاطر منح الأطفال الهواتف الذكية في سن مبكرة، مشيرين إلى عواقب محتملة طويلة الأمد على الوعي الاجتماعي، والصحة العاطفية، والتطور العقلي.
وتشتهر الهواتف الذكية بقدرتها على الوصول إلى الإنترنت والعديد من الخدمات الرقمية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن التعرض المبكر يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات إدمانية، القلق، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية.
ووفقا لموقع "سايكولوجي توداي" ربط باحثون مثل جان توينج، شيري توركل، وجوناثان هايدت انتشار الهواتف الذكية في الولايات المتحدة بدءًا من عام 2012 بزيادة ملحوظة في المشكلات النفسية لدى المراهقين. وزادت هذه المخاوف خلال جائحة كوفيد-19، التي فاقمت شعور القلق والوحدة لكنها أبرزت أيضا الطبيعة المشتركة للضغط النفسي بين الأجيال.
ويشير الخبراء إلى أن الأطفال الذين يكبرون وهم يستخدمون الهواتف الذكية بشكل مفرط قد يواجهون صعوبة في تطوير التعاطف، التواصل الاجتماعي، والانتباه المستمر. وقال أحد الخبراء: "إذا أعطيت طفلك هاتفا ذكيا قبل أن يكون ناضجا بما يكفي لفهم قوته، فإنك تخاطر بتنشئة شخص يصعب تعليمه، ويصعب إجراء محادثة معه، وقد يواجه صعوبة في العلاقات ومهارات التواصل في العمل".
كما يمكن للهواتف الذكية تعزيز التفكير المعتمد على العوامل الخارجية، حيث يلوم الأطفال الظروف الخارجية على صعوباتهم بدلًا من تطوير مهارات التعامل الداخلية. وتشير المناقشات الصفية إلى أن كثيرا من الطلاب ينسبون إدمانهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى قلة الرقابة الأبوية أو شركات التكنولوجيا، بدلاً من الاعتراف بعاداتهم الشخصية.
وغالبا ما يبرر الآباء استخدام الهواتف الذكية كوسيلة للبقاء على تواصل مع أبنائهم، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى عكس النتيجة، فيبتعد الآباء والأطفال بعضهم عن بعض وعن العالم الخارجي. ويوصي الخبراء باستخدام هواتف غير متصلة بالإنترنت، التي تتيح المكالمات والرسائل النصية دون الوصول إلى وسائل التواصل الإدمانية.
وبالنسبة للعائلات التي يستخدم أطفالها الهواتف بالفعل، يُعتبر وضع قواعد واضحة ومحددة أمرا ضروريا، إلى جانب تشجيع الأنشطة الواقعية والتفاعل المباشر لتعزيز التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال.
مع انتشار الهواتف الذكية بشكل واسع، يحث الخبراء الآباء على التفكير بعناية قبل منح أطفالهم هذه الأجهزة، مؤكدين أن التأخير في تقديمها قد يحمي بشكل أفضل صحتهم الاجتماعية والمعرفية.

