يواجه عدد من الطلبة المتفوقين في قطاع غزة صعوبات في الالتحاق بالتخصصات الطبية، رغم حصولهم على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة، نتيجة ارتفاع المتطلبات المالية للبرامج الأكاديمية.
وحصلت الطالبة ميس حمدان على معدل 98.6% في الفرع العلمي، لكنها لم تتمكن من التسجيل في كلية الطب بسبب وصول تكلفة السنة الدراسية إلى نحو 7 آلاف دولار، فيما تبلغ تكلفة الساعة الأكاديمية نحو 140 دولارًا.
وتشمل الأزمة طلبة في مراحل متقدمة أيضًا، إذ أفاد الطالب محمد الغازي، من كلية الطب في الجامعة الإسلامية، بأن عددًا من الطلبة اضطروا إلى الانسحاب بسبب عدم قدرتهم على دفع الرسوم، مشيرًا إلى انخفاض عدد الملتحقين في دفعته من 240 إلى 190 طالبًا.
ويؤكد طلبة آخرون أن ارتفاع الرسوم وحجز الشهادات للطلبة غير المسددين باتا من أبرز التحديات، في ظل تراجع فرص المنح في التخصصات الطبية مقارنة بتخصصات أخرى.
ويرى الخبير الاقتصادي أحمد أبو قمر لموقع "الجزيرة نت" أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتراجع قدرة الجامعات على تغطية تكاليفها التشغيلية زاد من الفجوة بين قدرة الطلبة على الالتحاق واستكمال الدراسة.
حلول مقترحة
ويقدم أبو قمر مجموعة من الحلول لمعالجة الأزمة، تشمل إعادة تنظيم الجامعات إداريا وماليا، ووضع نظام موحد للرسوم يوازن بين قدرة الطلبة على الدفع واحتياجات المؤسسات الأكاديمية. كما يدعو إلى زيادة المنح الخارجية واستقطاب تمويل مخصص لتغطية الرسوم الجامعية وتوزيعه بعدالة.
ويقترح أيضا إطلاق حملات تبرعات فردية موجهة مباشرة للطلبة لضمان استمرارهم وعدم انقطاعهم عن الدراسة.
ويختتم أبو قمر بالتأكيد على أن مستقبل التعليم في غزة مهدد ما لم تُعالج الاختلالات البنيوية وتتوفر مصادر تمويل تدعم الطالب والجامعة معًا، معتبرًا أن استمرار العملية التعليمية بات مصلحة وطنية تتطلب تدخلا عاجلا.

