أعلنت نقابة المهندسين مؤخرًا اعتماد تخصص هندسة الأمن السيبراني كتخصص هندسي مستقل، في خطوة استراتيجية تمثل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الرقمي وحماية البنى التحتية الرقمية للدول والمؤسسات.
وكانت كلية الهندسة في الجامعة العربية الأمريكية قدمت طلبا لنقابة المهندسين لاعتماد تخصص هندسة الامن السيبراني كتخصص مستقل، حاملو الشهادة لهم حقوق كباقي تخصصات الهندسة الدارجة تحت مظلة النقابة.
يأتي هذا الاعتماد في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية وتعقيدها، ما يجعل من الضروري وجود كوادر هندسية متخصصة ذات كفاءة عالية قادرة على التصدي للهجمات الإلكترونية وحماية البيانات والمعلومات الحساسة.
يُعد اعتماد النقابة لتخصص هندسة الأمن السيبراني اعترافًا رسميًا بأن هذا المجال هو تخصص قائم بذاته يتطلب مهارات ومعارف فنية وأخلاقية دقيقة.
ويأتي هذا التنظيم لضمان جودة المخرجات التعليمية والهندسية، إضافة إلى تأكيد التزام المهندسين في هذا التخصص بالمعايير والمواصفات التي تؤهلهم لممارسة المهنة بشكل احترافي ومسؤول.
ويتيح الاعتماد للقطاعين العام والخاص التأكد من أن المهندسين المسجلين في النقابة يمتلكون المؤهلات والكفاءات اللازمة لتصميم وتنفيذ أنظمة آمنة تحمي الشبكات والبيانات من الهجمات الإلكترونية المتزايدة في بيئة رقمية معقدة ومتطورة.
وعلى الصعيد المحلي، تعكس ورش العمل والمؤتمرات والدورات التدريبية التي تعقدها النقابة حرصها على دعم هذا التخصص الحيوي، حيث توفر هذه الأنشطة فرصًا للتدريب والتطوير المهني المستمر، مما يمهد الطريق نحو الاعتماد الكامل والتوسع في التخصص.
وعلى الرغم من أهمية التخصص، إلا أنه حتى الآن يتم تسجيل خريجي هندسة الأمن السيبراني ضمن شعبة الهندسة الكهربائية التي تضم تخصصات أخرى مثل هندسة الحاسوب وهندسة الاتصالات، مما يعكس تطور الاعتماد كمرحلة جديدة في مسيرة النقابة.
ويعود اعتماد التخصص بالنفع المباشر على المهندسين حديثي التخرج، حيث يمنحهم صفة مهندس معترف بها رسميًا، ما يفتح أمامهم آفاقًا وظيفية أوسع وفرصًا أكبر في سوق العمل، سواء في المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة والمكاتب الاستشارية. كما يتيح الاعتماد الاستفادة من برامج التدريب والتطوير المهني التي تقدمها النقابة، مما يساعدهم على مواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة في مجال الأمن السيبراني.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم عضوية النقابة في تحسين ظروف العمل من خلال تحديد الحد الأدنى للأجور والمزايا والدفاع عن حقوق المهندسين، فضلاً عن بناء شبكة علاقات مهنية قوية تسهل التعاون وتبادل الخبرات بين المهندسين في مختلف التخصصات.
في النهاية، يمثل اعتماد تخصص هندسة الأمن السيبراني خطوة مهمة لضمان تأهيل مهندسين متخصصين قادرين على مواجهة التحديات الرقمية الراهنة والمستقبلية، وحماية البنية التحتية الرقمية التي أصبحت عنصراً حيوياً في الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.