انتقد الكاتب الإسرائيلي يوآف ليمور في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، التحركات التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه ضد رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، واصفاً إياها بأنها "تفتقر إلى الذكاء" وتهدف فقط لتجهيزه ككبش فداء في حال فشلت خطط الحكومة، أو تحميله مسؤولية إفشالها إذا لم تنفذ.
وأشار ليمور إلى أن تصريحات بعض الوزراء حول "وجوب تنفيذ رئيس الأركان لقرارات الحكومة" تأتي امتداداً لحملة منظمة ضد المؤسسة العسكرية منذ تشكيل الحكومة الحالية. وطرح تساؤلاً محورياً: هل سيُنفذ رئيس الأركان أي قرار حكومي بشأن مستقبل الحرب في غزة، بصرف النظر عن نتائجه الكارثية المحتملة؟
وأكد أن رئيس الأركان ليس موظفاً إدارياً، بل هو القائد الأعلى للجيش والمستشار العسكري للحكومة، ومن واجبه إبداء موقفه المهني والدفاع عنه، لا سيما إذا رأى أن حياة الجنود أو الأسرى أو المدنيين في خطر، أو أن القرار سيؤدي إلى أزمات دولية قد تشمل ملاحقة جنود إسرائيليين أو فرض حظر سلاح على تل أبيب.
وأضاف ليمور أن الحكومة، التي سبق أن مدحت رئيس الأركان لتشدده في الملف الإيراني وغزة، بدأت تهاجمه عندما تعارضت مواقفه مع مصالحها السياسية، وهناك من يروّج لاستبداله بمستشار نتنياهو العسكري، اللواء رومان جوفمان، رغم افتقاره للخبرة، على غرار تعيين دافيد زيني لرئاسة الشاباك.
وأوضح أن زامير يرى بأن إسرائيل أضاعت فرصاً حقيقية في الأشهر الماضية لعقد صفقة تُعيد الأسرى، كما يعتبر أن احتلال غزة بالكامل سيكون كارثياً، ليس فقط على حماس، بل على إسرائيل أيضاً، بسبب وضعها الدولي المتدهور والانقسامات الداخلية التي تهدد وحدة الجيش ذاته.
واختتم ليمور مقاله بالإشارة إلى أن أمس صادف مرور 669 يوماً على اندلاع الحرب – في دلالة رمزية إلى وحدة "669" العسكرية الخاصة بالإنقاذ، والتي أنقذت مئات الجنود، بينما فشلت الحكومة حتى اليوم في إنقاذ الأسرى، وتجد نفسها أمام مفترق حاسم.