ارتفاع قياسي في أسعار زيت الزيتون مع ضعف في الإنتاج ومعاناة المزارعين

تشهد أسعار زيت الزيتون هذا الموسم ارتفاعا غير مسبوق مقارنة بالمواسم الماضية، إذ يأتي هذا الارتفاع في ظل موسم ضيئل الانتاج، والأقل منذ نحو 16 عاما، ففي محافظة الخليل بيعت تنكة الزيت بـ1500 شيكل، مقارنة بـ500 شيكل في الموسم الماضي.

مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد كان قد أكد في حديث لـ"الاقتصادي"، بان سعر كيلو زيت الزيتون في المعاصر يتراوح بين 47 و48 شيكلًا، موضحا أن الحكومة لا تتدخل في تسعير السلع الزراعية، إذ يعتمد السعر على العرض والطلب.

وأضاف أن الأسعار ترتفع كلما اتجهنا جنوبا، لا سيما في الخليل وبيت لحم، واصفا الارتفاع بأنه "غير مبرر" ولا يرتبط بجودة مختلفة عن باقي المناطق، متسائلا عن استعداد بعض المستهلكين لدفع أسعار مرتفعة رغم توافر الزيت بأسعار أقل في المعاصر.

من جانبه، قال نجيب الطميزي صاحب معصرة زيتون في مدينة الخليل، إن الارتفاع الكبير في الأسعار هذا الموسم يعود إلى تراجع الإنتاج بشكل حاد بشكل رئيسي، إذ لا يتجاوز 10% من المعدلات المعتادة.

وأضح أن ذلك يعود إلى إلى عاملين رئيسيين، أولهما قلة الأمطار التي أثرت سلباً على نمو الثمار، والظروف الجوية الجوية التي ضربت المنطقة في شهر نيسان الماضي، في وقت كان الزيتون في مرحلة الإزهار.

وأشار الطميزي، إلى أن المزارعين في المناطق المحاذية للمستوطنات والجدار العنصري، والشوارع الالتفافية يواجهون صعوبة في الوصول إلى أراضيهم جراء منع الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وهو ما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الأشجار وتراجع الإنتاج بشكل غير مسبوق.

ولفت إلى أن الأسعار الحالية غير مسبوقة منذ عقود، إذ بيعت تنكة الزيت في الخليل بـ 1200 شيكل، بعد أن كان السعر الطبيعي لا يتجاوز 600 شيكل في المواسم السابقة.

بدوره، قال المزارع صفوت اسليمية من الخليل، إنه كان يجني في المواسم السابقة نحو تسع تنكات من الزيت، فيما لم يتجاوز إنتاجه هذا العام ثلاث تنكات فقط، مضيفا أن الأسعار تضاعفت مقارنة بالعام الماضي، إذ ارتفع سعر التنكة من نحو 500 شيكل إلى 1000 شيكل هذا الموسم، مرجعاً ذلك إلى قلة الأمطار التي أثرت بشكل مباشر على كميات الانتاج.

أما المزارعة وضحة خليل موسى، فأكدت أن الموسم الحالي لا يُقارن بالموسم الماضي الذي كان أفضل إنتاجاً وجودة. وقالت إن إنتاج هذا العام ضعيف جداً، مضيفة: "الزيتون عطش، والحمد لله على كل حال"، في إشارة إلى تأثر المحصول الشديد بقلة الأمطار هذا الموسم.

يشار إلى أن وزرة الزراعة كانت تتوقع إنتاج نحو 7 آلاف طن من الزيت هذا الموسم، إلا أن الكمية مرشحة للانخفاض بسبب منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم جراء اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين.

ويحتاج السوق المحلي في الضفة الغربية سنويا إلى 10–11 ألف طن من زيت الزيتون، إضافة إلى الطلبيات الخارجية التي تشمل الأمانات إلى الأردن ودول الخليج، والعقود التصديرية الثابتة إلى الاتحاد الأوروبي وأميركا وكندا، مشيرًا إلى أن الشركات الفلسطينية ملتزمة بهذه العقود لتفادي خسائر الأسواق الخارجية.