تقرير: مخطط أمريكي لدفع المدنيين بغزة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "إسرائيل"

تخطط الولايات المتحدة لبناء تجمعات للفلسطينيين داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بهدف دفع المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة حماس إليها، فيما يبدو أنه اعترافٌ أميركي بعدم واقعية خطة نزع سلاح حماس قريبًا، وفق ما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم السبت.

بدأت الولايات المتحدة بإدخال فرق من المهندسين إلى المنطقة الخضراء، والعمل على إزالة الركام والذخائر غير المنفجرة، بهدف إنشاء "مجتمعات آمنة بديلة"

وبموجب خطة ترامب لإنهاء الحرب، تم تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين، الأولى خاضعة للسيطرة الإسرائيلية ويشار إليها باللون الأخضر، والثانية خاضعة لسيطرة حماس ويشار إليها باللون الأحمر، ويفصل بين المنطقتين الخط الأصفر، الذي قالت حركة حماس والمكتب الإعلامي في غزة، إن جيش الاحتلال بدأ بإزاحته والتوغل باتجاه المنطقة الحمراء الأسبوع الماضي.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فقد بدأت الولايات المتحدة بإدخال فرق من المهندسين إلى المنطقة الخضراء، والعمل على إزالة الركام والذخائر غير المنفجرة، بهدف إنشاء "مجتمعات آمنة بديلة"، تتضمن مساكن ومستشفيات ومدارس، لدفع المدنيين من المنطقة الحمراء نحو هذه التجمعات، إلى حين القيام بعملية إعادة إعمار أكثر ديمومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن شعبية حركة حماس ارتفعت بعد وقف إطلاق النار، بفضل حملتها على الجريمة ودعمها المستمر لمقاومة الاحتلال، إلا أنها قالت إن هذا لا يلغي التوقعات بأن العديد من الفلسطينيين سيرغبون بالابتعاد عن مناطق سيطرتها.

وقالت إن هذه الخطة تعني ضمنيًا أن الولايات المتحدة تدرك بأن نزع سلاح حركة حماس لن يكون متاحًا في وقت قريب.

ووصفت الصحيفة الخطة بأنها "مثيرة للجدل"، فمن جهة قد يرفض المانحون المحتملون لإعادة الإعمار تمويل عملية البناء في مناطق خاضعة لسيطرة إسرائيل، كما يرفضون تمويل الإعمار في مناطق خاضعة لسيطرة حماس. ومن جهة أخرى، ترفض بعض العواصم العربية المخاطرة بتقسيم قطاع غزة وإخضاع جزء منه لحكم سلطات غير فلسطينية.

وأوضحت أن القاهرة قد تكون أقوى المعترضين على المشروع، إذ إن أول تجمع سكاني ضمن الخطة الأميركية سيقام في رفح، أي بالقرب من الحدود المصرية، في حين أن مصر تشعر بالقلق من أن أي خطة لتركيز الغزيين في رفح قد تكون مقدمة لدفعهم عبر الحدود إلى شبه جزيرة سيناء إذا تغيرت الظروف، وفقًا لمسؤولين مصريين.

وأضافت الصحيفة أن إحدى النقاط المثيرة للجدل في الخطة، هي مسألة فحص الغزيين لضمان دخول المدنيين فقط إلى المجتمعات الجديدة، وعدم تسلل عناصر حماس إليها. وتابعت: "سيترتب على تأمين وإدارة هذه التجمعات الخوض في أسئلة شائكة وغير محلولة".

وأفادت بأن إحدى الأفكار المطروحة لتأمين هذه التجمعات هي استخدام الميليشيات المدعومة من إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات أنشأت بالفعل تجمعات داخل المنطقة الخضراء، حيث يعيش من مئات إلى بضعة آلاف من المدنيين بالفعل، وفق تقديرات مختلفة لمسؤولين إسرائيليين وعرب وقادة الميليشيات.

وأكدت أن موضوع الميليشيات يواجه عدة عقبات، إذ نفى مسؤول أميركي أن تكون الولايات المتحدة تفكر في التعاون معها، كما أن كثيرين في غزة ينظرون إلى هذه الميليشيات على أنها خارجة عن القانون وليس لها شرعية في إدارة شؤونهم، كما يرى العديد من المسؤولين الغربيين أنها قوة مزعزعة للاستقرار. فضلاً عن ذلك، فإن من غير الواضح إن كانت هذه الميليشيات قادرة على أداء المهام المطلوبة منها، خصوصًا بعدما تغلبت حماس بسرعة على الميليشيات والعشائر المسلحة بعد وقف إطلاق النار.