أفادت الإذاعة العبرية العامة، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شنّ هجومًا حادًا على الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال اجتماع الكابينت الأمني الذي عُقد مساء أمس، في وقت تؤكد فيه تقارير أن المفاوضات بين سوريا و"إسرائيل" بشأن الاتفاق الأمني لم تحقق تقدمًا، وأن هناك فجوة بين الطرفين.
وقال نتنياهو خلال الاجتماع إن الشرع "عاد من واشنطن منفوخًا وبدأ بالقيام بأعمال لا نقبلها"، مشيرًا إلى محاولاته لجلب قوات روسية إلى الحدود، وما يشكله ذلك من "تهديد مباشر لأمن إسرائيل". وأضاف وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، متحدثًا عن الشرع: "عاد من واشنطن وهو في حالة غرور واضحة"، في إشارة إلى التوتر المستمر بين دمشق وتل أبيب.
وأشارت الإذاعة إلى أن الشرع زار البيت الأبيض قبل نحو أسبوع ونصف، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدث عن انتهاك "إسرائيل" اتفاقية الفصل لعام 1974، مشيرًا إلى أن تل أبيب توسع وجودها العسكري وطرد قوات الأمم المتحدة ونفذت أكثر من ألف غارة في سوريا، شملت القصر الرئاسي ووزارة الدفاع.
وبينما يعمل الاحتلال على تنفيذ اقتحامات واعتداءات يومية في جنوب سوريا، تتحدث الإذاعة العبرية العامة عن أن الشرع يعمل على ترسيخ سيطرته العسكرية في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، زاعمةً أنه"يحاول إدخال قوات عسكرية إلى المنطقة بطرق غير معلنة، مستخدمًا مركبات مدنية وملابس عسكرية غير معروفة"، إضافة إلى "جولات مشتركة مع ضباط روس لإضفاء شرعية على تحركاته، وذلك لخلق وقائع على الأرض قبل أي مفاوضات مستقبلية".
وزعمت كذلك أن خطته الاستراتيجية "تسعى إلى الحصول على حماية روسية كاملة في جنوب سوريا مقابل الاعتراف بحكمه، وتوسيع النفوذ التركي في شمال ووسط البلاد، ليصبح المسيطر الوحيد على سوريا دون التنازل عن أي مكاسب تجاه إسرائيل".
وفي سياق هذه التطورات، أجرى نتنياهو محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية الأسبوع، وتزامن ذلك مع زيارة غير مسبوقة قامت بها قيادات سياسية وأمنية إسرائيلية إلى منطقة الفصل وجبل الشيخ، شملت وزير الجيش، رئيس الأركان، ورئيس جهاز المخابرات الموساد.
كما أجرى نتنياهو ووزير الجيش جولة داخل الأراضي السورية، زار خلالها رئيس الحكومة أحد مواقع الجيش الإسرائيلي في منطقة الفصل، وأشرف على مراقبة دقيقة للقطاع قبل عقد اجتماع أمني ميداني، كما التقى الجنود النظاميين والمجندين الاحتياطيين.
وشددت "إسرائيل"، وفق ما نقلت الإذاعة، على موقفها الثابت بعدم مناقشة أي اتفاق أمني جزئي، مؤكدة أن الطلب الرسمي هو اتفاق تطبيع شامل، مع إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وانسحاب سوري كامل من جميع المناطق المحتلة، بما فيها هضبة الجولان. وأوضحت المصادر أن الشرع مستعد فقط لاتفاق "عدم قتال" مقابل انسحاب إسرائيلي من راس هرمون ومنطقة الفصل، في حين يربط اتفاق التطبيع بالتنازل عن الجولان، ما يبرز الفجوة الكبيرة بين المواقف.

