كشف المحلل العسكري ألون بن ديفيد في صحيفة معاريف العبرية، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن احتلال مدينة غزة وتطهيرها بالكامل فوق الأرض وتحتها سيكلف حياة نحو 100 مقاتل، وسيستغرق على الأقل عامًا كاملًا. وأوضح أن هذا التقدير عُرض في جلسات الكابنيت، ليس كنتيجة دقيقة لمعادلة رياضية، بل لتوضيح لصناع القرار أن العملية لن تكون مجرد جولة عسكرية إضافية، بل حملة ثقيلة وطويلة من غير المضمون أن تنتهي بـ"حسم" حماس.

وأضاف بن ديفيد أن حجم الخسائر في صفوف الجيش يرتبط بسرعة وطريقة تحرك القوات؛ فالتقدم السريع نحو مراكز ثقل حماس قد يمنح إنجازًا بصريًا وإعلاميًا في وقت قصير، لكنه سيترك خلفه الكثير من البنية التحتية تحت الأرض دون تدمير. أما التقدم البطيء والمنهجي في تدمير هذه البنى، فسيُحدث ضررًا أكبر بقدرات حماس، لكنه سيتطلب مكوثًا أطول للقوات في الميدان.

وأشار إلى أن طبيعة غزة تشبه ورقة تُطوى مرة بعد أخرى حتى تصل إلى مرحلة لا يمكن طيها أكثر، الأمر الذي يعني أن قسمًا غير قليل من سكان القطاع سيختار البقاء في مناطق القتال وعدم النزوح، ما سيُعقّد من مهمة الجيش ميدانيًا.

وختم بالقول إن حماس تدرك جيدًا أنها لا تملك القدرة العسكرية لوقف الجيش الإسرائيلي في مواجهة مفتوحة، وهي لا تستعد لمعركة شاملة على غرار "ستالينغراد"، بل أقرب إلى أسلوب الفلوجة في العراق، أي حرب عصابات تستنزف القوات المناورة، مع محاولات متكررة للحصول على أسرى جدد من صفوف الجيش.