أظهرت دراسة طبية حديثة أنّ المشي بمعدّل 7000 خطوة يوميًا فقط قد يكون كافيًا لتقليص خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بشكل كبير، ودون الحاجة للوصول إلى المعدل التقليدي الشائع البالغ 10 آلاف خطوة.
وتبيّن من نتائج الدراسة أن هذا المستوى المعتدل من النشاط البدني يرتبط بانخفاض ملموس في معدّلات الإصابة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، بل وحتى في معدلات الوفاة المبكرة.
وأُجريت الدراسة على آلاف المشاركين من مختلف الفئات العمرية، وجرى تتبّع حالتهم الصحية لفترات طويلة تراوحت بين خمس وعشر سنوات، حيث تمّ ربط بيانات تتبع الحركة بعدادات الخطوات بحالتهم الصحية العامة ومستوى تعرضهم للأمراض.
ووفقًا للنتائج المنشورة في دورية علمية متخصصة في الطب الوقائي، فإنّ الذين واظبوا على المشي بين 6,000 إلى 8,000 خطوة يوميًا سجلوا انخفاضًا بنسبة تصل إلى 50٪ في احتمالية الوفاة المبكرة مقارنة بمن يخطون أقل من 4,000 خطوة في اليوم.
وأكّد الباحثون أن الفوائد الصحية للمشي تبدأ بالظهور عند مستويات أدنى مما كان يُعتقد سابقًا، وأنّ التحسّن لا يكون فقط على مستوى القلب والأوعية الدموية، بل يشمل أيضًا تحسين التمثيل الغذائي، وتعزيز حساسية الأنسولين، وتقليل مستويات الالتهاب المزمن، وجميعها عوامل تُقلّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
كما بيّنت الدراسة أنّ التأثير الإيجابي للمشي لا يتطلب وتيرة سريعة، بل إن الخطوات الموزّعة على مدار اليوم، حتى وإن كانت بوتيرة منخفضة، تمنح الجسم دفعات منتظمة من النشاط الذي يعزّز وظائف الأعضاء ويحسّن المزاج والصحة النفسية.
الدكتور "شيانغ لي" من "جامعة هارفارد"، أحد المشرفين على الدراسة، أوضح في تصريح لمجلة "JAMA Internal Medicine" أنّ "رفع عدد الخطوات اليومية إلى 7000 فقط قد يكون بمثابة لقاح طبيعي ضدّ كثير من الأمراض التي تنهك الجسم مع التقدّم في العمر"، مضيفًا أنّ "هذا الرقم أكثر واقعية وسهولة لكثير من الناس، خاصة كبار السن أو أولئك الذين يعانون من ظروف تمنعهم من ممارسة التمارين القاسية".
وتأتي هذه النتائج في وقت تعيد فيه مؤسسات الصحة العامة حول العالم تقييم الإرشادات المرتبطة بالنشاط البدني، إذ يرى باحثون أن التوصية القديمة بـ10 آلاف خطوة تعود أساسًا إلى حملة تسويقية في اليابان في الستينيات، ولا تستند إلى أساس علمي واضح. وبالتالي، فإن خفض العتبة إلى 7,000 خطوة يُتيح مساحة أوسع لمزيد من الناس للاندماج في نمط حياة نشط دون ضغوط غير واقعية.
وبحسب الدراسة، فإن الاستمرارية أهم من الشدة؛ فالمشي اليومي المعتدل، حتى ضمن روتين الحياة العادي مثل صعود السلالم أو المشي إلى العمل، كافٍ لجني الفوائد الصحية، ما دام مجموع الخطوات يتجاوز الحدّ اليومي الأدنى.